في خضم المجازر السورية وفي زمن سقوط المواطنين السوريين وأبناء المخيمات الفلسطينية في سوريا برصاص أدعياء الممانعة والمقاومة تحضرنا هذه الأيام ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. القتل هو القتل والجريمة هي الجريمة، أكانت من عدو أو ممن يفترض أن يكون شريكاً في الوطن أو في القضية.
34 عاماً على هذه المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل ونفذها عملاء لها بإشراف ضباطها وتحت حمايتها، وهي مجزرة هزت العالم في حينه و أحدثت في قلب الكيان الإسرائيلي هزة سياسية، دفعت بالحكومة الإسرائيلية إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولية عن هذه المجزرة. هذه اللجنة التي عرفت باسم لجنة كاهانا خلصت بعد أشهر من التحقيقات إلى تحميل جهات لبنانية مسؤولية المجزرة، لكن ذلك لم يبرئ اسرائيل ولا جيشها، العالم كان يدرك أنّ اسرائيل ومئات الجمعيات الإنسانية والحقوقية في العالم أدانت اسرائيل.
المجزرة تسببت باستقالة وزير الدفاع آريبل شارون، الذي وإن حقق لإسرائيل إنجاز اخراج قيادة المقاومة الفلسطينية من بيروت باتجاه تونس، الاّ أنّ اسرائيل لم تتحمل بقاءه في السلطة فاستقال قبل أن يقال.
مجزرة صبرا وشاتيلا مهما حاولت اسرائيل التنصل من ارتكابها إلاّ أنّها لم تستطع أن تلوي عنق الحقيقة. اسرائيل من ارتكبها ولو كان بعض اللبنانيين من عملائها من شارك في التنفيذ.
إقرأ أيضاً: لبنان 1982- مخيّم صبرا وشاتيلا
يبقى أنّ ايلي حبيقة كما بات معروفاً كان من المنفذين هو الذي عاد بعد سنوات وزيراً من بوابة “العروبة” دمشق. لم يخجل الممانعون ولا أدعياء المقاومة من الإحتفاء بالمجرم. كان حليفاً لحزب الله في أكثر من دورة انتخابية في قضاء بعبدا. وكان وزيراً ثابتاً باسم سوريا الأسد في معظم الحكومات في عقد التسعينيات.
حبيقة تمّ اغتياله في العام 2002 من دون أن يعرف من اغتاله.
في صبرا وشاتيلا مجزرة ارتكبتها اسرائيل وهي تضاف إلى سجلها الإجرامي.
في سوريا اليوم التي يقتل فيها الناس بعشرات الآلاف بل بمئات الالاف يقتلون من دون أن يشعر القاتل أنّه يمكن أن يحاسب بل أنّ الأسوأ هو أن يقتل الآمنون ببراميل الموت وبالسلاح الكيماوي باسم فلسطين وباسم المقاومة.
إقرأ أيضاً: صبرا وشاتيلا، رمز لرغبة إبادة الفلسطينيين
اسرائيل تضحك اليوم فمجزرة صبرا وشاتيلا لم تعد أمام ما ارتكبه نظام الأسد من مجازر سوى جريمة صغيرة، ما تقدمه الممانعة اليوم لاسرائيل أفضل الهدايا فالمجزرة السورية المستمرة قتلاً وتهجيراً باسم المقاومة ولشق طريق القدس من قلب المدن السورية، هو لتبييض صفحة الإجرام الاسرائيلي.
في هذا العالم وفي سوريا تحديداً هل ثمّة من يعتقد أنّ اسرائيل قتلت وشردت أكثر ممّا فعل بشار الأسد في الشعب السوري وباللاجئين الفلسطينيين؟.. الجواب لم يعد يحتاج إلى تفكير . والحقيقة أكثر من فاجرة،