موسم الشتاء تأخر في لبنان.. أهي بداية تصحّر؟

"بين تشرين وتشرين صيف تاني" هكذا يقول المثل الشعبي اللبناني، ولكن شهر تشرين هذا العام لم يشبه السنوات الماضية إذ لم يسبق من قبل تأخر هطول الأمطار واستمرار ارتفاع درجات الحرارة في هذا الشهر الى هذا الحدّ.

لطالما كان هطول الأمطار يمثل “خيرا وبركة”، إلا أنه بالنسبة الى اللبنانيين هذا العام، فإن تأخره  رحمة إلهية، وذلك بسبب ما عاشه المواطنون العام الفائت من غرق في النفايات وفياضانات المياه الآسنة التي احتجزتهم لساعات في الطرقات.

ورغم إستمرار تداعيات أزمة النفايات وتراكمها في الطرقات،فان ذلك لم يمنع اللبنانيون من السؤال عن سبب تأخر هطول المطر هذا العام.

وفي اتصال لـ “جنوبية” مع رئيس مصلحة الأرصاد الجوية مارك أوهيبي، نفى أن الطقس يشهد تقلبات مناخية كبيرة كما يتم التداول على مواقع التواصل، مع الحر الحالي وما يحكى عن عاصفة  برق ورعد في اليومين المقبلين. وتوقع أوهيبي “إمكانية تساقط القليل من الأمطار يوم الجمعة”.

وعن سبب تأخر قدوم  فصل الشتاء قال أنه “لا وجود لسبب معين لتأخر الشتاء، فالطبيعة غير ثابتة ولا يوجد تاريخ محدد لبداية فصل الشتاء أو أي فصل آخر “.

اقرأ ايضًا: الجفاف يهدد لبنان والقطاع الزراعي الاكثر تضررا

وعن التوقعات الإجمالية لفصل الشتاء هذا الموسم أكّد أوهيبي أنه “للأسف علميًا لا يمكن توقع حال الطقس لفصل كامل إذ مدة التوقع أقصاها أربعة أيام”. واعتبر أن الفصل السابق على الرغم من أنه كان سيئا إجمالا، إلا أنه هذا لا يعد مؤشرا على انخفاض معدل الأمطار في الموسم اللاحق”. وتابع “هذا الأمر يلاحظ إذا حدث بصورة نمطية على مدى عدة سنوات، عندها ممكن تحديد غزارة الأمطار أو انخفاضها”.

وأعطى أوهيبي مثالا “عن عام 1958 حيث كان من أكثر الأعوام سوءًا وجفافا فلم تتخطَ نسبة الأمطار الـ 400 ملم وهذا التراجع كان قبل مرحلة التلوث”. وتابع  “لذا لا يمكن الجزم عن وجود سبب رئيسي يؤثر على طبيعة الفصول  ولا شيئ محسوم”.

إلى ذلك لفت إلى أن “التغيّر المناخي لا ينعكس دائمًا بنفس الشكل على المناطق، فبعضها يتأثر بشكل ايجابي من خلال غزارة الشتاء أو سلبي إذ يسبب تصحرا وجفافا”.

اقرأ ايضًا: قلة الامطار.. بداية مرحلة التصحر ام مجرد سوء حظ؟

وخلص أوهيبي إلى أن “الكرة الأرضية شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا في درجات الحرارة وهو شيء مؤكد، إلّا أن انعكاس هذا الأمر على السنوات المقبلة لا يزال موضع بحث وغير دقيقق حتّى الآن”.  مؤكدا أن “ان موعد بداية فصل الشتاء وغزارته تتفاوت بين عام وآخر، وهي عملية احصائية نسبية مبنية على احتمالات”.وطمأن إلى أننا “لا نزال في لبنان ضمن المعدل الطبيعي حتى وان تأخر فصل الشتاء قليلا”.

وقد توقعت مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، أن يكون الطقس غدا قليل الغيوم إلى غائم جزئيا مع ارتفاع درجات الحرارة، ويتحول تدريجيا خلال الليل إلى غائم مع تساقط أمطار متفرقة خصوصا في النصف الجنوبي للبلاد مع احتمال حدوث برق ورعد. ويبدأ بالتقلب التدريجي مساء الخميس. أما الجمعة فيكون غائما جزئيا إلى غائم أحيانا مع انخفاض درجات الحرارة وأمطار متفرقة ومتقطعة خصوصا في الداخل والجبل واحتمال حدوث برق ورعد.

السابق
وزارة الدفاع الأميركية: معركة الرقة قريبة جداً
التالي
بري ونصرالله يحتلان الموالاة والمعارضة