أين ايران من إتفاق وقف إطلاق النار في سوريا؟

روسيا وتركيا .. وقف لإطلاق النار في سوريا.

بعد اربع سنوات من صولات وجولات الالة الحربية الايرانية في سوريا، إلا أن الإتفاقات الروسية – التركية تُلَوِّح بمصير مجهول لبشار الاسد؛ الرئيس الذي دفعت إيران من أجل بقائه اثمان باهظة. ورغم إلتزام تركيا وروسيا عبر بيان موسكو ووثائق اتفاق وقف اطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ نهاية نهار الخميس الحالي بعدم مناقشة مصير الأسد، غير أن طرح تنحيه ليس مستبعداً في حال إستمر التعاون بين كلا موسكو وانقرة من أجل التوصل إلى صيغة مشتركة لإنهاء النزاع السوري والدخول في التسوية السياسية خصوصاً وأنه منذ ايام سربت مصادر مقربة من موسكو معلومات عن طرح روسي بتنحية الأسد وتعين شخصية علوية بديل له على رأس النظام.

في المقابل إجتاحت موجة استياء والقليل من الإرتياح الشارع السوري الثائر الذي لحق به اعتى انواع الضرر نتيجة العمليات العسكرية التي قتلت منه مئات الالف وهجرت الملايين إلى خارج حدود سوريا.

وقد أعلنت كل من روسيا وتركيا بداية نهاية النزاع المسلح الذي دام أكثر من خمس سنوات عبر إعلانهما وقف اطلاق النار على كامل اراضي سوريا المنكوبة.

وظهر الخميس الواقع بتاريخ 29 كانون الاول صرح الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن توقيع إتفاق مع تركيا يقوم على ثلاث وثائق، وتوزع الوثائق بحسب بوتين على “الوثيقة الأولى اتفاقية وقف إطلاق النار في أراضي الجمهورية العربية السورية بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. وتختص الوثيقة الثانية بإجراءات مراقبة وقف إطلاق النار. وتعلن الوثيقة الثالثة الاستعداد لبدء محادثات السلام في سوريا.”

إن المساعي الدبلوماسية بين تركيا وروسيا ومعهم إيران أفضت إلى فتح نافذة الحرب السورية على حزمة حلول يمكن تنفيذها لإنقاذ ما تبقى من سورية شبه المدمرة بالكامل. ومن الخطوط العريضة لإتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا أن الاخيرة لن تقوم بأي محادثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، مع التأكيد طرفين على مواصلة الاعمال الحربية ضد جبهة النصرة وداعش المصنفتان على لوائح الإرهاب العالمي.

إقرأ ايضاً: الرجل الأقوى فلادمير بوتين

ومن جهتها أعلنت الفصائل المعارضة دخول الاتفاق حيز التنفيذ لديها على كافة جبهاتها، كذلك أعلن الجيش السوري في بيان له إلتزامه الكامل بالإتفاق الروسي – التركي وجاء في البيان الصادر عن القيادة العامة للجيش السوري ما يلي “بعد الانتصارات والنجاحات التى حققتها قواتنا المسلحة على أكثر من اتجاه تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وقفا شاملا للأعمال القتالية على جميع أراضى الجمهورية العربية السورية اعتباراً من نهار الجمعة القادم.”

إيران أين من الإتفاق؟

في تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي أعلن فيه دخول سوريا في وقف اطلاق النار، أردف قائلاً “أنّ تركيا وروسيا ستقدّمان الدعم لسير الاتفاقية بصفتهما الدولتين الضامنتين لها.”، وبحسب وزارة الخارجية الروسية فإن العمليات العسكرية ستتوقف على كامل الاراضي السوري مع ضمانة من الجهتين بأن لا تقوم قوات النظام ولا قوات المعارضة المسلحة بتوسيع رقعة سيطرتها. وتشارك ايران كراعي للإتفاق غير انها ليست طرفاً ضامناً له بحسب الإتفاق.

جويش أوغلو أكد بدوره ضرورة إنسحاب الميلشيات الايرانية إلى الاراضي التي جاءت منها ومن بينهم حزب الله اللبناني، ويأتي الإتفاق الروسي – التركي في الوقت الذي تقوم به إيران وحزب الله بعمليات عسكرية عنيفة على مدينة وادي بردى في ريف دمشق بهدف السيطرة عليها. وكانت قد تصاعدت العمليات العسكرية على وادي بردى بعد حسم الجيش السوري وحلفاءه مدينة حلب لصالحهم، إلا ان وبحسب الاتفاق الروسي التركي الذي يشمل كل الاراضي السورية دون إستثناء فإن الإتفاق سيجبر حزب الله وايران على وقف عملياتهم العسكرية في ريف دمشق.

إقرأ أيضاً: تخبط علاقة روسيا بإيران.. هل هو فرصة للمعارضة السورية؟

 

منذ دخول إيران إلى سوريا سعى الحرس الثوري  وفيلق القدس ومجموع الفصائل الشيعية العاملة تحت مظلتها في القضاء الكامل على كافة الفصائل المسلحة للمعارضة السورية. وبالعودة إلى خطابات القيادة الإيرانية خلال الخمس سنوات فإنها لم تميز يوماً بين الفصائل المعتدلة والفصائل المتطرفة إنما تعاملت معهم على أنهم تكفيريين.

غير ان اعتراف روسيا بعدد مهم من تلك الفصائل والتحضير لعقد لقاءات معها في الايام المقبلة يعد إعتراف رسمياً بشرعية تلك الفصائل وعدم صحة كل الادعاءات السابقة على انها تنظيمات إرهابية. وتنتظر الأيام المقبلة إجتماعاً مرتقباً سيجمع فصائل المعارضة المسلحة بالقيادة العسكرية الروسية يستثنى منهم جبهة النصرة (فتح الشام) التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي.

 

 

السابق
حزب الله وجيش النظام عاجزان في «وادي بردى»
التالي
في خرافة نصرالله: الحرب الكونية