انتخابات صور: الأحداث الأمنية كانت درساً لمن يريد الترشح خارج «المحدلة»

وفي صور اجتمع ثلة من الأصدقاء الذين تابعوا الانتخابات النيابية منذ حصولها بعد اتفاق الطائف، لكنهم أصيبوا بدهشة ونوبة من الضحك عندما سئلوا: هل هناك مساحة من الحرية خلال الانتخابات النيابية؟

تجارب ميدانية
بادر أحدهم وقال: ما حدث عام 1992 كان درساً كي لا يتجرأ أحد ويترشح خارج المحدلة، أذكر ما حدث مع المرشح ناصر الخليل في وادي جيلو عند مفرق بافليه حين أطلق على سيارته رصاص غزير أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة آخر بالإضافة إلى إصابة الخليل نفسه بيده. إلى جانب الحوادث الأمنية الأخرى التي جرت في القرى المحيطة بالمدينة مثل الشعيتية، برج رحال، جويا، قانا وغيرها مما لا نتذكره حالياً.
وأضاف آخر: على أي نظام انتخابي اتفقوا، لن يغير ذلك من الواقع، فما يجري أيام الانتخابات من إجراءات وممارسات مختلفة تغني عن كل ما يدور عن نقاش، هل تريد أمثلة على ذلك؟

اقرأ أيضاً: شباب الجنوب لا يكترثون بالعملية الانتخابية: الوجوه نفسها

تجاوز قانوني
تدخل آخر وقال: في كل الانتخابات النيابية والبلدية يحظر على أبناء المنطقة أن يكونوا في أقلام الاقتراع كرئيس قلم أو كاتب أو غيره في منطقة صور يستحضر موظفون من المنطقة ونفس القضاء ليشاركوا في العملية الانتخابية كرؤساء أقلام وغيره. القائمقام يعلن أنه ليس بحاجة إلى موظفين من الخارج بحجة أن أقلام الاقتراع قد غطيت. بالمقابل يعلن أنه بحاجة إلى موظفين لأنه لم يحضر أحد من بيروت وتتم تغطية الموضوع إذ أن الإدارة الرسمية بيد أصحاب المحدلة، واحد الأمثلة (م.غ) من العباسية وكان رئيس مركز في حي الجورة – صور.
تجاوزات بالجملة
تدخلت إحدى السيدات لتقول لا وجود فعلياً للعازل، الانتخابات خارج العازل، قوى الأمن داخل المراكز تمارس ضغطها، عناصر الحركة في الطوابق والمراكز يدخلون إلى الأقلام ويخرجون بدون رقابة. أحد المندوبين اعترض على ما يجري كانت النتيجة إخراجه من غرفة صندوق الاقتراع (أ.س).

شؤون جنوبية

التصويت للائحة
قال أحد الحاضرين أثناء عملية الفرز لا تتلى أسماء بل يقال الصوت للائحة كاملة ويستغلون عدم وجود مندوبين من المرشحين الآخرين. مثلاً مرشح من آل الدهيني لم يجد أحداً من عائلته قد انتخبه، لقد تبخرت أوراقهم.
وحادثة أخرى: إحدى المرات أحضرت صناديق الاقتراع وقد خُلع الشمع الأحمر عنها، وقبلها القاضي المشرف على فرز الأصوات بدون أي إشكال. أيضاً كان القائمقام يقول أن دفاتر المندوبين قد نفذت وبالتالي لا يعطي أوراقاً لمندوبي المرشحين الآخرين.
حادثة أخرى جرت في طورا إذ كان أشخاص في المراكز يستخدمون أجهزة لاسلكي، وفي طيردبا قطعت الكهرباء أثناء الفرز ومع ذلك ظهرت النتائج بسرعة.

اقرأ أيضاً: خصوصية الصراع الانتخابي في صيدا: ثقل سني سياسي وديمغرافي في الجنوب

كما أن أجهزة التلفزيون لم تستخدم في معظم مراكز الاقتراع وقال أحد الأشخاص أنه في أحد المراكز لم يستخدم الحبر مما سمح للعديد الانتخاب أكثر من مرة.
كل ذلك إلى جانب التسهيلات التي تقدم لعناصر لائحة المحدلة. أجهزة الدولة برمتها إلى جانب المحدلة حتى دائرة النفوس تعمل على تنفيذ أوامر ضباط المحدلة في حين تبقى مقفلة بوجه الآخرين.
وختم أحدهم قائلاً: تأتي لتسألنا عن أجواء الانتخابات ومساحة الحرية، هذه هي الأجواء، وتصبح على وطن معلق ها ها ها.

(هذه المادّة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” – العدد 163 – ربيع 2017)

السابق
«الحزب اللبناني الواعد»: الاتفاق على قانون انتخاب جديد مسؤولية وطنية والعبرة في التنفيذ
التالي
«CIA» تسلّم «آية الله مايك» العمليات ضد إيران