بري ونصرالله يحتلان الموالاة والمعارضة

ليس من مصلحة الرئيس نبيه بري تسهيل وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، رغم علمه ان الجنرال سيصل الى الرئاسة الاولى لاسباب شتى وباتت معروفة.

ويؤكد الرئيس بري دوما، كما اخوه السيد حسن نصرالله، ان حلفهما هو الثابت ضمن ما يسمى ثنائية حركة امل – حزب الله الذي لن يتغير ايضا لأسباب شتى محلية واقليمية. الثابت هو هذا التحالف، سواء كان بري يتبنى سليمان فرنجية للرئاسة او كان حزب الله يتبنى الجنرال ميشال عون.

يعلم الرئيس بري كما حليفه في الثنائية الشيعية ان الاعتراض على عون لن يهزّ عرش رئيس البرلمان الراسخ منذ نحو ربع قرن ولن يخلّ بحصته في جبنة الدولة، وأكثر فان الرئيس بري يعلم انه على خط معارضة الجنرال سيزيد من مكاسبه، ما دامت حصته مضمونة في الاصل، فيما المعارضة ستوفر مكاسب سياسية وستجعله في موقع رأس المعارضة.

القوى السياسية في البلد بما فيهما المرشحان فرنجية وعون، ستدخل الى مجلس النواب في جلسة الاثنين المقبل اما خلف الرئيس بري او خلف نصرالله، ولا ثالث في المشهد. وهذا بحدّ ذاته انجاز يسجل للثنائية الشيعية التي استطاعت ان تحتل موقعي المعارضة والموالاة ولن تفرط بهما.

لذا فإن الرئيس برّي مطمئن الى قوة حلفه مع نصرالله، ومطمئن أنّ بابَيّ الدولة يفضيان الى حجرة واحدة هي الثنائية الشيعية، هذه الميزة لدى الثنائية الشيعية هي التي تظهر في اللعبة السياسية تفوقها الكاسح على بقية المكونات الطائفية السياسية في البلد. الجميع يسعى الى الدخول اما من باب الرئيس نبيه بري المعارض للجنرال او من باب حسن نصرالله رمز المؤيدين للجنرال.

لن يغيّر بري موقفه من الجنرال وسيدعم فرنجية، كما ان نصرالله لن يتخلى عن دعم الجنرال ولن يعادي فرنجية.

على هذا المنوال ستدار الجمهورية وتتشكل الحكومة بين رأسي المعارضة والموالاة دولة الرئيس وسماحة السيد… والبقية تأتي.

السابق
موسم الشتاء تأخر في لبنان.. أهي بداية تصحّر؟
التالي
ثورة الفقراء في «الضاحية الجنوبية» قادمة