هل يُقفل ملف المخطوفين في السجون السورية برحيل غازي عاد؟

غازي عاد
رحل غازي عاد رئيس جمعية سوليد، وهو يحارب طواحين الهواء في ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية فهل يتبنى الرئيس اللبناني الجديد الملف خاصة انه من قدماء المطالبين باطلاق سراحهم؟

هل يفتح خبر غياب غازي عاد رئيس “سوليد”، ملف المعتقلين اللبنانيين في سوريا، الذي طُمس بشكل مريب منذ الخروج السوري العسكري من لبنان في العام 2005؟ خاصة ان هذا الملف كان العنوان الأبرز للتيار الوطني الحرّ أو ما يُعرف بالعونيين، وللنائب الراحل جبران تويني رئيس تحرير جريدة النهار، التي كانت من الصحف الوحيدة في لبنان التي أخذت على عاتقها تغطية نشاطات واخبار اعتصامات (سوليد) مقابل تغطية السفير لنشاطان وداد حلواني رئيسة “لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان”.

اقرأ أيضاً: المفقودون جرح لم تشفه «وثائق الكذب الرسمي»

فعن عمر ناهز التسعة وخمسين عاماً، رحل المناضل غازي عاد بعد غيبوبة دامت أياماً في مستشفى رزق، تاركاً قضية المفقودين والمخفيين قسراً في السجون السورية خلفه.

ولد عاد عام 1957 في ميناء الحصن – بيروت، وله شقيقان احدهما توفي خلال الحرب، والثاني جهاد متزوج وله ولدان.

حاز الثانوية العامة في الكويت حيث كان يعمل والده، ثم دخل الجامعة الاميركية في بيروت لدراسة الطب ونال إجازة في العلوم، سافر بعدها الى الولايات المتحدة الاميركية للتخصص بالعلوم البحرية في فيرجينيا، لأن الطب لم يستهوه.

بعد عودته الى لبنان، تعرّض غازي عاد عام 1983 لحادث سير مروّع في بلدة فيطرون، سبّب له كسراً في الفقرة الخامسة في الرقبة والعمود الفقري أدى الى شلل رباعي.

المفقودين

في 1989 أطلق حملة عبر وسائل الاعلام بناء على تقرير خاص عن التعذيب في السجون السورية، أصدرته منظمة العفو الدولية في تشرين الثاني 1987، وذكر فيه اعتقال لبنانيين ونقلهم الى السجون السورية، وطلب الى من لهم معتقلين في سوريا، ان يبعثوا برسائل تتضمّن المعلومات اللازمة.

وقفت الى جانب غازي “لجنة اهالي المعتقلين” التي تشكلت في 9 تشرين الأول 1997 يوم اطلقت “منظمة العفو الدولية” تقريرها عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ومعه سافرت الامهات الى المحافل الدولية لطرح القضية.

وفي 11 نيسان 2005 نصب خيمة الاعتصام امام مقر “الاسكوا”، أملاً في جذب نظر المجتمع الدولي الى قضية المعتقلين، لكنه بعد 11 عاماً تعب وتعبت معه الأمهات، ولا من يسمع ولا من يرى، فأغلقها رغماً عن ارادته، ليبحث عن طريقة أخرى لايصال صوته.

لكن المرض أنهكه، فاستسلم عاد الأربعاء 16 تشرين الثاني للموت.

مقابل ذلك، اشتهرت وداد حلواني “رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان”، بنشاطها البارز والموازي الذي اختص بالمخطوفين اللبنانيين على الأراضي اللبنانية، لعمل عاد الشاب الذي اصيب باعاقة في قدميه جراء حادث سير، وسيقام قداسالراحة نفسه في قرية الدليبة في المتن الأعلى.

وقد نعى غازي عاد، كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي كان أبرز من تناول ملف المعتقلين في سوريا قبيل تحالفه مع النظام السوري، وعودته بتسوية سياسية، الى لبنان في العام 2005. وكذلك نعاه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

اقرأ أيضاً: ملف المفقودين في «معبر نصيب» بلا مرجعية رسمية!

ونعى عاد كذلك، كل من رئيس حزب القوات سمير جعجع، الرئيس السابق ميشال سليمان، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الداخلية السابق زياد بارود، والنائب غسان مخيبر.

السابق
ترامب كما أوباما يريد استنزاف روسيا في سوريا
التالي
المجلس الشيعي يتبّرأ من عمامة الشيخ محمد الحاج حسن