دوللي غانم لـ«جنوبية»: لا أعرف… ومني صليبا تؤكد: الصحافة كما «الخمر»!

بعد 31 عاماً من العطاء، والخبرة المتراكمة، قررت المؤسسة اللبنانية للإرسال فصل الإعلامية دوللي غانم..

مع شروق شمس الـ lbci الـ31، غربت شمس الإعلام المخضرم بها، لتقصي إدارة المحطة عن شاشتها وجوها تاريخية، وهي كانت قد أقصت قبل أعوام آخرين ممن راكموا خبرات توازي عمر القناة.
أكثر من 30 عاماً، أيّ منذ “الشروق”، والإعلامية دوللي غانم، مرتبط اسمها بالـlbci، التي كانت نشرتها المسائية لأعوام طوال ساحة أبطالها من الكبار، وهم مي شدياق ودوللي غانم وجورج غانم (مع حفظ الألقاب) وغيرهم، يوم كان المشاهد اللبناني يتلقى إعلاماً ناضجاً لا إعلاماً مثيراً.
فالاعلام المرأي اللبناني حاليا شهد في السنوات الأخيرة تحوّلا نحو الاثارة والاغراء في جميع نواحيه لم تسلم منه نشرات الاخبار ولا حتى النشرات الجوية، فباتت سياستها هي “البوتوكس”، ولم يعد للمهنية المجردة أي معيار، ونحن نتساءل هل يدخل من هذا الباب قرارات المؤسسة اللبنانية للإرسال بفصل ذوي وذوات الخبرة لصالح الجميلات؟
الإعلامية دوللي غانم وفي اتصال مع “جنوبية”، للتوقف عند أسباب القرار الصادر بفصلها، علقت بالقول “لا أعرف ما الأسباب، ولا جديد لدي اضيفه عمّا صرحته سابقاً”.
وكانت غانم قد أوضحت في تعليق سابق لها أنّ “لكل مصلحته، وما قامت به المؤسسة اللبنانية للإرسال هو من أجل مصلحتها”، كما أكدت “لقد قدمت خلال مسيرتي كل ما تطلبه المهنة من احتراف ومهنية وجدية”.
وأما عن تبدل المعايير الإعلامية، لتحتل الصورة الأولوية على الخبرة والمهنية، فقد رفضت غانم التعليق في الوقت الراهن قائلة “لست بوارد التقييم حالياً، ربما في مرحلة لاحقة أتحدث بهذا الأمر”.

دوللي غانم

من جهتها الإعلامية في قناة الـmtv منى صليبا والتي كانت قد علقت على قرار فصل دوللي بتغريدة تويترية ليل أمس الجمعة (3 آب 2016) وتضمنت “الزميلة الصديقة دوللي غانم خارج ال أل بي سي آي.
سوف تفتقدك الشاشة دوللي، وتفتقد الرصانة والهضامة والعفوية والرقي”.
أكدّت لـ”جنوبية” أنّ “المخضرمين مثل دوللي وجورج غانم وأمثالهم هم مدرسة، ولكن لا بد من الإشارة أنّ الظاهرة المتمثلة بصرف المخضرمين من الإعلام لصالح الجميلات بدأت تظهر أيضاً في الدول الغربية، وفي الـCNN على سبيل المثال إذ تمّ صرف أكثر من إعلامي واسع الخبرة لأخطاء بسيطة، ولكن في الدول العربية هذه الموجة أكثر رواجاً إذ تحوّلت في ترند”.
ولفتت صليبا موضحة “لا يمنع هذا أنّ غانم حينما كان في بدايتها كانت إعلامية جميلة ولم تكن مخضرمة كما هي الآن، فسنوات الخبرة العديدة هي التي منحتها الثقل على الساحة الإعلامية، ولكن ما يجدر تمييزه أنّ الإعلام في ذلك الوقت كان يتميز بالرصانة، وكان هناك حرمة للبرامج الحوارية إذ لا أحد يتجرأ على خوض تجربتها إلا من يهابها ويمنحها حقها”.
وأضافت “دوللي في بدايتها كانت تخطئ ولكن بعفوية وكانت تتخطى الخطأ بابتسامة وتتابع ممّا جعلها مقرّبة من المشاهدين والأهم أنّ الأخطاء التي كانت ترتكبها دوللي لم تكن تعكس قلة ثقافة أو أميّة، فيما الأخطاء التي يرتكبها البعض في وقتنا الراهن تظهر كم هم أغبياء ولا أهلية لهم لهذا الموقع”.
وأكدت صليبا أنّ “الصحافة ليست مجرد شكل أو قراءة صحيحة، هي هوية، والواضح هناك ترند ولكن هؤلاء في نهاية المطاف لا ينبهر بهم الناس كصحافيين”.
وأشارت موضحة أنّ “ليس كل المتواجدين على الساحة الإعلامية يتقنون فن الحوار، إذ أنّ البعض يقدم مجرد صفحات وكأنه قرأ مقال ويترجمه، فيما الحوار يحتاج لثقافة سياسية ولحضور ذهني وللباقة، ولأن يكون الإعلامي في بعض الأحيان مستمعا أكثر منه محاورا”.
ولفتت ان “هناك كوارث بالحوارات السياسية وأنا أغار على المهنة وأتمنى لو تكون المنافسة بين إعلاميين مهنيين”.
منى صليبا
وتابعت صليبا لافتةً أنّ “هناك عدد من الكفاءات الإعلامية محجوبة عن الشاشات، لأن الأولوية للمعايير الشكلية بجزء كبير، في المقابل هناك العديد من الأسماء التي دخلت هذا المجال، الإعلام ليس مكانهم لأنّهم بالمضمون لا يستطيعون الإقناع وهم أنفسهم غير مقتنعين بمهنيتهم”.

إقرأ أيضاً: منى صليبا وديما صادق.. ودّعتا بحزن دوللي غانم
وفيما يتعلق بدور المشاهد في هذه الموجة، شددت أنّ “المشاهد كما اللبناني متلقي سلبي، فاللبناني لا يعترض لا على السياسة ولا على النفايات ولا على الفساد، والمشاهد في لبنان أيضاً تأثر بالترند، وهذا يضعني أمام اشكالية وهي هل المشاهد المتلقي يقبل بكل ما تقدمه الشاشات أم يتمرد ويجبر الوسائل الإعلامية أن تلجأ للتغيير”؟
مردفة “حينما بدأ ترند الجميلات رغم أنّ البعض منهن مثقفات ولكن بنسبة قليلة، تلقى المشاهد هذه النزعة بإعجاب ممّا شجع المحطات على المضي بهذا الخط، مع أنّ القضية الحقيقية ليست بالجمال نفسه وإنّما بغياب المهنية، إذ يمكن للإعلامية أن تكون جميلة ومثقفة ومهنية”.

إقرأ أيضاً: نورهان التي انتحرت.. لم ترقد بسلام في الإعلام

وبينت صليبا أنّ “من يفضح هوية الإعلامي المهنية بالدرجة الأولى هو الميدان (الأرض)، حيث المجهود شخصي وما من أحد يكتب له ما يقول، وعليه أن يجتهد فيسأل ويتصل ويجمع المعلومات ويقف ليقدم المادة”. مؤكدة “في هذا المجال ان هناك كوارثا حقيقية، وبعض الإعلاميين يرتكبون مجازر باللغة العربية وبمضمون الرسالة”.

وختمت صليبا حوارها، بالقول أنّ “أمثال دوللي غانم هم مثل (الخمر) الذي كلما قدم زادت قيمته، وأتفهم ربما ان القيمين على القناة يريدون وجوهاً شابة جديدة، ولكن هذا لا ينفي أنّ بالكواليس هناك مطبخ يحتاج لهذه الخبرات ويجب الاستفادة منها في مواقع أخرى من المؤسسة لا صرفها وشكرها فحسب”.

السابق
صحيفة الـ«غارديان»: الصين أهانت أوباما بشكل متعمد
التالي
ريفي يطالب رسمياً بطرد السفير السوري وحل الحزب العربي الديموقراطي