الطرابلسيون يعانون مع فساد المجلس البلدي الجديد وانقسامه

بلدية طرابلس
بعد أشهر من انتهاء الانتخابات البلدية والوعود بإنقاذ مدينة طرابلس من الفقر والاهمال، ها هو المجلس البلدي يعيش حالة انقسام حادة بسبب استمرار الاهمال وتعليق المبادرت الانمائية!

لم تكن الانتخابات البلدية في طرابلس لعام 2016 كما سابقاتها، فالمعركة البلدية اتخذت طابعًا سياسيًا وانمائيًا كبيرًا نظرًا للحرمان الذي تعانيه المدينة التي صنّفت من أفقر المدن على ساحل المتوسط.

جاءت نتائج الانتخابات لصالح اللائحة المدعومة من الوزير المستقيل أشرف ريفي التي جابهت لائحة الأحزاب المدعومة من تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي، وانتصرت عليها بنتيجة 16 عضو مقابل 8 أعضاء. وبعد أربعة أشهر على تسلم البلدية الجديدة مهامها عادت أصوات أبناء المدينة ترتفع بسبب عدم انجاز أي عمل إنمائي في المدينة.

إقرأ أيضًا:  هل ضيّع أشرف ريفي البوصلة عبر دكانة الجديد؟

فالفوضى والعشوائيات والتعديات على الأملاك العامة لا تزال تسيطر على معالم المدينة، ولم تفلح البلدية بحسب مصدر مطلع على عمل البلدية سوى بتسيير العقود التي اتخذها المجلس البلدي السابق، وهذا ما ولّد انقسامًا داخل المجلس البلدي الذي لم يستطع أن يتفق على أي عمل انمائي تحتاجه المدينة.

وما يزيد الأمر سوءًا بحسب المصدر نفسه هو «إقحام الرغبات السياسية التي تحدث شرخا بين أعضاء البلدية، وأبرزها ما جاء أول أمس على لسان وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي استرجع أمس في تصريحه أنّ هناك غشا وتزوير في نتائج الانتخابات البلدية، عندما قال «اليوم عندما يختارني الشعب الطرابلسي يثلثي الاصوات اذا اخذنا النتائج الرسمية، الواقع اكثر»، فكيف يمكن أن يعمل المجلس البلدي بشكل متجانس وهناك من يريد دائمًا إظهار 8 أعضاء من المجلس البلدي فازوا بالتلاعب بنتائج الانتخابات؟».

وأكّد مصدر من البلدية لموقع “جنوبية” أنّ «المافيات القديمة التي كانت تحكم البلدية في السابق لا تزال موجودة حتى الآن بقرار من رئيس البلدية أحمد قمر الدين، فالطروحات الانمائية معلقة وقرارات البلدية روتينية، والبلدية تجتمع بجدول أعمال فضفاض من دون تقديم أي جديد للمدينة».

وأضاف المصدر «وما يزيد الأمور سوءًا هو الحادثة المشهودة،عندما قررت البلدية إزالة المخالفات، فلما وصل التنفيذ إلى مطعم “شاي وعسل” الذي يملكه رئيس البلدية أحمد قمر الدين، وقف بوجه هذا الاجراء الذي اتخذه مع أعضاء بلديته ومنع تنفيذه، مما أوجد شرخا بين رئيس البلدية وقائد الشرطة في المدينة من ناحية، وبين البلدية والناس من ناحية ثانية».

إقرأ أيضًا:  أشرف ريفي لا تكن نسخة سنيّة من ميشال عون

كذلك تساءل المصدر «لماذا لم يتخذ رئيس البلدية أي اجراءات حتى الساعة ضدّ مكب نفايات “زيتون أبو سمرا”، الذي يطالب جزء من أعضاء البلدية بوقف العمل فيه بسبب اضراره البيئية، وهو مكب تأتي نفاياته من خارج طرابلس، إلاّ أنّ قمر الدين لم يحرك ساكنًا».

حادثة إطلاق النار على البلدية بعد استقبال رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي في البلدية  محط خلاف بين أعضاء البلدية ورئيسها أيضًا، فتساءل المصدر «لماذا لم يتخذ رئيس البلدية صفة الادعاء الشخصي حتى الآن ضدّ من أطلقوا النار على البلدية خصوصا أنّ مطلق النار معروف لدى الجميع، فهل لأنّه مقرب من الوزير ريفي ولا يريد افساد العلاقة معه؟».

وانهى المصدر بقوله «بات رئيس البلدية أحمد قمر الدين موضع عدم ثقة بالنسبة للطرابلسيين ولبعض أعضاء البلدية ومنهم حلفائه في اللائحة، وهناك توجهات إن بقي الوضع على حاله أن تذهب البلدية نحو استقالات جماعية، فالفشل الذي يحدق بمجلس بلديتها بات غير مقبول».

السابق
واشنطن باعت المعارضة السورية ؟
التالي
الجيش داهم مخيمات للنازحين السوريين في بعلبك