إلى روح خالتي الحاجة نجيبة نورالدين (الأم الكبرى)

تراها صبحاً تجلس على العتبة والشمس تسللتْ تطارد برودة الفجر على المصطبة،تنقرُ بإصبعها فوق صينية العدس وترمي ُزؤانه. على عتبة الإنتظار تفرشُ أيامها كبساط من القش، وفي عينيها الغائرتين يموج القمح الأشقر وتتعاقب فصول الحصاد،ويعبق غبار الصيف. تلك كانت صبية تُرقص العجين بين يديها تولِجهُ في رحم التنور فيولد خبزاً حياً نابضاً تزغردُ له النار في الحطب تلك كانت صبية توقظ دغشة الكرم يتململُ التينُ بين أناملها وعلى العتبات

اقرأ أيضاً: «أميرة البيان» الجنوبية أسيل سقلاوي

تستذكرُ زمن الصِبا وأبيات العتابا على العتبات تزدهرُ فلسفة الإنتظار تتبخترُ الذكريات الفتيّة ينعصر التعب تحت الخوابي وتستعرُ أحاديث المواقد. تلك كانت صبية قد تراها الصبح على العتبة والشمسُ تطاردُ برودة الفجر هذا منديلها منهكٌ فوق سياج الحوض ..وأظنك بعد الآن لن تراها..

السابق
ترامب VS بوتين …وشظايا اللقاء
التالي
8 ملايين دولار واعتذار لأحد نزلاء غوانتانامو!