ترامب VS بوتين …وشظايا اللقاء

يعول الجميع على لقاء مصيري بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع قمة العشرين الاقتصادي في المانيا، لبحث العلاقات الأميركية-الروسية وللاطلاع على منطقة الشرق الأوسط وتحديداً على الأزمة السورية.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز  ان كبار مساعدي ترامب يجهلون ما الذي سيقرره او يقوله او يفعله الرئيس الأميركي عند مقابلة بوتين وجهاً لوجه.وترى الصحيفة الأميركية ان اللقاء المرتقب يوم الجمعة المقبل ضروري جداً لكنه في الوقت عينه يمثل مجازفة ديبلوماسية وسياسية لترامب خصوصاً لجهة الانتقادات الموجهة له بارتباط حملته الانتخابية بروسيا.

وسيحضر على طاولة بوتين-ترامب “صحن” الأزمة السورية مع اصرار الاخير على حل سياسي سريع في سوريا بحيث لا يسمح بزيادة الوجود الايراني وتوسع الجماعات الارهابية، على حد تعبيره. ففي هذا السياق، كان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد أشار قبيل قمة مجموعة العشرين المنتظرة هذا الأسبوع في ألمانيا، الى أن  الولايات المتحدة الأميركية مستعدة لبحث الأزمة السورية مع روسيا وكيفية بناء الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في سوريا بما في ذلك اقامة منطقة حظر جوي.وفي بيان للوزير الأميركي قال فيه ” أنه اذا عمل بلدانا معاً لتحقيق الاستقرار على الأرض فان هذا سيضع أساساً للتقدم نحو تسوية من أجل مستقبل سوريا السياسي”. لكن اللافت أن البيان لم يتطرق لمستقبل الرئيس بشار الأسد الذي دعت الولايات المتحدة خلال الصراع الممتد منذ ستة أعوام الى تنحيه. وعن المعارك الدائرة في سوريا، صرح الوزير الأميركي أن” على روسيا مسؤولية خاصة لضمان استقرار سوريا مضيفاً ان الاخيرة ملزمة بمنع استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية”.

الوزير الاميركي وقبيل مغادرته واشنطن متجهاً الى ألمانيا رأى أن الجانب الأميركي والروسي قد بدأوا بناء جسور ثقة على مستوى الجيوش في سوريا وقريباً سيصلان للمستوى الديبلوماسي”.

من جهة أخرى، صرح مصدر لوكالة “سبوتنيك” عن نتيجة مهمة تمخضت عنها أستانا 5 متمثلة بالسيطرة على أربع مناطق آمنة في سوريا. وخلال جولة المحادثات تم تحديد هذه المناطق وستقوم دول أخرى بالانضمام لاحقاً لهذه العملية عند قرار مجلس الأمن.

ومن المقرر أن تعمل الاطراف المشاركة في محادثات أستانا على تنسيق ترسيم حدود مناطق تخفيف التصعيد وصياغة الوثائق التي ستحدد قواعد عمل قوات الرقابة على نظام تخفيف التصعيد. في هذا الاطار، ذكر وزير الخارجية الكازاخية، خيرت عبد الرحمنوف، في البيان الختامي أن “أجواء استانا 5 كانت ايجابية حيث دعت الدول الراعية “روسيا،تركيا وايران” جميع الأطراف المتورطة في الازمة السورية الى الامتناع عن أي نوع من الاستفزازت والتصريحات الحادة التي تقوض مفاوضات السلام”.

أما الوفد الروسي الممثل بألكسندر لافرينتييف فأكد عدم توقيع أي من الأطراف على وثائق من المفاوضات لكن الأطراف تبنت الاتفاق حول مجموعة العمل المشتركة. كما أوضح لافرينتييف بعد اجتماعات أستانا أن العمل لا يزال جاريا على صياغة 7 وثائق حول إقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا.

في المقابل، اعتبر رئيس وفد الحكومة السورية في أستانا، بشار الجعفري، أن المفاوضات لم تتكلل بالنجاح بسبب “النهج السلبي” الذي التزمت به تركيا، بغض النظر عن التوقعات الإيجابية للأطراف كافة”.وأوضح الجعفري أن الوفد التركي في الاجتماع عارض تبني أي وثيقة خاصة بتطبيق اتفاق إقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا.

اقرأ أيضاً: ماكرون يتطوع شخصياً لحل الأزمة السورية

في سياق متصل، كشفت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن المسلحين في سوريا “يخططون لاستفزازات كيميائية تمثيلية لتبرير شنّ ضربات أميركية على سوريا”.وأعلنت زاخاروفا أن موسكو مرتاحة لسير مفاوضات أستانا، مضيفة “عدا عن تحسين الوضع على الأرض فهي أيضاً تساعد على دفع المشاورات السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة”.

وبالعودة الى اللقاء الذي سيجمع ترامب وبوتين تركز صحيفة نيويرك تايمز على هذا اللقاء بالقول ” أن مقابلة هذين الشخصين تحمل اكبر المخاطر على الاطلاق ” وشظايا هذا اللقاء ستصل بالتأكيد الى منطقة الصراع السوري.

اقرأ أيضاً: في رواية الذئاب لاتنسى: الأزمة السورية بعيون مفتوحة

السابق
مجلس الوزراء تخطى لغم النزوح السوري والحملة تنتقل الى كسروان
التالي
إلى روح خالتي الحاجة نجيبة نورالدين (الأم الكبرى)