القوات اللبنانية تلوّح باستقالة وزرائها بمواجهة نفوذ حزب الله

وزراء القوات اللبنانية
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الموجود في أستراليا، قال لوزرائه في الحكومة "حضّروا حالكم للإستقالة". فهل سوف تتم حقا هذه الإستقالة؟

هل تسقط التسوية السياسية التي قادت لبنان الى الاستقرار منذ 31 تشرين الاول 2016، أي بُعيد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ومجيء سعد الحريري رئيسا للحكومة؟

لم يكن تصعيد النائب جورج عدوان خلال جلسة اقرار الموازنة العامة لعام 2017 قرارا خاصا، بل هو نابع من قرار داخلي لتظهير الاعتراض القواتي على سياسة الحكومة والعهد معا. حيث اصبحت القوات اللبنانية ترى في وجودها بالحكومة كشاهد زور حسب تعبيرهم.

في هذا الاطار، وردّا على سؤال يتعلق بمدى استفادة القوات اللبنانية من تسريب خبر اعلان استقالة وزرائها، خاصة ان حقيقة الاستقالة تقع بين النفي والتأكيد، يؤكد الاعلامي شارل جبور، المشرف العام على موقع القوات اللبنانية، لـ”جنوبية” بالقول: “إطلاقا لم نطلق أيّ موقف اجمالا له خلفيات شعبوية، أيّ موقف نمشي به الى النهاية، ونعبّر عن اشمئزازنا على الطريقة التي تسير بها الامور، وعلنا، ولكن الامر لا يرتبط بعملية حسابيّة”.

“وعندما دخلنا في التسوية انما دخلناها بقلب كبير، وان كان تردد حينها انها تمت بناءا على تسوية من الخارج”.

اقرأ أيضاً: كلام «قاسم» يعيد بشير الجميل للحياة ويشعل سجالا حادا بين حزب الله والقوات اللبنانية

و”قد تم ربط امكانية استقالتنا من الحكومة بأمرين اساسيين، اولا بالمناقصات والشروط، وثانيا في حال ذهبت الحكومة باتجاه محاولات التطبيع مع الحكومة السورية فيما يخصّ النازحين السوريين، ونحن نلوّح بالاستقالة بمواجهة حزب الله وسيطرته داخل الحكومة، من أجل عدم الرضوخ بالنسبة للأمر الثاني المتعلق بتطبيع العلاقات مع النظام السوري”.

ويضيف جبور “في هذا الموضوع، الاستقالة ليست موّجهة ضد السلطة، وان كنا لا نسعى من خلال مشاركتنا في الحكومة لأن نكون جزءا من أي مكوّن سلطويّ، بل من اجل تقديم نموذج جديد في الوزارة”.

وتابع الاعلامي جبور، بالقول “نحن نعتبر ان التسوية شكلت فرصة لنا، وعلينا توظيفها لصالح العهد والحكومة اللبنانية. وعلينا ان ننتج من خلال توظيف نموذج جديد بعيد عن الزبائنيّة، واخيرا، فقد عبّرنا عن سخط وانزعاج في وجهات معينة ضمن موضوع الاستقالة، ووجودنا شكّل قيمة مضافة للحكومة، ولن نقبل باستبعادنا من الحكومة من خلال التوازن الوطني، ولكن اذا اصطدمنا بعد فترة بعدد من الملفات الخلافية سنستقيل”.

وحول جدوى هذه الاستقالة بإيقاف الفساد، وهل هي في وجه التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل ؟ أجاب الاعلامي شارل جبور “لا اعتقد ان الاستقالة ستؤدي الى خلل حكومي، لكن لا يمكن ان نستقيل ما لم يكن هذا القرار مدروسا، وبعد أخذ وردّ كبيرين، ولا نأخذ هذا القرار الا بعد الأخذ بعين الاعتبار اولوية المبدأ الاصلاحي، ويعود للمبدئية التي من أجلها وجدنا بالسلطة، وأي قرار مبنيّ على قرار مبدئيّ وتوازن السلطات فيما يخصّ الملفات المختلف عليها”.

بالمقابل، اعتبر المحلل السياسي جوني منيّر، ردا على سؤال حول تسريب خبر استقالة وزراء القوات من الحكومة، قال “انا لا اعتقد ان الاستقالة القواتية من الحكومة قريبة، وهي ستكون قبيل الانتخابات النيابية وبعنوان بسيط ووحيد”.

وبالتفصيل أكد انه “يمكن ان تتخذ القوات منها حجّة وتخرج خارج الحكومة، لانها بذلك ستستفيد انتخابيا، وستكون قد أخذت ما أخذته من الحكومة، خاصة ان بعض الابواب قد تكون مقفلة بوجهها حكوميّا، مما سيفيدها شعبيّا، وهذا القرار يمكن ان يحدث قُبيل الانتخابات النيابية”.

وومن ناحية ثانية وحتى ذلك الوقت، سنشهد مزيدا من المنافسة بين الأقطاب والاحزب السياسية للفوز باكثر الأصوات من اجل ايصال اكبر عدد ممكن من النواب.

السابق
«الطفيل» ممنوعة على أبنائها… حتى الأموات منهم!
التالي
في مدرسة المقاصد «لالا»: مظلومية تلحق بأربعة معلمين