لماذا لم يليّن نصرالله موقف برّي من عون.. ولا «السيد القائد»؟

انتخاب رئيس الجمهورية رهن موافقة حلفاء حزب الله وتحديداً الرئيس نبيه بري، لكن برّي لم يوافق ولم يزل يؤيد سليمان فرنجية، و"السلة" وفي هذا الوقت يبدو أنّ السيد حسن نصرالله مستغرق في احياء مناسبة عاشوراء ومناسبات شهر محرم إلى يوم اربعين الامام الحسين.

وزير الخارجية الروسية ليس مهتماً بوصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة أو على الأقل، لا يجد في مسألة انتخاب رئيس للبنان أولوية في حسابات روسيا الشرق أوسطية، كان يفترض لو كانت الحقيقة غير ذلك أن يتلقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف الرئيس سعد الحريري المستجد في الترحيب بوصول عون إلى الرئاسة في لقائهما أمس، لكن لافروف استغرق في الحديث عن سوريا وتعامل بهامشية منفرة مع ملف الرئاسة اللبنانية. وهذا ما دفع الحريري إلى القول بأن حزب الله هو من يعطل الرئاسة.

الرئيس نبيه بري المتمسك بسلّته، نقل عنه زواره قوله أنّ “هناك من يرى أنّ انتخاب الرئيس سيتمّ “بهاليومين” وأنا “مِش شايف هيك”. وأعلن: “لم استشفّ من الحريري أنّه تخلّى عن ترشيح فرنجية، لا بل سمعتُ منه أنّه ما زال على ترشيحه، لكنّه في الوقت نفسه يفكّر ويفتش عن خيارات أخرى”.

عون وبري

حزب الله الصامت ليس تهيّباً من مشكلة مع بري ولا قلقاً من إحراج حليفه ميشال عون “حزب الله” ينأى بنفسه ويتصرف وكأنّه غير معني، بل لا يبذل ايّ جهد حقيقي لجمع حلفائه، أي سليمان فرنجية وبري وعون. أن لا يبادر حزب الله إلى ملاقاة الحريري الذي سلّم بخيارات الحزب الرئاسية فهو إمّا غير متحمس لخيار انتخاب عون أو لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية. خياران لا ثالث لهما، قد يتنطح البعض بالقول أنّ الرئيس نبيه برّي له خصوصيته ولا يمكن لحزب الله الضغط عليه. عجباً عجباً، حزب الله لا يستطيع الضغط في قضية بمصاف الاستراتيجي للبنان؟

إقرأ أيضاً: نوفل ضو لـ«جنوبية»: عون يقبل بالسلّة وبالجرّة وبالتنكة

اعتقد أنّ اتصالاً من سماحة السيد حسن نصرالله يلين قلب الرئيس وإن لم يستطع، فالأكيد أنّ اتصالاً من نظيره الإيراني الدكتور علي لا ريجاني يشرح فيه أهمية الجنرال بالنسبة لمحور المقاومة ولدوره في حماية هذا المحور من قبل المسيحيين كفيل بأن يغير في موقف برّي، أمّا إذا أرفق كل ذلك بدعوات السيد القائد علي خامنئي للرئيس برّي بطول العمر في أيام كربلاء المباركة، فذلك بالتأكيد سيكون له مفعول السحر، وسيكتشف الرئيس بري الكيميا مع شخص العماد عون ومزاجه.

أمّا أن لا يحصل شيء من كل ذلك، فللرئيس برّي أن يفعل ما يشاء وما يشتهي، ربما يتنطح شخص آخر ليقول من قال أنّ إيران يمكن أن تتدخل في الشأن اللبناني… أعتقد حينها يمكن ان نقول لهذا معك حق. إيران لا تتدخل في الشان اللبناني.. لكن أرجوك لا تتهمني بينك وبين نفسك بالغباء لأنني صدقتك.

إقرأ أيضاً: أوّل إطلالة لعون لا تتضمن انتقاداً أو تعريضاً بأحد

إيران وضمناً حزب الله ليس في سلم أولوياتها انتخاب الرئيس اللبناني الآن، فكما قالها لافروف للحريري بشأن الموقف الروسي، قالها سلوك الرئيس برّي تجاه ترشيح عون، بل بالفم الملآن “لا أرى رئيساً في لبنان في الوقت القريب” اللعب مفتوح وتسجيل المواقف أيضاً إلى أن يفتي السيد القائد في هذا الشأن الذي يمسّ محور المقاومة في الست سنوات التي هي مدة ولاية رئيس لبنان أو “رابط لبنان” بحسب مصطلحات محور المقاومة.

السابق
جولة داخل منزل جوني ديب
التالي
«ويكيليكس» تعلن عن 10 ملايين وثيقة ستهز الانتخابات الأميركية.. ونائب ترامب ينقذه!