بلدية طرابلس تحارب حزب الله وإيران.. والمواطن الخاسر الأكبر

أكثر من ستة أشهر على تولّي البلدية الجديدة مهامها، فماذا قدمت لطرابلس؟

نظرة موضوعية إلى بلدية جبيل، تعكس حجم الكارثة في طرابلس، فما بين بلدية نهضت للعالمية وتحوّلت إلى أيقونة للسياحة والحضارة والإبداع، وبلدية أخرى غارقة في الفوضى والفساد والمحسوبية والسياسة واللامبالاة، طرابلس تسقط ضحية مجلس بلدي فاشل آخر.

المقاربة بين طرابلس وجبيل تصلح لعدة مواضع، فكل من المدينتين تتشابها بالميزات، إن بالآثار أو بالأسواق القديمة، أو بالمرفأ وما إلى ذلك من الصور الطبيعية والتراثية التي تؤهل كلّ منهما لأن تتموضع بين المدن العالمية، ولأن تتحوّل لجاذب سياحي يعود عليها بالنفع.
إلا أنّ الفرق أنّ طرابلس لم تتحدث إنماء، فالسياسة لا زالت هي الهاجس، فيما جبيل تخطت كل الإصطفافات السياسة، فأثبت رئيس بلديتها زياد الحواط أنّ خطّه السياسي يعنيه هو بينما الخط الإنمائي وحده فقط الذي يربطه بالمدينة وأهلها، وهذا ما جعلهم يتمسكون بها رئيساً للبلدية شاباً ناجحاً، كان على قدر المسؤولية في مرحلة لم يظهر بها الآخرون على اختلاف المناطق اللبنانية إلاّ “العنتريات” و الشعارات الباهتة.

طرابلس
طرابلس التي انتفضت على التحالفات السياسية، لمجلس بلدي مدركٌ كما ظنّت لمشاكلها، وقعت في أزمة أكبر، الفساد يتعمم والفوضى تتوسع والمزابل سيطرت على الواجهات التراثية.

مدينة العلم والحضارة تحوّلت لمساحة من التعديات، ولأصحاب الخوات، والكراجات الفوضية، ولمزرعة للبقر وللكلاب الشاردة ولقطيع الأغنام، أما طرقاتها، فما بين جورة وجورة تمّ استحداث جديدة.

إقرأ أيضاً: ما هو مصير تحالف اقطاب لـ«طرابلس» بعد الهزيمة البلدية‏؟

المجلس البلدي، المتنازع، والذي أصبحت مشاكل الأعضاء الذين انتخبوا به مهزلة الكترونية، وتراشق فيسبوكي، أثبت أنّه لا يمثل المدينة، فيما داعم اللائحة اللواء أشرف ريفي والذي عوّل عليه الأهالي أنّه سوف يأتي بالتغيير الذي ينتظرونه، لم يحقق حتى الآن ما وعد به.

نصف عام انقطع والكوارث أصبحت أضعاف، وما زال أمام البلدية – إن لم تفرط – خمسة أعوام ونصف، ولكن ومع الخط الذي يعتمده اللواء والمجلس ينعكس للمواطن أن لا شيء سوف يحدث، فما من مشاريع قد طرحت ولا من مسودات حتى قد سمع عنها.

كلّ ما يسمعه الطرابلسي من هذه المجموعة هو خطابات مكررة بمضمون واحد “لا لحزب الله لا للهيمنة الإيرانية.. لا للإحتلال الفارسي”.

إقرأ أيضاً: بلدية طرابلس بلا عنب ولا نواطير

هذا الخطاب لم يعد يعني المدينة المنكوبة، التي كلّ ما تريده هو خطة عمل وإنماء، محاربة حزب الله وإيران تكون بالسياسة لا بعمل بلدي، والإطلالات المنددة بالممانعة لن تطعم الطرابسي خبزاً ولن تعيد ثقافة المدينة وتراثها ولن ترمم جوراً.

لذا وقبل فوات الآوان، على البلدية أن تتحمل مسؤوليتها فمن أراد السياسة ليحتجب، ومن أراد الإنماء، ليستمر، محاربة إيران لا تصلح على حساب المدينة، ومواجهة حزب الله لا منطق لها ونحن غارقون حتى رؤوسنا في الفساد.
والمزايدات لم تعد تطرب، في ظلّ كل ما يعانيه الأهالي في يومياتهم ولقمة عيشهم، من إهمال وتعسف، وعنجهية البعض من المحسوبين على فلان وفلان، وما أكثرهم في طرابلس.

السابق
نظام الأسد يحتجز الشباب الذين هربوا من شرق حلب.. ومعلومات عن إعدامات جماعية
التالي
المقاومة الإيرانية: عدد قتلى الحرس والميليشيات في سوريا تجاوز الـ10 آلاف