بعد الخذلان الأميركي: السعودية تقترب من روسيا

شهدت أسعار النفط اليوم ارتفاعًا، بنسبة خمسة بالمئة بعد أن وقعت السعودية وروسيا اليوم مذكرة مشتركة حول سوق النفط، تنص على تشكيل لجنة سعودية روسية تتولى تحديد الخطوات المطلوبة لاستقرار السوق، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين.

أعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي الكسندر نوفاك، ان الاتفاق النفطي الذي وقع بينهما ينص على العمل على استقرار السوق ولا ينص على تجميد إنتاج النفط.

يأتي هذا الاتفاق في ظل ما يحكى عن انعطافة حادة في السياسة السعودية الخارجية التي بدأت تشعر بتخلي حليفها الاميركي الاستراتيجي عنها، فقد سحبت أميركا خبراءها من الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن مما جعل السعودية في مواجهة مع التهديدات الأمنية والعسكرية لوحدها.والغريب في ذلك هو موقف أميركا البارد تجاه ما يحصل خصوصاً وأن الحوثيين بدأوا يستهدفون العمق السعودي بالصواريخ البالستية المستوردة من ايران لصالحهم.

وبظرف أقل من أسبوعين قام الحوثيون في اليمن بتوجيه عدة صواريخ باليستية على مراكز حيوية في السعودية، وبتاريخ 19 آب الماضي أطلق الحوثيون عدة صواريخ باليستية على معسكر للجيش السعودي في نجران، واستهدفوا أيضاً مطار «أبها» الدولي بما يقارب الـ16 عشر صاروخا. بالمقابل قصفت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية معاقل الحوثي بالقرب من حدودها.

روسيا والسعودية
رفضت إيران الإتهامات الأميركية بمنحها جماعة الحوثي لصواريخ باليستية بعيدة المدى، واكتفت أميركا بالقول على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن إيران تسعى إلى تقويض إستقرار الخليج عبر دفع الحوثيين إلى تكثيف اطلاقهم للصواريخ الطويلة المدى باتجاه العمق السعودي.

وبكل الأحوال فإن إمتلاك الحوثيين لصواريخ باليستية، لا شك في انه يدخل على خطّ التصعيد المتفاقم في المواجهة المفتوحة بين ايران والسعودية على كافة خطوط الصراع بين البلدين خصوصاً على الساحتين اليمنية والسورية. ورغم إنكار ايران إعطاء الحوثيين صواريخا متوسطة المدى، إلا ان اسماء الصواريخ الإيرانية ظهرت، كصاروخ “زلزال2” الذي يبلغ مداه 220 كلم والذي كان حزب الله قد استخدمه في معركته ضد إسرائيل عام 2006.

إقرأ أيضاً: ما العلاقة بين ملف النفط وحزب الله؟

اليوم قال المرشد علي الخامنئي أن “حكام السعودية ورطوا العالم الإسلامي بحروب داخلية وقتل للأبرياء عبر تأسيسهم ودعمهم للجماعات المتطرفة”.

ولكن يبدو أن أميركا تنتظر مؤشرات لبناء «ثقة» مع إيران، ورغم إخلال إيران بوعودها للرئس الاميركي أوباما، إلا ان الاخير يجد في إيران دولة يعول عليها مستقبلياً في حماية إستقرار المنطقة. خصوصا مع نجاح تجربة الشراكة في عراق ما بعد صدام حسين.

ومع ان السعودية حليف أميركا الإستراتيجي، فان الأخيرة لم تبد غير القلق والحذر والتحذيرات الخالية من أيّة جدوى حيال ما يجري على ارض الواقع بعد تنفيذ إيران لتهديداتها ضد للسعودية، والمساس بأمنها مباشرة من خلال اطلاق الصواريخ الباليستية التي يوجهها الحوثيون لعمق أراضيها ، والتي استهدفت منشآت أرامكو في نجران الاسبوع الماضي.

إقرأ أيضاً: إتفاق بين السعودية وروسيا… حول النفط فقط!

اليوم، وفي خضم الصراع القائم في العراق واليمن وسوريا، وبعد ثبوت الخذلان الاميركي، فإن السعودية بدأت بعد خمس سنوات من الحرب السورية بعقد تفاهمات جديدة مع الدول المؤثرة خارج المحور الأميركي، ولا شك ان روسيا التي قالت أمس ان لا حلّ للأزمة السورية دون السعودية، بعد توقيع البلدين للاتفاق النفطي الانف الذكر ، سجّلت بدورها خطوة تمهّد لبناء علاقات جديدة مع الرياض.

السابق
الكلمة الآن لـ.. القضاء في جويا
التالي
دعوة الى تدويل الحج أم خطاب لسحب فتيل الغضب الداخلي؟