النبي محمد (ص) بريء من بعض أفعال دار الفتوى

في هذه المقالة سأكشف عدداً من الحقائق نظراً لأنّها حصلت معي شخصياً وهي مرتبطة بشكل مباشر بموضوع الرسول والإساءة لدينه.

إن أكثر ما يثير الاستغراب خلال الساعات الماضية هو الحملات التي قام بها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي حول فتح قناة الجديد، عبر برنامج للنشر، موضوع القنوات التي تسيء للنبي محمد (ص). حيث أنّ هذه الحملات اتسمت بالغضب، بل أنّ عدداً من رجال الدين أقدموا على رفع دعوى بحق القناة كما قيل بحجة أنّها اساءت للاسلام ونبيه الكريم.

في البداية أود أن أوضح أنني لست بصدد الدفاع عن قناة الجديد، لکن لا بد من الاعتراف بأنّ مقدمة برنامج للنشر ريما كركي قد دافعت الإسلام والنبي وبالتالي فإنّ الحملة على البرنامج والقناة عبر إستغلال الحلقة الأخيرة هو أمر غير منطقي أبداً. وأيضاً يجب الإشارة إلى أنّ قناة الحياة التي تسيء إلى النبي الأكرم يوجد كمثيلاتها عشرات القنوات وهي تبث ليلاً نهاراً الكثير من الحقد بحق الاسلام وهي تدخل بيوت اللبنانيين منذ سنوات عديدة. وهكذا فمن المستغرب صدمة البعض بكلام تلك القنوات مما يدل على جهل لناحية عدم إدراك وجودها وكأنها بدأت تبث منذ أسبوع!

أما الان فإنّي أضع بين ايديكم الحقائق التي أعلم بها والتي تبين أن ّالمسلمين في لبنان، وتحديدا دار الفتوى، يعانون من نوع من الخوف من رفع الصوت وسأقدم الدلائل.

أولاً: في الأشهر الأولى من سنة 2016 عقد رجال دين مسلمين ومسيحيين لقاءاً موحداً وخلال اللقاء كان هناك نظام قائم على قراءة رسالة مشتركة يتلوها أب وشيخ. وفي ختام الرسالة قال الأب أنّ السيد المسيح قال في القرآن: “سلام علي يوم ولدت ويوم مت ويوم بعثت حيا”. في حين أن الآية حقيقة تقول: “سلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً”.

إقرأ أيضاً: شاشة الجديد تفتح الهواء للإساءة للإسلام والنبي محمد

إنّ كلام الأب مستغرب، ليس لناحية تغييره في كلمات الآية فهو يريد أن يخدم فكرة معينة، بل لناحية أنّ الرسالة كانت مشتركة وبالتالي مما لا شك فيه أن الشيخ الذي كان يرافقه كان سيلحظ أيّ إضافة أو تغيير في مضمون النص. وهكذا فإنّه من كل رجال الدين المسلمين الذين كانوا موجودين في القاعة لم يقف أحد ليعترض على التلاعب بكلام الله على الهواء مباشرة. وبما أنّ أحداً من المشايخ الأفاضل لم يرفع الصوت كان لا بد من أن أتواصل مع دار الفتوى الاسلامية في لبنان بهدف طلب توضيح في هذا الشأن، وبعد أن أرسلت بريداً إلكترونياً يتضمن الإستفسار جاء الرد بأنّه تم تحويل السؤال الى الجهات المعنية. ومرت الأيام وحتى هذه اللحظة لم يصل الرد.

ثانياً: لقد لاحظت في الفترة الاخيرة عبر إحدى القنوات التلفزيونية برنامجا يروي قصصاً من داخل احد السجون اللبنانية. والغريب أنني كنت ألحظ أنّه خلال التصوير قصص بعض السجناء المسلمين كان يظهر في غرفهم الخاصة بعض رجال الدين المسيحيين، لدرجة أنّه في احدى المرات تم الافراج عن سجينين مسلمين يعانيان من اضطرابات نفسية حيث تم نقلهما الى احدى الجمعيات المسيحية بعد الإفراج عنهما. فما ما كان مني إلا أن راسلت دار الفتوى لكي أسأل عن سبب تقصير المؤسسات الاسلامية تجاه السجناء وكيف أنه لا يوجد جمعيات اسلامية تقوم بإحتواء الخارجين من السجون على إعتبار أنّ الأقربون أولى بالمعروف. كما كانت فرصة جديدة لأستفسر عما اذا جاء رد على مسألة تحريف الأب المسيحي للآية الكريمة. مجدداً مرت الأيام ولم يصل أي جواب.

إقرأ ايضاً: بعد جدل الإساءة إلى النبي الجديد تتضامن مع منتقديها: #الا_محمد !

أنا هنا لا أهاجم الديانة المسيحية، بل على العكس فإني أحترمها جداً، لكنني نعم أطرح أسئلة كان سيطرحها الناس كافة على دار اسلامية.

لكن على ما يبدو أن دار الفتوى تريد أن تتعامل مع المسائل على قاعدة “لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم”. وطالما أن أحدا داخل الدار لن يقف ببطولة للرد على بعض الاستفسارات، التي يفترض أن تكون سهلة، فعندها من الطبيعي جدا أن تخرج علينا قناة الحياة من على شاكلتها لتسيء للاسلام والمسلمين. فالأرض التي لا يحميها أهلها تصبح مرتعا للمعتدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السابق
جمعية قل لا للعنف تدين التعرض للاديان السماوية وتطالب دار الإفتاء بالتدخل
التالي
الجديد في دار الفتوى وتعتذر!