ماذا تستطيع قمة بروكسل ان تخفف عن النازحين في لبنان؟

اللاجئون السوريون
يستعد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لتمثيل لبنان في مؤتمر المانحين في بروكسل يوم الأربعاء المقبل، المؤتمر الخاص بأزمة اللاجئين، حيث سيحمل الورقة اللبنانية التي ستنقل سياسة الحكومة اللبنانية حيال ملف النازحين السوريين، والتي ينتظر ان تتضمن معطيات جديدة فيما يخصّ حاجات لبنان والتزامات المجتمع الدولي تجاه هذا البلد المضيف.

بعد مرور أكثر من ست سنوات على الأزمة السورية، ومرحلة اللاعودة أعدّ لبنان خطة تتضمن استثمارات لأكثر من مليون ونصف لاجئ سوري مسجلين، حيث اصبح لبنان كما قال الحريري “مخيما كبيرا”.

اقرأ أيضاً: لتحويل أزمة اللاجئين السوريين من نقمة الى نعمة اقتصادية

وسيقدّم لبنان إلى قمة بروكسل المرتقبة برنامجا يطبق خلال فترة زمنية محددة ما بين خمس الى سبع سنوات، يلتزم خلالها المجتمع الدولي بدفع مبلغ من 10 آلاف الى 12 ألف دولارعن كل لاجئ من خلال الاستثمار في البنى التحتية في لبنان.

وفي اتصال مع جيهان القيسي، مسؤولة البرامج في اتحاد الجمعيات الاغاثية في لبنان، الذي يضم 100 جمعية، ومركزها بيروت، قالت لـ”جنوبية”: “بصراحة اللاجئ بحاجة الى الخدمات الاجتماعية، والصحية، والتربوية، وتعليم اللاجئ مهنة ليعيد تعمير بلده عند العودة، لمن لم يتعلم في المدارس”.

فـ”اللاجئون الموجودون في المخيمات هم هاربون، ولن يبقوا في لبنان عند حلّ الازمة”. و”كإتحاد، نطالب القمة المرتقبة بتعليم 250 ألف طفل موجودون خارج المدارس”. و”أنصحهم ألا يعقدوا الكثير من المؤتمرات وليصرفوا الاموال على الاطفال”. وبرأي القيسي “هؤلاء جميعهم عبء على لبنان، ونحن كاتحاد جمعيات، ندعم اللبناني أيضا وليس فقط السوري، علما ان المساعدات خفت كثيرا”.

وترى القيسي ان “لبنان لديه خبرة في التعامل مع اللاجئين بعد ازمة اللاجئين الفلسطينيين وأزمة الحرب اللبنانية الاهلية”. وبرأيها، كمنسقة برامج في الاتحاد حيث تتعامل مع اللاجئين مباشرة ان “هناك مبالغة بالنسبة للمشاكل التي تنتج عن اللاجئ السوري فهو ينعش الاقتصاد اللبناني، ولا يشكل وجوده دوما عبئا”.

وبحسب رأيها “ان لبنان يضيّق عليهم، فالسجون مليئة باللاجئين، وكلهم ممن لا طاقة لهم على دفع بدل الاقامة”.

اللاجئون السوريون

و”لا أتعاطى السياسة اطلاقا، كما اني لا أتابع تصريحات السياسيين”، هذا ما قالته في تعليق لها على كلام وزير الخارجية جبران باسيل الأخير حول اللاجئين.
وبرأيها ان “الحل هو في اقامة مخيمات لجوء خاصة بهم، على ان تكون صحية وآمنة”. وعن تجاهل القمة العربية لأزمة اللاجئين، اعتبرت القيسي انها “لم تتابع اخبار القمة العربية، فهي تعمل على مدى عشرين ساعة متواصلة، ولا تهمها القمم اصلا”.

وفي اتصال مع صلاح غانم، من جمعية الارشاد والاصلاح الخيرية الاسلامية، الذي يتابع ميدانيّا أمور اللاجئين، قال لـ”جنوبية”: “يمكن حلّ قضية اللاجئين عبر الأموال التي تقدّم لهم مباشرة، مما يعني انهم إما سيذهبون بها الى سوريا، ويؤسسون لهم هناك مصالح، واما سيبقون هنا مما يعني توطين جديد، لان القضية السورية قضية مستمرة، ولن تُحل قريبا كما اعتقد البعض”.

ويتابع غانم “قد نصل لان تكون قضيتهم كالقضية الفلسطينية التي بدأت منذ العام 1948، وهم رغم وجود أماكن آمنة لهم، لم يعودوا”. و”نحن نطالب لهم بالدعم المادي، وتحسين اوضاعهم، واقامة مخيمات لهم كما فعل الإردن. ساعتئذ من يود من المؤسسات والجمعيات مساعدتهم فيقصدهم مباشرة، مما يضبط الامن في لبنان، فهم عدا عن ان بعضهم سبّب المشاكل، نرى ان الامور فالتة، والحلّ هو بمنع الفلتان”.

اقرأ أيضاً: اللجوء السوري والتوطين: حقيقة أم شوفينية لبنانية؟

وختم صلاح غانم، المسؤول الميداني في الجمعية، بالقول “اذا لم تنظّم أمورهم فالوضع الى أسوأ، لانه لا مؤشرات في الأفق تدل على أي حل للازمة السورية”.

والجدير ذكره ان موقع “جنوبية”، تحاول الاتصال مع وزارة شؤون اللاجئين ومكتب وزير الدولة لشؤون اللاجئين معين المرعبي للحصول على معلومات فيما يخص هذا الملف وكيفية متابعته الا ان عدم الرد على اتصالاتنا وتجاهلها كان هو الجواب دوما.

السابق
توظيفات «القوى المهيمنة» تمدّد أزمة الجامعة اللبنانية وتهدّد مستقبل الطلاب
التالي
جريحان في اشكال امني في صيدا