قام فريق من نقابة الغواصين المحترفين في لبنان بعملية سحب للمياه العذبة، التي تتدفق من ينابيع ضخمة موجودة في قاع بحر صور، الى سطح الماء بهدف اعادة تسليط الضوء على هذه الثروة الوطنية الطبيعية التي تهدر في عرض البحر بالرغم من كارثة الشح المائي والجفاف اللذين اصابا الوطن وكل المواطنين. وحمل المشروع اسم مدير البيئة والتنمية السابق في النقابة المرحوم حسين احمد ابو خليل الذي عمل على مدى سنين طويلة لتحويل حلم الاستفادة من هذه الثروة الطبيعية الى حقيقة.
وقام الفريق المؤلف من اربعة غواصين محترفين مدعومين بثلاثة على سطح الماء، بتثبيت مضخة غاطسة في احد اكبر الينابيع الموجودة في المنطقة والمعروف باسم “العباس” والذي يقارب قطره الثلاثة أمتار. وتم تشغيل المضخة من سطح المركب حيث تدفقت المياه العذبة من فوهة الانبوب المستعمل وقطره الانش وربع الانش.
وعلق نقيب الغواصين المحترفين في لبنان محمد السارجي على هذه العملية موضحا بأنها “لتسليط الضوء للمرة الالف على اهم الثروات الوطنية الطبيعية والتي تهدر في البحر خاصة ونحن بأمس الحاجة للاستفادة منها كون لبنان قد دخل في مرحلة الشح المائي الاشد خطورة على مستقبل الوطن”. وقال: “كنا في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان ومنذ اكثر من 17 عاما ننادي وبصوت عال بضرورة استخراج هذه المياه الى الشاطئ لاستغلالها والاستفادة منها عوضا عن استنزاف المياه الجوفية ولكن لم نتلق يوما اي آذان صاغية من قبل الوزارات المعنية المتعاقبة”.
وطالب السارجي “الوزارات المعنية بإجراء تحديث بسيط للدراسات المعمقة التي قامت بها وزارة الطاقة والمياه في الاعوام 1997 والـ 2000 ونفذتها نقابة الغواصين آنذاك ومن ثم العمل الجدي على استخراج هذه المياة الى الشاطئ للاستفادة منها بأسرع وقت ممكن”.
الحسيني
أما رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني فدعا المؤسسسات “المعنية في الدولة الى القيام بواجبها الفعلي واستخراج هذه المياه من البحر بدل ذهابها هدرا دون ان يستفيد منها المواطن”. وقال: “بدل ان نبحث عن كيفية استيراد المياه من الخارج حق علينا ان نستخرج هذه المياه وايصالها الى المواطن لأنها تشكل ثروة وطنية كبرى”.
اضاف: “عانينا من قلة المتساقطات في العام المنصرم، لذلك يجب ان تقوم الدولة بخطوة جدية لتركيب محطات ضخ وعدم ترك المياه تذهب هدرا”.
ونوه الحسيني بدور رئيس مجلس النواب نبيه بري “الذي اوفد قبل شهر خبيرا هولنديا لاستكشاف امكانية استثمار هذه الآبار”. وشكر نقيب الغواصين محمد السارجي والفريق المعاون “الذي يقوم بمبادرة تستحق التقدير”.
من جهته، تمنى مدير البيئة والتمنية في النقابة يوسف الجندي من كافة المواطنين “بالضغط على المسؤولين للتحرك السريع للاستفادة من هذه الثروة المهدورة في البحر عبر الانضمام لحملة “اسقيني مي… من مي لبنان” على صفحات الفايس بوك”.
