فصائل المعارضة السورية مع الإتفاق وضده: لماذا إغفال إرهاب الممانعة؟

بعد اتهامات متبادلة بين الطرفين الأمريكي والروسي بالتعطيل، وبعدما فشلت المحادثات بين الرئيسين الاميركي والروسي في قمة العشرين في إقرار اتفاق مشترك، ومع كل التوتر الذي تخللته الاجتماعات الثنائية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تصاعد الدخان الأبيض بعد منتصف ليل الجمعة (9 أيلول) وقبل بزوغ فجر السبت (10 أيلول).

بنصف دزينة بيتزا وزجاجتي فودكا، كسر حاجز الثلج بين المحورين الأمريكي – الروسي، ومع الكأس الأول تمّ إعلان الاتفاق فتقارب الطرفان وتهاوت الاتهامات المتبادلة، هدنة وافق عليها الجانب السوري المتمثل بنظام بشار الأسد، وأبدت المعارضة السورية بحسب تصريح وزير الخارجية الروسي استعدادها للتعاون، كما باركته الأمم المتحدة.
النقاط بشكل عام تحجب الأسد عن خطوط النيران، وتمنع عنه القصف، يتم تأمين المدنيين، والفصل بين الإرهابيين وبين المعارضة المعتدلة الطرف المعني بالاتفاق، أما المعركة الجوية فتتم بتنسيق أمريكي – روسي، وتستهدف فقط ما صنف ارهابياً بدقة.

فما موقف فصائل المعارضة وناشطيها من هذا الاتفاق وما هي ردود الفعل التي أبدوها؟

رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم كما أمرت” الدكتور زكريا ملاحفجي، أكدّ لـ”جنوبية” أنّه “بالنسبة لما يخص الهدنة والطريق الإنساني هو أمرٌ نرحب به وسبق أن وافقنا عليه والتزمنا به، على عكس نظام الأسد الذي أعلن التزامه سابقاً لكنه فعلياً لم يلتزم بالهدنة أو فتح ممرات إنسانية، أو أي مشاريع انسانية منصوص عليها دولياً بل على العكس تماماً استمر بخرق الهدنة والحصار وهو آمن من العقوبة والضغط الدولي الحقيقي”.
مردفاً “لذلك إعلان نظام الأسد التزامه ليس كافياً كضمانة على اعتبار الهدنة السابقة”.

المعارضة السورية
وتابع ملاحفجي “أمّا البنود الأخرى والتي تتحدث عن استهداف لفتح الشام، في سياق يغفل من خلاله الإتفاق تماماً وبطريقة عجيبة كل التنظيمات والميليشيات الأجنبية الإرهابية التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد، والتي أوغلت بدماء السوريين وارتكبت جرائم فظيعة بحق الشعب السوري بشهادة كل المنظمات الحقوقية الدولية”.

إقرأ أيضاً: المعارضة السورية تطرح خطتها للإنتقال السياسي في لندن: السعودية تدعم وبريطانيا لا بقاء للديكتاتور
واوضحً أنّ “الإتفاق قد تحدث أيضاً عن إعادة تفعيل الهدنة دون أي إشارة لعملية تغيير سياسي حقيقي في سوريا. و نحن مع ما يحفظ أرواح السوريين ويوقف الاجرام والتوحش لكن لا بد أن يكون هذا مرتبط بالعملية السياسية والقرارات الدولية جنيف ١ و القرار ٢٢٥٤، إذ تشهد الإتفاقات السابقة على التزام الفصائل بكل البنود الإنسانية، فيما تشهد عدم التزام نظام الأسد”.
وختم موجهاً رسالة للمجتمع الدولي “نقول للمجتمع الدولي بأنّ هذا الاتفاق يفتقر لأيّ ضغط على طرف نظام الأسد بل لا يشير حتى للتنظيمات الأجنبية التي تقاتل إلى جانبه وتشكل كتلة الإرهاب الحقيقية في سوريا، مع علم الجميع بأنّ نظام الأسد قد موّل ودرب الكثير من التنظيمات الإرهابية المسؤولة عن جرائم فظيعة بحقّ الإنسانية. وعلى ذلك نعتبر هذه البنود غامضة وغير منصفة بحقنا”.

إقرأ أيضاً: بين خلاص سوريا والخلاص من سوريا

من جهته عضو المكتب السياسي لحركة “نور الدين الزنكي” بسام مصطفى رفض التعليق، قائلاً “حالياً ما من موقف فردي سوف نتدارس الاتفاق وسوف يكون للفصائل موقفاً معلناً”.

السابق
عن المغتصبة (بفتح الصاد) وتفاهة السياسي
التالي
قائد في الحرس الثوري: لا يمكن تنظيف جرائم آل سعود.. وسوف ننتقم منهم ونحرق قلوبهم