قميص «النازحين السوريين» بين إعادتهم والتطبيع مع النظام السوري

النازحين السوريين عرسال
هل فعلا يريد النظام السوري عودة النازحين السوريين أم انه قميص عثمان جديد لاستدراج الحكومة اللبنانية من اجل التطبيع معه؟

أصبح ملف النازحين السوريين الطبق الأساسي على سفرة السياسيين في الآونة الأخيرة، حيث تجمع كل القوى على ضرورة حلّ ازمة النزوح نظرا لتداعياتها الخطيرة على لبنان. هذه الأزمة شرخت المكونات السياسية في مواقفها بين مَن يؤكد على ضرورة التفاوض مع النظام السوري والتنسيق معه دون انتظار المجتمع الدولي لحل المسألة، فيما الطرف الآخر يرفض رفضا قاطعا إعادة التطبيع العلاقات بين لبنان والنظام رابطين التنسيق حصرا بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وفيما يشكّل حلف 8 أذار معسكر للمطالبة بالتنسيق مع النظام لحلّ ملف النازحين وعلى رأسهم التيار الوطني الحرّ، عبّر الرئيس ميشال عون أمس أمام سفراء الدول الكبرى والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بموضوع النازحين، عن عدم قدرة لبنان على تحمّل المزيد من أعباء النزوح مشيرا الى غموض في موقف المجتمع الدولي حيال هذا الموضوع.

اقرأ أيضاً: لغز حزب الله والنازحين؟

وفيما يوافقه “حزب الله” الرأي إلا أن اللافت وضع النظام السوري شروطا لإعادة النازحين اولها وجوب تفاوض الحكومة اللبنانية مع الأسد بهذا الشأن وهو ما يفسرّه البعض بأنه بمثابة وضع عصي بالدواليب الهدف منه إبقاء النازحين في لبنان سيّما المعارضين منهم. هذا التأخر والتلكؤ في إيجاد حلّ لملف النازحين في وقت يشكل حزب الله رأس حربة حلفاء النظام، فان من شأنه ان يطرح تساؤلات وشكوكا حول التناقضات وعدم التنسيق بين الطرفين من جهة ان كان خارج الاستطاعة أم انه خارج “التسويات” بقرار من النظام السوري والرئيس بشار الاسد نفسه.

والسؤال الأهم أين يتجه لبنان مع تدفق أكثر من مليون لاجئ نتج عنه تداعيات خطيرة على مختلف الأصعدة وأصبح لبنان عاجزا أمامها.

وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي شارل جبّور الذي قال أن هناك تناقضا حقيقيا وواضحا في المواقف حول إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ونحن ندعو لإزالة هذا التناقض والعمل بشكل جدّي لحل هذه الأزمة”. مشيرا إلى هذا التناقض لسببين الأول لإبقاء النازحين في لبنان وتحويل وجودهم إلى ملف فلسطيني آخر، سيّما وأن دخول النازحين كان في عهد حكومة كان فيها “حزب الله” ضابطا للإيقاع بهدف توظيف هذا الملف لصرف النظر عن سلاح الحزب الغير الشرعي. أما السبب الثاني فهو خلق ذريعة لإعادة التطبيع مع النظام السوري والسعي إلى إخراج لبنان الرسمي عن الإجماع العربي بمقاطعة النظام”.

اقرأ أيضاً: الحريري في واشنطن: لإعمار سوريا من لبنان…

وأكّد أن “أي تطبيع وأي تنسيق مع النظام لن يمرّ، فعلينا أن لا ننسى أن هذا النظام هو عدو للبنان فمن أرسل المتفجرات مع ميشال سماحة ومن فجر مسجدي التقوى والسلام ومن إرتكب جرائم قتل في لبنان دون أن ننسى مرحلة الحرب الأهلية”. وتابع إن عودة النازحين إلى بلادهم بشكل آمن هو أمر ضروري سيما النازحين المؤيدين للنظام اللذين يجب ان يعودوا إلى بلادهم دون التنسيق مع سوريا، أما النازحين من المعارضين فتتولّى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمر إعادتهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة عن طريق بيروت تركيا أو أي عن طريق بيروت الأردن”.

وفي سؤالنا عن الصفقة الدولية القاضية بإبقاء الأسد في الحكم وما يحكى عن بداية الإعمار في وسوريا الذي قد يفرض تنسيق وتعامل لبنان مع النظام قال جبّور إن “كل ما يحكى عن صفقة لإبقاء الأسد هو كلام فارغ ومن المبكر الكلام عن أي صفقة من هذا النوع، وعن إعادة الإعمار رأى أنه أمر غير منطقي إذ لا يمكن إعادة الإعمار قبل الصفقة السياسية. وبالتالي مدى التوتر في العلاقات بين واشنطن وإيران والتصعيد الأميركي يؤكّد أن هذا الحلف الإيراني – السوري – الروسي مأزوم عكس كل ما يروّج له

 

السابق
هكذا تنتصر الممانعة وثقافتها
التالي
كركوك طارت من يد الأكراد… وأميركا صمتت