شهادات من سجون الأسد: وضع المساعد رجله فوق رأسي وقال صرمايته أشرف من أمي

كتب أحد المساجين السابقين في فرع الأمن في حلب وهو وائل الزهراوي عبر صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات حيّة ومريرة عمّا رآه خلال الفترة التي قضاها بين جدران السجن الأسدي.

ذكرى أبو الوفا مات بتاريخ 19 /2 / 2012
كانت هذه العبارة أمامي كل الوقت محفورة بشيء حاد على جدار الزنزانة الثالثة في فرع أمن الدولة بحلب….. كنت قد يئست من الحياة تماماً نسيت ملامح الجميع وذاكرتي لم تعد تمتد لأبعد مما تصل إليه صرخات التعذيب..
كل ما كنت أريده بشده أن أموت بهدوء أن أنام ولا أصحو بعدها..
أظافر رجلي اليسار قلعو اثنان منها وعيناي لا أرى بهما جيداً ورقبتي كأنها مكسورة من آثار آخر جلسة تحقيق….

منذ ثلاثة أيام جاؤوا بأبو صابر منذ البارحة بعد أن عاد من التحقيق وهو يبكي لم يتوقف أبداً.. كنت لا أتكلم إلا نادراً …
_قلت له : عمي أبو صابر تعى قعود جنبي هون وطول بالك وحاج تبكي
هون ان متت ماحدا بيسأل ياعم
هدي حالك ..
لم يكن قادراً على الوقوف ولم يأكل منذ أتى ،،،

المساعد أحمد ضربه على ظهره ومن لحظتها لم يعد يمشي عاد من التحقيق زحفاً عندما رموه بالزنزانة وضع المساعد أحمد رجله فوق رأسه وقال له شايف هالكلاش أشرف من أمك …

إقرأ أيضاً: شهادة حيّة من فرع الأمن في حلب: باع بيته بدلاً لثمن قتله من سجانه

همست له عندي شئفة خبزه يابسه تاكلها معي رفع يده وقال لا الله يخليك ثم قال :
أنا زبال يا أستاذ أي زبال أنا صرلي 18 سنه بكنس محطة بغداد وفوق جسر تشرين عندي ست ولاد بنتي الكبيرة عم تدرس بالجامعة وبتقول لرفقاتها أبوي عندو دكان بتخجل مني لأني زبال،،
الأصغر منها كان لازم يكون عرسها مبارح.. وبكى ثم قال : ادينت 25 ألف من رفيئي مشان اصرفهن عبنتي بيوم عرسها
وانا رجعان كانو عم يستنوني عراس الحاره ولما دخلوني عالسياره ماعدت لئيت المصاري

القهر اللي بقلبي بس الله بيعرفوا رح أموت من وجع رجلَّي دبحوني من الضرب بالكبل وفوق هاد يقلي صرمايتو أشرف من أمي.. أمي الله يرحمها ميته من تسع سنين..
دعاء بنتي اللي كان لازم يكون عرسها اليوم قالتلي يابو لازم نشتري كاتو لا تخجلني قدام اهل خطيبي الله يخليك يا يوب …. وماقدرت… و خجلتها خجلتها ،،بس والله مو بإيدي.

إقرأ أيضاً: شهادات من سجون الأسد: أشجع رجل رأيته في حياتي

آه يا دعاء يا يوب لو تعرفي شئد بحبك آه يا بنتي يا روح أبوكي لو تعرفي شئد مقهور لأني ما كنت معك والله ماكان بدي أخجلك يابنتي رح يوقف قلبي من القهر يا ضناي انتي يا يوب…

في صباح اليوم التالي لم يصحُ أبو صابر
شعره الأبيض كقلبه توقف من القهر والبكاء أبو صابر أبكاني بعد ذلك أياماً …. مات أبو صابر هناك ولم يرى ابنته دعاء مرة أخرى……. بعد ساعة وضعوه في بطانيه وأخذوه ودعاء ابنته لازلت تنتظر…..

السابق
المعارضة المسلحة في حلب: دي ميستورا يرى بعين لافروف وسليماني
التالي
الجيش الحر: عناصر «جيش الفتح» من أبناء حلب ونحن من يسيطر على المدينة