الحرب السرية بين حزب الله وإسرائيل

يؤكد الصحافي الإسرائيلي رون بن يشاع ان ما جرى نهاية الاسبوع الماضي يدل على ان الحرب السرية بين حزب الله وإسرائيل قد بدأت

يقول رون بن يشاع أن الحرب إنطلقت بين إيران وحزب الله وإسرائيل على مستويات عدة، وذلك بعد أن اُجهز على قواعد الحرب القديمة عام 2015 حين حاولت إيران إستخدام الجولان السورية كجبهة جديدة بديلة عن الجبهة الجنوبية اللبنانية.

في مقالٍ لبن يشاع في صحيفة “يديعوت احرونوت” يرى أن ايران فشلت عام 2015 من جعل الجولان ارضاً لتنفيذ هجومها على إسرائيل، ولكنها لم تيأس وكررت محاولتها عام 2016 بأسلوب مختلف.

قد تمكنت إسرائيل من جمع معلومات هائلة عن نشاط حزب الله في لبنان، ما دفع إيران إلى إستحداث جبهة جديدة تتمكن من خلالها من إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي والمناطق الحدودية، ونجحت إيران في المحاولة الثانية من جعل الجولان السوري جبهة متقدمة للحرب القادمة، ويرى بن يشاع ان المحاولة الثانية ستتوسع لتصبح سوريا بأكملها قاعدة للعمليات العسكرية.

إقرأ أيضاً: الصواريخ السورية أثبتت فاعلية منظومة الدفاع الإسرائيلية

وتدرك إيران أن محاولاتها مكشوفة لأن الغارات الإسرائيلية على المناطق السورية حققت اهدافها في تدمير الشحنات الصاروخية للحزب. الإستغناء عن الجبهة الجنوبية في لبنان وإستحداث جبهة الجولان يحوي على أسباب عديدة بحسب بن يشاع. فلبنان لا يمتلك اجهزة رادار ولا منظومات دفاع جوية، بينما النظام السوري يمتلك صواريخ متطورة قادرة على الرد على الغارات، ولديها مصانع لتصنيع الصواريخ.

ويضيف بن يشاع أن اجهزة الدفاع الجوية لم تتضرر نتيجة الحرب السورية، وبإمكان إيران وحزب الله الإستفادة منها في حال قرر الطرفان إطلاق الصواريخ من سوريا إلى إسرائيل. كذلك تستفيد إيران من منظومة الصواريخ الروسية، مع إعتقاد لديها بأن الحكومة الإسرائيلية لن تجرؤ على شن هجمات على اماكن قريبة من تواجد القوات الروسية. ويشكف بن يشاع عن وجود تفاهمات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو ورئيس روسيا فلادمير بوتين بعدم إيذاء المصالح المشتركة.
إقرأ أيضاً: خطة لنزع سلاح «المدنيين الاسرائيليين» من إستراتيجية حزب الله

وقد أعلن الحرس الثوري الإيراني عن تسليم حزب الله مصانع لتصنيع الصواريخ في لبنان، ويستبعد بن يشاع ان تكون تلك المصانع موجودة فقط في لبنان.

إن الإيرانيين مقتنعين بأن تل أبيب لن تتجرأ على الإضرار بمصالح روسيا في سوريا، وقد إستغل الحزب الوضع، فطور إنتشاره العسكري في سوريا بما يتناسب مع سياق حربه ومن بينها خلق منشآت لتصنيع الصواريخ.

بحسب يديعوت احرونوت لقد وافق الاسد على مطلب طهران بإنشاء ميناء صغير لها في اللاذقية يتيح نقل المواد الخام والاسلحة. وكان نتيناهو قد صرح بعد إجتماعه مع بوتين بأنه لن يسمح لإيران بإنشاء قواعد وتطوير بنيتها العسكرية، لأن ذلك سيكون له تداعيات عنيفة على مفهوم الامن القومي.

«إن النشاط العسكري الإيراني يحمل مقومات التدمير». ويضيف الكاتب، للمرة الاولى يقع الجيش الإسرائيلي امام تحدٍ من هذ النوع، نتيجة كثافة الإنتشار العسكري في سوريا ولبنان.

ويرى، ان روسيا إنضمت إلى المحور الإيراني بأسلوع فادح حين إستدعت السفير في موسكو للإستضاح منه ما حصل، وتوجيه رسالة لنتنياهو بأن الغارات الإسرائيلية وقعت بالقرب من الروس في تدمر، ولكن نتنياهو أكد للروس انه عازم على إستكمال المعركة.

وفي السياق نفسه كشفت ليلة الامس (الأربعاء) وكالة “اسوشييتد برس” عن خطة إجلاء وضعتها حكومة تل ابيب، لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين، ووُصفت الخطة بأنها الأضخم بالتاريخ الإسرائيلي وبحسب الوكالة فإن تل ابيب تتوقع ان ينهمر عليها مئات الصواريخ الباليستية يومياً.

 

السابق
إسرائيل تنشر منظومة صاروخية جديدة على الحدود مع لبنان
التالي
ماذا تقول فصائل معارضة عن دور روسيا في معركتي دمشق وحماة؟