«الخال».. يترك صور ويرحل عن ثمانين حولاً

صبغ عبدالمحسن الحسيني مدينة صور وجوارها بطابعه الخاص، وهو الآت من بلدة جناتا الصغيرة الى عروس المتوسط مع نهاية الاربعينيات.. رحل "الخال" تاركا إرثا من العلاقات.

ودعت مدينة صور الجنوبية وقراها عبد المحسن الحسيني “الخال” الذي كان أكبر من الالقاب والمواقع التي تسلمها، كونه كان لصيقا بناسه وبيئته وتلمس همومهم وعاش مشاكلهم.

عُرف أبو ظافر في حياته بالحيوية والنشاط ولمع نجمه منذ انطلاق الامام المغيب موسى الصدر الذي عاش تعب الفلاحين وشقاء الصيادين والعمال والتجار في مدينة صور وضواحيها، المدينة التي رافقها وعاش في حناياها ومع مختلف شرائحها. وهو ما أكدته جنازته وتشييعه، لدرجة شعر معها الجميع أن بحر صور حزينا تتلاطم امواجه على الفراق.

إقرأ أيضا: فريق من نقابة الغواصين المحترفين سحب مياها عذبة من قاع البحر في صور

“الخال”، وهو اللقب الأقرب الى قلب الراحل عبد المحسن الحسيني، فكان من طينة الرجال الذي يحملون أوجاع غيرهم، في  بقعة عانت ما عانت من الاحتلال والحرمان طيلة عقود من الزمن.

كان الخال مزارعا قبل ان يكون رئيسا لبلدية أهم مدينة في التاريخ الفينيقي، وهو الخبير المحلف بتراب الارض. كان مزارعا كمزارعي طول الشاطىء اللبناني الذي يزخر بالموز والليمون، اضافة الى الداخل الذي يعتاش على زراعة التبغ. فوقف الى جانبهم وحرص على مساعدتهم ولم ينس اصحاب البساتين.

كان صاحب نكتة محببة لم تخل من النقد الجريء في بعض المجالس السياسية، ورغم علاقاته بالسياسيين الا انه لم تبهره الاضواء بعيد انتخابه رئيسا لبلدية صور ورئيسا لاتحاد بلديات صور، كما ربطته علاقات قوية باليونيفل.

لم ينس أهل صور وبلداتها دعم “الخال” للاهالي الصامدين خلال الحصار الاسرائيلي لصور منذ اول عدوان في العام 1978، الى آخر حرب في العام 2006.

رحل عبد المحسن الحسيني وترك مدينته وبلداتها تعيش ألم الفراق وهو صاحب العقل النيرّ المنفتح الذي يرفض التقوقع، وهو كان على صلة بالناس وأكثر قربا من نواب صور وفعالياتها لان بابه كان مفتوحا للجميع.

إقرأ ايضا: قائد القطاع الغربي لليونيفيل زار مركز كاريتاس في صور

من هو عبدالمحسن الحسيني؟

توفي رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني مساء السبت، وشيعته مدينة صور أمس الاحد بوداع حاشد. وهو الذي تسلّم رئاسة اتحاد بلديات صور منذ العام 2004 وحتى وفاته، ورئاسة بلدية صور من 2001-2010، ابن بلدة جناتا.

في العام 1956، انجذب الى فكر انطون سعادة فالتحق بالحزب السوري القومي الاجتماعي ليخرج من الحزب في العام 1961. وترك صور مهاجرا الى أفريقيا التي عاد منها عام 1983. وانخرط في صفوف حركة أمل في العام 1989، وعين مسؤولا ماليا لشعبة أمل في صور. وكان قد ترأس منذ العام 1985 لجنة دعم مستشفى صور الحكومي. وظل نائبا لرئيس تجمع المزارعين في الجنوب. خرج في العام 2010  من رئاسة بلدية صور، التي عاد اليها عضواً، وعُيّن رئيسا اتحاد بلديات صور لدورتين متتاليتين. الى ان رحل مساء السبت عن 81 عاما.

 

السابق
رحلة البحث عن سوريا
التالي
تشاؤم عون من سلوك حزب الله تجاه القانون الإنتخابي