حزب الله يحشد لهجوم مضاد في حماه ودمشق

القصف الروسي السوري العنيف عاد مجدداً لصد تقدم الفصائل المعارضة في حماه ودمشق.

تسود أجواء التأهب العسكري لدى حزب الله على ضوء مبادرة فصائل المعارضة السورية بالهجوم على مواقع النظام السوري والقوات الأجنبية الرديفة له في ريف حماه ومدينة دمشق.

مقاتلون من فصائل المعارضة. وكالة الأناضول

ونجحت فصائل المعارضة السورية في إستنزاف النظام في ريف حماة ودمشق رغم الغارات الكثيفة التي ينفذها الطيران الروسي والسوري.

وفي الوقت الراهن تشهد منطقة دمشق معارك عنيفة ومحاولة إستعادة قوات النظام السوري المبادرة بالرد على الهجوم وقد تمكن النظام من استعادة السيطرة على كراج العباسيين ومعامل الغزل والنسيج.

مصادر الفصائل السورية أكدت لموقع “جنوبية” بأن الهجوم لن يتوقف، وأن المعارك الحالية تشهد على تخبط النظام السوري.

وتحدثت التنسيقيات السورية عن سقوط أربعين موقعاً للنظام في حماة بيد الفصائل، بالإضافة إلى عدد من النقاط الإستراتيجية في دمشق والإقتراب أكثر من القصر الجمهوري.

ومن جهتها أعلنت هيئة تحرير الشام عن فرض سيطرتها على قمحانة؛ النقطة الإستراتيجية التي تفصل الطريق الدولي بين حلب وحمص، بحيث أصبحت على مشارف جبل زين العابدين المعروف بأنه الخط الدفاعي الأول للنظام السوري في مدينة حماه.

وبدوره وجه النظام السوري إتهامات للفصائل المسلحة برفضهم الحل السياسي، حين قرروا التصعيد في الميدان وتأكيدهم على رفض المشاركة في جولة المفاوضات الجديدة التي دعت إليها موسكو في مؤتمر استانة.

وإلى جانب التطورات الميدانية في مدينة دمشق، اعلنت الفصائل المسلحة عن سيطرتها على منطقة حوش حماد في درعا وطرد تنظيم داعش، ويشارك في معارك درعا “احرار الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام”، ومن المرجح بأن الساعات القادمة قد تحمل تطورات مهمة في حال تمكنت المعارضة من الإطباق على تنظيم داعش في القلمون الشرقي والإقتراب من ريف دمشق الجنوبي الواقع تحت سيطرة نظام الأسد وحزب الله.

من جهة اخرى تطرح الصحف الموالية للنظام السوري جملة تساؤلات عن إمكانية تكرار نموذج حلب الشرقية، وقد نشرت وكالة سبوتنيك الروسية تقريرها الصباحي عن سوريا فحمل عنوان “الجيش السوري يسحق إرهابيين في معامل الغزل”، وتناولت الوكالة الروسية مستجدات المعارك في مدينة جوبر في دمشق، كذلك أشارت تقارير وكالة “سانا” المواكبة للعمليات العسكرية المستجدة، إلى أن النظام السوري يجهز لهجوم عنيف في حماه ودمشق.

إقرأ أيضاً: الحرب السرية بين حزب الله وإسرائيل

أما حزب الله فيبدو أنه يتجه إلى رفع وتيرة مشاركته العسكرية للدفاع عن العاصمة السورية دمشق، ولمنع تدهور الأوضاع أكثر. وكشفت مصادر مقربة من حزب الله لموقع “جنوبية” عن أن الاخير يحشد عسكرياً، وينقل مقاتلين من سلسلة القلمون إلى مدينة دمشق، وسيرسل المزيد من المقاتلين من لبنان إلى سوريا، بعد ان قلص عددهم نتيجة إنخفاض وتيرة المعارك في الأشهر الماضية ونجاح مفاوضاته مع عدد من الفصائل في القلمون الغربي ضمن ما يسمى بـ”المصالحات الوطنية”، وإنشغاله في تنظيم بيته الداخلي، وترتيب اوراقه العسكرية بعد إرتفاع وتيرة الحديث عن حرب مرتقبة مع إسرائيل.

يرى المحلل السياسي مصطفى فحص في حديثه لموقع “جنوبية” أن حزب الله كان يحشد عسكرياً لمعركة الرقة إلا أن الإنزال الأميركي أجهض مشروعه.

إقرأ ايضاً: الصواريخ السورية أثبتت فاعلية منظومة الدفاع الإسرائيلية

وعن الحشد العسكري في حماه ودمشق، يرى فحص أن كلام الحزب “يصلح فقط للإستهلاك الداخلي ولإقناع جمهوره بأنه يمتلك زمام المبادرة. ولكن حزب الله سيجد أن الاوان قد فات ولا مجال لإنقاذ قوات الأسد”

ويقول فحص، “إن حزب الله يدعي القوة، ولكن رأينا انه عندما تراجع الروس عن تقديم الغطاء الجوي، إنهارت جبهات جوبر والعباسيين، وستكشف الساعات القادمة عن تطورات حاسمة على صعيد معركتي حماه ودمشق قد تقلب الموازين لصالح الثوار”.

وتحمل معارك حماة ودمشق “رسائل سياسية صاخبة للجانب الروسي والإيراني”، ويضيف فحص “المعركة في العباسيين وجوبر أثبتت هشاشة النظام السوري، وبما ان النظام السوري ذهب إلى مفاوضات استانة بروح المنتصر فإن مفاوضات جنيف 5 ستؤكد لنظام الأسد وحلفائه بأن زمن إنتصارهم قد ولى، لأن المعركتين (دمشق وحماه) من الناحية الزمانية والمكانية يحملان مؤشرات توافق «إقليمي – أميركي – عربي»، للضغط أكثر نحو حل سياسي يعيد إلى الواجهة “ما تم الإتفاق عليه في جنيف 1، بأن لا مكان لبشار الإسد في عملية الإنتقال السياسي في سوريا.”

 

السابق
قمّة عمّان على وقع التحوّل الأميركي مع ترامب تجاه أزمات المنطقة
التالي
صهاريج النظام السوري تعبئ المازوت من مصفاة الزهراني لتشغيل آليات القتل