شباب الجامعات: النواب يعبون جيوبهم وسننتخب في سلّة المهملات

شباب
يبدو ان معظم الشباب الذي تم اللقاء به عازف عن المشاركة في العملية الانتخابية وحدد موقفه بالامتناع عن التصويت او الاقتراع بورقة بيضاء.

هذا الجو السلبي سيؤدي حتما الى تدني مستوى المشاركة ويمكن القول ان ما يشهده الوضع اللبناني خلال فترة الهدوء النسبي، وخصوصا بعد انتخابات رئاسة الجمهورية يعود الى اهتزازات في الولاء الطائفي السياسي ليس اكثر، الشباب لا يجد اي افق مفتوح امام مشاركته في الشأن العام ولا رأي له في مشاريع الانظمة الانتخابية المتداولة، وزعماء الطوائف لم يعودوا قادرين على تأمين الفتات لجمهورهم، ولم يعد من متسع امامهم سوى نهب المال العام، بالاضافة الى ان الشباب يقفون حائرين امام عجز السلطة عن تقديم الحلول الممكنة لاقل المشكلات متل النفايات ولا يرى الشباب من السلطة سوى اداة لفرض المزيد من الضرائب من دون القيام بادنى واجباتها.

اقرأ أيضاً: حبيب صادق: المواقف السلبية للمنظمات اليسارية أعاقت مسيرتنا الانتخابية في الجنوب

لا مبالاة
بعد جولة بين الشباب تبين أن معظم شباب الجنوب لا يملك الحماسة اللازمة للمشاركة في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها قريباً. وهذه عيّنة من آراء الشباب في الجامعة اللبنانية..
تقول فاطمة تحفة: (24 عاماً – مجدل سلم) إذا صارت الانتخابات، سيترشح نفس الأشخاص أو من هم من طينتهم، والذين أصلاً لم يحسّنوا من الوضع العام فما فائدة اقتراعي إذن.
يشاطرها الرأي (حسن جابر 27 عاماً – انصارية) ويضيف: أنا بانتظار الإعلان عن اللائحة الانتخابية، فإذا حوت نفس الأشخاص، سأتخلى عن حقي في الانتخابات وأجد نفسي غير معنياً بالمشاركة في هكذا انتخابات.
وتجزم زينب الجرف (22 عاماً – يحمر) قائلة: لن أشارك في مثل هذه الانتخابات، لا أحد يستحق إعطاءه صوتي. أغلب المرشحين الذين ينجحون يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة ويساعدون أقرباءهم و”بيعبوا جيوبهم” ولا يتابعون قضايا ومصالح البلد.
تصمت فاطمة عسيلي (21 عاماً – بنت جبيل) برهة قبل أن تفصح عن رأيها قائلة: لا أدري ما تعنيه هذه الانتخابات أصلاً، لذا سأنتخب من ينتخبه أهلي والسلام.
تستغرب رنا عليق (23 عاماً – أرنون) السؤال عن مشاركتها بمثل هذه الانتخابات وتعلق قائلة: لن أنتخب لأن هذا الأمر لا يهمني ولا أرى فيه فائدة للبلد.
لكن لسلطان (28 عاماً) رأي آخر إذ يقول: سأنتخب اللائحة “زي ما هي” كي لا أطرد من عملي، لكني فعلياً سأرمي ورقة اللائحة في سلة المهملات، فقد اكتفينا من الوعود الكاذبة حول الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد.
وتشير مروة مسلماني (23 عاماً – الشعيتية) إلى أن موقفها يتلخص بالامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية “لأن المرشحين لا يمثلوني ولا يعبرون عن أفكاري ولا عن آراء الشباب وتطلعاتهم”.
لكن ولاء فقيه (22 عاماً – السماعية) تبدو أكثر تفاؤلاً، وأكدت على مشاركتها في العملية الانتخابية مشترطة أن يكون للمرشح برنامج انتخابي يعبر عن تطلعاتنا كشباب.

شؤون جنوبية
وتوافقها مريم سبليني (22 عاماً – الصرفند) وترى أن اختيارها للمرشحين سيعتمد في المقام الأول على النزاهة والصدق والبرنامج الانتخابي وفي المقام الثاني حسب علاقته بحزبي ومذهبي.
وتشير هناء صالح (23 عاماً – رامية) إلى مشاركتها بالانتخابات للمرة الأولى، “فإنني سأختار حسب الأسماء التي ستقترحها الجهة السياسية التي أنتمي إليها، لكن سأنتخب جورج قرداحي إذا ترشح بغض النظر عن الجهة التي سترشحه”.
لكن علي مهنا (22 عاماً – جبال البطم) يعيد النقاش إلى أوّله عندما يقول: السياسيون لا يعنوني، لا أحد منهم يهتم بمصالح المواطنين أنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية فحسب.
ويعلق الدكتور فؤاد خليل (أستاذ جامعي) قائلاً: أن هذه الآراء تدل على شيء واحد هورفض وملل وقرف الشباب من هذا النظام السياسي ككل.

اقرأ أيضاً: انتخابات صور: الأحداث الأمنية كانت درساً لمن يريد الترشح خارج «المحدلة»

في حين يرى الناشط الانتخابي (رياض عيسى) إن هذه الآراء المطروحة تؤشر إلى أن الشعب اللبناني مقسماً، القسم الأول أصابه القرف من النظام السياسي والقسم الثاني على طريق القرف، أما القسم الثالث فقد أغمض عينيه كما لا يرى سوى ما يمليه عليه السياسيون الذين نجحوا في تدجينه تحت شعار الدفاع عن الطائفة والدين. فلا شك أن الطبقة السياسية تبدو وكأنها مختلفة علنياً، بينما في السر متفقة في المحافظة على مواقع بعضهم البعض، وعلى مكاسبهم وزعاماتهم يرون أنفسهم أنهم الوحيدون يملكون الحق في الترشح والوصول إلى السلطة والتقرير وإذا اختلفوا قليلاً فيختلفون على المحاصصة ونسبة كل منهم.
ويضيف عيسى: إذا أردنا تغيير آراء هؤلاء الشباب فيجب الوصول إلى قانون انتخابي عصري وعادل وطني يؤمن تكافؤ الفرص أمام الجميع وليس قانوناً على مقاس المسؤولين. وعلى سبيل الفكاهة يروي عيسى أن حواراً جرى بين لبناني وأميركي إذ قال الأخير أن نتائج الانتخابات في أميركا تعلن بعد ساعة من انتهاء.
العملية الانتخابية نظراً للتطور التكنولوجي، أجابه اللبناني، نحن نعلم النتيجة قبل ثلاثة أشهر من العملية الانتخابية أي عند صدور القانون الانتخابي.
بعد هذه الآراء لشباب من الجنوب هل يستمع المقررون لآرائهم، أم يكملون توزيع الحصص ما بينهم؟

(هذه المادّة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” – العدد 163 – ربيع 2017)

السابق
وزارة الخارجية السعودية تعلن أسباب قطع العلاقات مع قطر
التالي
واشنطن ستخفف التوتر بين السعودية وقطر