ما علاقة «سرايا» وئام وهاب بسفر وليد جنبلاط المفاجىء؟

كثرت في الآونة الأخيرة إعلانات النائب وليد جنبلاط عن رحلاته الخارجية، بالتوازي مع تهديدات باغتياله كشفتها الأجهزة الأمنية. فهل خضع جنبلاط فعلا لتهديدات أوجبت سفراته الممتالية؟

من يراقب حركة زعيم المختارة في الآونة الأخيرة يلاحظ عدم مكوثه في لبنان لفترة طويلة، فما أن يعلن عودته إلى لبنان حتى يغرّد عبر صفحته التويترية، «صار بدها سفر». رحلات وليد جنبلاط الكثيرة إلى الخارج تطرح العديد من علامات الاستفهام خصوصًا في ظل الظروف الحرجة التي يمرّ بها لبنان، من ملف الرئاسة الى ملف الحكومة، وذلك لما لزعيم الجبل من دور أساسي في أي اتفاق أو طبخة سياسية تحضر في كواليس الطبقة السياسية.

إقرأ أيضًا: خريطة تقلّبات وليد جنبلاط من 1990 الى اليوم

جنبلاط الذي مكث في قصره في أحلك الظروف الأمنية والتهديدات السياسية، هل خضع جنبلاط هذه المرّة لتهديدات  أُعلن أنّه لا يتعامل معها باستخفاف؟

مصدر في الحزب الاشتراكي أكّد لـ«جنوبية» أنّ «السفر المتكرّر للنائب وليد جنبلاط مرتبط بأمور صحية»، في حين قال مصدر اشتراكي آخر أكّد «أنّ التهديدات التي كشف عنها في الاعلام والتي طالت النائب وليد جنبلاط هي حقيقية، ولكن غير مرتبطة بسفره الدائم الى الخارج، وليس هناك أي خوف لدى زعيم المختارة يجعله يهجر جبله».

وأضاف المصدر «سفره الأخير يرتبط بمواعيد واجازات ولقاءات خاصة، إضافة إلى افساح المجال لابنه تيمور لكي يرسّخ علاقته أكثر في المجال السياسي».

مراقبون ربطوا بين اعلان الوزير السابق وئام وهاب حليف حزب الله عن تشكيل «سرايا التوحيد» في الجبل، وبين اعلان جنبلاط عن سفره تعبيرا عن استيائه من تمدّد نفوذ الحزب باتجاه مناطقه، على خطى «سرايا المقاومة» المسلحة التي أنشأها حزب الله في البيئة السنية، والتي باتت مصدر قلق نظرًا لأهدافها التخريبية والمشبوهة في المناطق ذات الأغلبية السنية.

 

وفي هذا السياق أكّد المصدر الاشتراكي أنّ «سرايا التوحيد هي فقاعة من فقاعات الاعلام، تمّ تضخيمها إعلاميًا لكن الواقع مخالف لما يتمّ تصويره، فحجم انتشارها معروف أنّه لا يتخطى عدد أصابع اليد، وزعيم التوحيد وئام وهاب لم يستطع جمع 30 شابًا في كشافه فكيف سيشكيل فصيل مسلح».

وأضاف المصدر «تاريخ الموحدين الدروز يثبت أنهم لا يذهبون لقتال أحد ولا يقاتلون مع أحد، فهم يحملون السلاح لسببين فقط إمّا للدفاع عن الشرف المرتبط بالعرض، أو عن الكرامة المرتبطة بالأرض، أو عندما يشعرون بخطر وجودي، ولكن أن يحملوا سلاحًا ليقاتلوا بعضهم أو يهاجموا  أحدا أو يكونوا أدوات تستخدم لصالح أي جهة خارجية ترتبط بالجهاد أو القتال لقضية ما، فهذا ما لا يمكن أن يفعله الدروز».

وختم المصدر «فإن كان هدف سرايا التوحيد تخريبي لبث الفتن بين أهالي الجبل خصوصًا واللبنانيين عمومًا، فعلى الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها وتتخذ اجراءات لحلّ أي فصيل يخرج عن القانون».

إقرأ أيضًا: جنبلاط على تويتر: يمل كالحريري؟ أو «يقلب» إلى فايسبوك؟

إذًا تعزي المصادر غياب زعيم المختارة لأسباب صحية، و ارتباط بمواعيد خاصة خارجيًا، فالابتعاد عن الحياة السياسية قرار اتخذه جنبلاط منذ زمن، وأدخل تيمور إلى عالم السياسة من بابها لعريض، ويبدو أنّ جنبلاط قرّر تمضية سنواته المتبقية في السفر والتسلية على تويتر وترك الهموم السياسية لإبنه تيمور.

السابق
كل الدول التي تتباكى على الحسين ينخرها الفساد
التالي
ويكليكس يسرّب الوثيقة الأولى من رسائل كلينتون: مشاكل ومحاولة انتحار!