الممانعة تشيطن «قادسية الجنوب»: اسرائيل تدعم الثوار وتعالجهم في الجولان!

لم ينجح الاتفاق الروسي - الامريكي في إضفاء الصفة الإرهابية على جبهة فتح الشام.. فهل تنجح سياسة التخوين والشيطنة؟

استهدفت غارات حربية اسرائيلية يوم أمس السبت (10 أيلول) مواقع للجيش السوري في ريف القنيطرة، ليستثمر كل من إعلام الممانعة المؤلفة من النظام والروس والميليشيا هذه الغارات، رابطين بينها وبين معركة “قادسية الجنوب” والتي انطلقت للسيطرة على نقاط في القنيطرة قبل ساعات قليلة من الاستهداف.

ولم يتردد كل من النظام السوري والميليشيات والماكينة الإعلامية التابعة لهما من اتهام فصائل المعارضة السورية المشاركة بالمعركة علنيةً بأنّها تتلقى دعماً من العدو.

وفي التفاصيل، فقد أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على مواقع لمدفعية الجيش السوري استهدفت محيط بلدة “حضر” ومدينة “البعث” وذلك بعد سقوط قذيفة في شمال مرتفعات الجولان المحتل، وصرّحت اسرائيل أنّ هذه القذيفة قد تكون عشوائية إلا أنّها اعتبرت النظام السوري هو من يتحمل المسوؤلية.

غارة اسرائيلية تستهدف نقاط لجيش الأسد
غارة اسرائيلية تستهدف نقاط لجيش الأسد

فصرّح الناطق الإعلامي باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر صفحته الرسمية فيسبوك أنّه “ردّاً على انزلاق القذيفة الصاروخية في شمال هضبة الجولان قبل عدة ساعات أغار جيش الدفاع من خلال طائرة سلاح الجو على مدافع تابعة للنظام السوري”.
مضيفاً يعتبر جيش الدفاع النظام السوري مسؤولاً عما يجري داخل أراضيه ولن يحتمل أي محاولة للمس بسيادة دولة اسرائيل وسلامة سكانها”.

من جهة ثانية، نقل كل من التلفزيون السوري و وكالة الأنباء السورية، عن مصادر عسكرية أن القصف الإسرائيلي ليس إلا تغطية ميدانية لجبهة فتح الشام والفصائل التي تحارب معها، وذلك بهدف تسهيل مرور وتنقل عناصر المعارضة داخل الشريط العازل في هضبة الجولان.
فيما أوردت وكالة “سوبتينيك” الروسية، أنّ الجيش الإسرائيلي نقل جرحى المجموعات المسلحة في 7 سيارات اسعاف للمعالجة في أراضيه.

الجدير بالذكر أنّ هذه المرة الثالثة التي يستهدف بها الطيران الاسرائيلي مواقع لقوات النظام السوري خلال أيام قليلة، وأنّ قتيلاً وعدداً من الجرحى قد سقطوا للنظام نتيجة لهذه الغارات سابقاً، إلاّ أنّ غارات يوم أمس لم تسجل اضرار بشرية.

قرأ أيضاً: سوريا: جمع «الأرصدة» والمفاوضات التقنية
مصادر متابعة، تضع التزامن بين إعلان الثوار لانطلاق معركة “قادسية الجنوب” والقصف الاسرائيلي، في إطار التنسيق الروسي مع اسرائيل، لا سيما وأنّ فصائل المعارضة تحفظت على الاتفاق الروسي – الأمريكي لعدة أسباب، أبرزها أنّه لا يعترف بجبهة فتح الشام كفصيل من المعارضة السورية المعتدلة ويصنفها ارهابية، كما لا يكيل لانشقاقها عن القاعدة وزناً، موضحاً أنّها ما زالت بالنسبة إليه “جبهة النصرة”.
هذا الموقف الحاسم من الفصائل، ومعركة قادسية الجنوب، تشكل دوافع تحث الروس والممانعة على شيطنة الجبهة والمعارضة.

إقرأ أيضاً: بين خلاص سوريا والخلاص من سوريا
ويرى البعض في هذه المكيدة محاولة للتعبئة ضد الجبهة، واسقاط الشرعية الشعبية عنها، والمستمدة من المواطنين والثوار على حد سواء.

يبقى أنّ اتهامات العمالة والتخوين، هي الكار الذي يحترفه حلف الممانعة برئاسة أبو علي بوتين، إلا أنّ الثوار اليوم هم أكثر وعياً من السقوط في دوامة تشويه الصورة ونقلها وقراءتها بغير ما هي عليه في الواقع.

السابق
مرافق وئام وهّاب يعترف بتفجير مجدل عنجر: الأدلة لا تقبل الشك
التالي
الاتفاق يخص الأميركيين والروس: يلجم إيران ولا يخص السوريين