دعوة الى تدويل الحج أم خطاب لسحب فتيل الغضب الداخلي؟

رغم ان التسويات تسير، وان ببطء، في المنطقة بين الأميركيين والروس، الا ان الهجومات الكلاميّة المتبادلة بين كل من السعودية وإيران لم تخفت بعد.. بل انها ازدادت حدة، فما هي ابعاد الطرح الايراني على في الدعوة الى ادارة إسلامية للحج؟

في أقوى هجوم له على السعودية، ولمناسبة موسم الحج لهذا العام اصدر الولي الفقيه الإيراني السيد علي خامنئي بيانا دعا فيه “العالم الإسلامي إلى التفكير بحلّ لإدارة السعودية لمناسك الحج”، معتبرا ان “التقصير في هذا الواجب سيعرّض الأمة الإسلامية مستقبلا لمشكلات”، و”لمواجهة السلوك “الظالم” للسعودية حيال الحجاج، على المسلمين أن يفكروا تفكيرا جادا بحلّ لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج”.

يأتي هذا البيان الحاد بمناسبة التصعيد السياسي والاحتقان الطائفي المذهبي الذي جعل من حج هذا العام خاليا من حجّاج ايرانيين على خلفية أحداث حج العام الماضي والتدافع في منى الذي أدى لمصرع 460 ايرانيا خلال اداء المناسك من اصل 2300ضحية من مختلف البلاد العربية والاسلامية.

هذه الخسائر دفعت بالإيرانيين الى الهجوم على السفارة السعودية في طهران، فاسفر ذلك عن توتر في العلاقات بين البلدين الإسلاميين الجارين وقطيعة دبلوماسية تكاد أن تؤدي الى قطيعة مذهبية.

موسم الحج

ومنذ العام الفائت، والعلاقات تزداد توترا على خلفية الموقف من الأحداث في سورية واليمن، اضافة الى الخلافات المذهبية التاريخية بين السنّة الوهابيّة والشيعة الإمامية، المذهبان المهيمنان في السعودية وايران.

ولم يتمكن البلدان الاسلاميان الكبيران من التحاور والتشاور بخصوص نقاط الخلاف بينهما حيث ارتفع منسوب التوتر بشكل كبير، وانتهى الى بيان المرشد الخامنئي الأخير الذي يشكل أقوى تصعيد للخلاف، علما ان دعوة الخامنئي الى التفكير الجاد بحلّ لإدارة الحرمين يُعتبر بالعرف الدوليّ والدبلوماسي انتهاكا كبيرا للسيادة السعودية، وان كانت الكعبة والمقدسات هي ممتلكات تخص جميع المسلمين وهذا يفتح الباب امام المطالبة بادارة مستقلة عن الإدارة الإيرانية للمقامات الشيعية من أتباع الشيعة في العالم مثلا!

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يقاطع الحج.. والسفير السعودي لن يعود إلى لبنان

ومن المعروف انه خلال وجود الامام الراحل الخميني على رأس سلطة ولاية الفقيه، ورغم حصول الكثير من الحوادث والمسيرات والإنتفاضات في ثمانينات القرن الفائت، لم يطالب بإدارة إسلامية عامة لمناسك الحج. وهذه الدعوة تفتح المجال للتفاوض ولمزيد من التناحر بين الدول الاسلامية مما قد يُخسر إيران، لأن ثمة دول إسلامية كبيرة كأندونيسيا وماليزيا وباكستان قد تطرح نفسها لهذه المهمة، وليس من المؤمل إطلاقا الوصول الى إتفاق على إدارة إيران الشيعية لمناسك الحج!

وفي حال فتح الملف- وان كان ذلك مستبعدا بل مستحيلا- قد يصل الأمر الى تدويل القضية مما ينتفي عندها الطابع العبادي لهذه المناسك!

إقرأ أيضاً: إيران تلغي موسم الحج ولكنها ليست المرّة الأولى.. ماذا تعرف عن واقعة 1987؟

فما الذي يدفع المرشد الايراني الشيعي الى رفع منسوب التوتر بدل خفضه؟ والى ما يهدف؟ وهل كان سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا هو السبب؟ ام للخلافات السياسيّة على أرض سورية واليمن والساحة اللبنانية دوره؟ ام انه تسعير لإحتواء غضب عوائل الحجاج الإيرانيين الذين لم يتم التعاطي بملفهم بشكل حاسم وجدّي، مما اضطر ابنة السفيرالإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي الذي قضى في حادث منى، الى التصريح وكشف معلومات حول موت والدها دون ان تقوم بذلك وزارة الخارجية الايرانية؟

السابق
بعد الخذلان الأميركي: السعودية تقترب من روسيا
التالي
الاعلام الروسي ومستنقعات الكذب!