فتاوى «Delivery» في مترو مصر !

"قرَب وخدلك حتّة فتوى صغيّرة"، عبارة تسمعها في مترو الأنفاق في العاصمة المصرية، القاهرة، والهدف كما يقول أصحاب الفكرة "محاربة التطرف"، فما هي هذه المبادرة الدينية؟

في القاهرة وفي محطة مترو “الشهداء” تحديداً، هناك حيث تشهد تلك المحطات ازدحاماً،لاحظ وليد علي، شاب مصري يبلغ من العمر 26 عاماً، كشكاً (محلاً) جديداً، اعتقد في البداية أنه لبيع سلعة ما، آملاً في رفع دخل المترو، ليتبين أن المحل هو لتقديم فتوى اذا أراد الزبون ذلك.

الفكرة لاقت رواجاً ضخماً بين رواد مترو الأنفاق في أول أيام عمل الكشك، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم شركة المترو، أحمد عبد الهادي، أن الكشك استقبل 142 فرداً طلباً للفتوى، وحصل بموجب ذلك على رد بشهادة مختومة من الأزهر الشريف.

هي مبادرة لمجمع البحوث الاسلامية، أحد أكبر الهيئات الدينية في مصر، ونفذتها لجنة تابعة للمجمع وتُعد أول تجربة تتمثل بإنشاء مركز للإفتاء داخل محطة مترو “الشهداء” والهدف تقديم الفتوى لمن يطلبها من المرتادين.

“هذا المركز لمحاربة التعصب والتطرف”، هذا ما أكده الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محي الدين عفيفي، حيث يضيف لشبكة بي بي سي، أن” المبادرة جاءت لتلبية احتياجات المواطنين للمعرفة ومواجهة الفتاوى المضللّة التي تحاول بعض التيارات المتطرفة ترويجها”.

وشدد عفيفي على أن “الهدف من هذه الأكشاك هو مواجهة فوضى الفتاوى المغلوطة باسم الدين، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتعسف في تفسير النصوص الدينية، والالتحام بالجماهير، وقطع الطريق على أدعياء الدين.، موضحاً أن “المبادرة تصب في مصلحة المسلم وغير المسلم، فمواجهة الفكر المغلوط بالتوعية والمواجهة الفكرية المضادة أمر مهم جداً للمجتمع بجميع فئاته”.

كما انتقد عفيفي من يعارض الخطوة بدعوى مخالفتها مبدأ مدنية الدولة قائلاً: “من يقول هذا يقوض الجهود الرامية إلى مواجهة الإرهاب باسم الحرية”!

المبادرة لم تلق تأييداً واسعاً إنما أثارت جدلاً بين مؤيد يراها ضرورة للتصدي لحالة فوضى الإفتاء، ومعارض يعتبرها خطوة تنحاز للتدين بل وتغذي التطرف بدلاً من محاربته. وقد رأى مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان جمال عيد، أن المبادرة هي “مزايدة باسم الدين”.وأضاف متسائلا: “أين هي الخدمات الأكثر إلحاحاً بالنسبة لراكبي مترو الأنفاق؟”وجدد قوله إن “من ينشئ أكشاكاً للفتوى ينشئ هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالتالي يزيد التطرف“، مشدداً على أن “محاربة التطرف تأتي من خلال إطلاق الحريات”. وتساءل قائلاً: “لا أتذكر فتاوى لمؤسسة دينية تدعو عن العدالة الاجتماعية أو التنديد بالاختفاء القسري”.

اقرأ أيضاً: مجاهدو الفتاوى وكسرُ ’بيضة الإسلام’

من جهتهم، رحب رواد المترو بالفكرة، وقالت إحدى المترددات على الكشك لبي بي سي: “الكشك مهم للغاية بالنسبة للعوام من المصريين، وسيوفر لهم مرجعية صحيحة في حالة الاحتياج إلى فتوى متخصصة بعيداً عن غير المؤهلين”.

الجدل انتقل على مواقع التواصل الاجتماعي، البعض دوّن على “فايسبوك” قائلاً :

“أعجبتني الفكرة، وأتمنى نجاحها… نحن في أشد الاحتياج للتقرب إلى الله واسترجاع الصور الذهنية عن الحلال والحرام”.

لكن آخر اعتبر الخطوة ترسيخاً للعنصرية قائلاً: “الأكشاك أنشئت من أموالنا، ومن الضرائب التي يدفعها المسلمون والمسيحيون على حد سواء. لا شك أن هناك أفكاراً أفضل لمحاربة التطرف. لكن تلك الأكشاك ترسخ مبدأ العنصرية وتلغي مبدأ المواطنة”.

وسخر البعض وغرّد:”بدل ما تضيع وقتك وإنت في محطة مترو الشهداء ادخل وخدلك فتوى! و”نعم لخلط الدين بالمترو”.

اقرأ أيضاً: فتاوى الحاخامات الدينية اليهودية عجائبٌ وغرائبٌ

 

 

السابق
الجديد: اتصالات لتسليم المسلحين أنفسهم إلى حزب الله
التالي
بقرادوني في معراب بعد غياب!