شهادات من سجون الأسد: أشجع رجل رأيته في حياتي

كتب أحد المساجين السابقين في فرع الأمن في حلب وهو وائل الزهراوي عبر صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات حيّة ومريرة عمّا رآه خلال الفترة التي قضاها بين جدران السجن الأسدي.

_ أشجع من رأيت …

عندما بدأ يشتمهم لم أصدق ما أسمع.. ليس هناك مكان للشجاعة في أفرع الأمن…
_ شو مسوي حالك زلمه يا اخو الشر.. زلمه غصباً عنك
رد السجان علي وقال طيب… هلق منشوف والله لخلي مصارينك تطلع من تمك يا ابن العاهره …
بدأت أسمع صوت كبل الدبابه.. قلت لأحدهم همسا بدي أشوف قال والله العظيم ان حسو ليعدموني ويعدموك.. قلت له ما بئى تفرق بدي شوف…
انحنى صديقي الذي كنت قد حملته سابقاً في كثير من الأوقات على ظهري ….
الجميع صامت تماما وينظرون إلي… بدأ رفيقي ينهض و بدأت أرى من الطاقة الصغيرة التي تفصلنا عن الممر وغرف التحقيق..

كان ضخم الجثة له شارب خفيف وذقن طويله .. تكاثروا عليه علي وشادي وزكريا والسجان القاتل أحمد.. اثنان بكبل الدبابه وواحد كبل رباعي وأحمد أمسك عصى غليظه…

بدأو يضربونه وهو يصرخ كلاب شوية كلاب أنتو ولا كلاب
وهم يلتئمون اكثر تمنيته لو يسكت دمه غطى كل الجدران

_ والله لو بموت لك كلاب خاينين كلاب آه آه ياولاد الحرام

_ اقترب السجان علي بكبله القاتل ضربه عدة ضربات على قفى رأسه بالكبل… ثم أكمل أحمد بالعصى على وجهه وفمه ورفع شادي يديه وضربه على أعلى رأسه استند للحائط ثم سقط للأرض وهو يحرك شفتيه دمه مشى في الممر…
عيناه لم تعودا موجودتان….
وضع علي رجله فوق رأسه ودعس عليه وقال : شو شايفك خرست يا سبع زمانك….
لك نحنا داعسين على راس أبوك ولاك ابن الشلكه…
اراد أن يتكلم.. أمسكه علي من رأسه وشده قلو شو

إقرأ أيضاً: شهادة حيّة من فرع الأمن في حلب: باع بيته بدلاً لثمن قتله من سجانه
_ حاول أن يبصق على علي لكن كل ما خرج من فمه كان دماً خالصاً …. وأغمي عليه….
رماه علي للأرض وقال هلق شي ربع ساعة بيفطس جهزولو بطانيه…
لم يأخذ كل ذلك ثلاث دقائق شعرت أنها تاريخ بأكمله
لأشجع رجل رأيته في حياتي واجه الموت وهو يشتمهم هناك…
هناك حيث لازال جزء مني يسمع صرخات المظلومين….

السابق
هل إستنزفت روسيا في الحرب السورية؟
التالي
ما هي حقيقة استهداف الجولاني بغارة أميركية؟