الاتفاق يخص الأميركيين والروس: يلجم إيران ولا يخص السوريين

اتفاق أمريكي - روسي ببنود ضبابية، فما بين مصالح أوباما في تحقيق انجاز يسجل له قبل نهاية عهده الرئاسي، وبين روسيا التي تريد بسط نفوذها سورياً و وقف النزف المالي والعسكري، تحوّل بشار الأسد لحجر دومينو لا قيمة له يحرك كما يريد الكبار.

أوساط المعارضة السورية تتعامل مع الاتفاق باستخفاف فالنظام لن يلتزم بحسب ما يؤكد العديد من الناشطين، إلا أنّ الهدنة و وقف إطلاق النار هو الجرح الذي يعض عليه الكثيرون منهم، إذ يحق للشعب السوري أن ينعم بعيدٍ لا تحرق سماءه الأطفال.
ولكن ماذا بعد الاتفاق؟ وأين هي الرؤيا التفصيلية؟ هذا ما يوضحه اعلاميو وناشطو الثورة.

مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي أكدّ لـ”جنوبية” أنّه “لا شكّ أنّ أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار هو في مصلحة السوريين مهما كان نوعه أو شكله، إنمّا لا يمكن تسمية الإتفاق الروسي الأمريكي بالإتفاق الكامل، فالروس يعلمون تماماً أن الأمريكان يريدون فقط اتفاق شكلي قبل الإنتخابات الأمريكية، بينما الروس بحاجة لإتفاق فعلي يخفف من كلفة إنفاقهم على القصف اليومي، وهم بذلك راغبين بإرساء حلّ شبه دائم قبل مجيء الرئيس الأمريكي الجديد”.
وتابع “لذا نحن نرى أنّ الاتفاق الأمريكي- الروسي يخص الأمريكان والروس أكثر مما يخص السوريين أنفسهم باعتبار أنّه توسع ليشمل الرقة والموصل والإتفاق على حرب المجموعات السنية، ولم يمتد إلى المجموعات الشيعية العاملة مع النظام. وتجنب أيضاً التفاهم حول العاصمة ومناطق نفوذ ايران ومراكز عمليات التغيير الديموغرافي وعمليات التهجير، ممّا يعني أنّ لا حل كامل بالأفق، ونعتقد أنّ الحل الكامل هو حلّ مؤجل لمرحلة قدوم الرئيس الأمريكي الجديد.

لافروف وكيري
وأوضح الخالدي أنّه “في ظلّ تجنب ذكر المناطق الآمنة وعودة اللاجئين وإطلاق سراح المعتقلين والإنتقال السياسي للسلطة، ورحيل العصابة الأسدية، لن يكون هنالك حلّ ولو توافقت عليه جميع الدول، أمّا بالنسبة لمواقفة النظام السوري أو عدم موافقته فهو أمر لم يعد ينتظره أحد، فالروس يحكمون في سوريا من مطار حميميم تماًما كما كان السوريون يحكمون لبنان من بلدة عنجر”.

إقرأ ايضاً: فصائل المعارضة السورية مع الإتفاق وضده: لماذا إغفال إرهاب الممانعة؟
وأردف “أمّا بالنسبة للايرانيين فإنّ أيّ تفاهم يوقف القصف والقتل ويمنع استمرار التهجير والتغيير الديموغرافي هو ليس في صالحهم، ولأنهم يبحثون عن احتلال و لا يبحثون أساساً عن حل سياسي فإنّهم سوف يكونون لاحقاً الخاسر الأكبر في كل ما سيأتي من اتفاقات، على قاعدة التخلص من منفذ الجريمة لكي يتم دفن الجريمة معه”.
لافتاً أنّه “بالنسبة للسوريين ممّا لا شكّ به أنّ المجتمع الدولي كان قادراً على وقف طلعات النظام الجوية منذ اليوم الأول، لكنهم أرادوا لسوريا ما هي عليه اليوم، ولا شكّ أنّ السوريين سوف يكونون مسرورون إذا لعب أطفالهم بالعيد من دون أن تطحنهم الطائرات، ومن المهم الإشارة إلى أنّ اتفاقات كثيرة سابقة حول سوريا أخل بها الروس من جنيف إلى فيينا وغيرها”.

إقرأ أيضاً: الفصائل المعارضة في سوريا: الهدف الأخير لمعركة حلب هو السيطرة على المدينة
وختم الخالدي مبيناً أنّ “الاتفاق لم ينص على حماية المدنيين أو فكّ الحصار أو منع النظام من التقدم في أماكن أخرى بحجة محاربة المجموعات السنية ( الإرهابية) ” والتي هي إحدى بنود الاتفاق”.
بدوره الصحفي ياسر الرحيل عضو المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية أوضح لـ” جنوبية”، أنّ “أيّ اتفاق لوقف معاناة الشعب السوري ويوافق مطالب ثورته العظيمة، ويماشي خارطة الهيئة العليا للمفاوضات هو حل مقبول المعارضة السورية“.
مردفاً “ولكن وبعد 5 سنوات من الثورة وبعد محاولات الجلوس لحل ووضع هدن، فقدنا كل الثقة بنظام الأسد كما بروسيا الضامنة له”.

السابق
الممانعة تشيطن «قادسية الجنوب»: اسرائيل تدعم الثوار وتعالجهم في الجولان!
التالي
أهالي شهداء القاع يستغربون تمييع قضيتهم ويطالبون بإحالتها الى المجلس العدلي