المستقبل في أنقرة: سوريا أولوية الحوار التركي الإيراني

تركيا ايران

مضى أكثر من شهر على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. لم يأخذ الرئيس رجب طيب أردوغان وقتاً طويلاً ليعيد العافية إلى حكمه ويستعيد المبادرة. رتب بيته الداخلي سريعاً بقبضة حديدية وسرعة حركة عطلّت أي ردة فعل معاكسة للانقلابيين، وانطلق في مفاوضات بأكثر من اتجاه. زار موسكو على رأس وفد في مرحلة لها بُعدها في تاريخ الشرق الأوسط، وتبعه فور عودته إلى انقرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. تطورات متسارعة بما يكفي لينتقل على اثرها إلى أنقرة وفد من تيار المستقبل برئاسة أمينه العام أحمد الحريري يرافقه النائب جمال الجراح ومنسق الإعلام عبدالسلام موسى ومنسق التيار في تركيا رامي محفوظ، للاطلاع على جديد المنطقة.

اقرأ أيضاً: موفد أميركي إلى سورية لا يتكلم إلا الروسية

حمل وفد المستقبل إلى العاصمة التركية هواجسه وتساؤلاته حول ملفات المنطقة وجديدها على وقع فشل الإنقلاب والمحادثات التركية الروسية الإيرانية. لكن يبدو أن الداخل إلى أنقرة مثقل بالهواجس وليس كالخارج منها. ففي حديث إلى “المدن”، قال النائب الجراح إن أهم ما سمعه الوفد من المسؤولين الأتراك هو إصرارهم على أن لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا المستقبل، وبأن تركيا قد توافق في مفاوضاتها مع الروس والإيرانيين على امكانية أن يكون الأسد “طرفاً” في مرحلة انتقالية قصيرة، لكن لا يمكن لهذا النظام، برأي القيادة التركية، البقاء في السلطة بعد ارتكابه المجازر والمذابح واستخدامه الأسلحة المحرمة دولياً. يعزز هذا التوجه، الاتفاق الإقتصادي والغاز الذي كان أولوية المتحاورين في موسكو، باعتبار أن هذه المصالح المشتركة، تنعكس ايجاباً على بقية ملفات المنطقة.

تفاؤل وفد المستقبل تضاعف بعدما لمس قراراً تركيا بالتحاور مع طهران لحل ملفات المنطقة. ووفق الوفد، فإن أنقرة لديها ثقة بأن حل أزمات المنطقة يجب أن يولد في المنطقة، عبر حوار مع طهران، بعيداً من المجتمع الدولي والولايات المتحدة اللذين أججا الصراع ولم يسعيا يوماً لحله. وفي رأي الجراح، فإن الملف اللبناني جزء من ملفات المنطقة الشائكة، وهو قد يكون على الطاولة التركية الإيرانية، لكن في مراحل متقدمة، ﻷن أولوية المتحاورين اليوم هي للملف السوري.

مسيرة لحماس احتفالا بنجاح الانقلاب

خرج وفد تيار المستقبل من زيارته التركية بانطباعات عدة: تركيا ما بعد الإنقلاب أقوى مما كانت عليه قبله، وهي قادرة اليوم على التحرك بأريحية أكثر في المنطقة. فالحوارات والتسويات تكون أثبت حين تنطلق من موقع قوة. وإنطلاقًا مما تقدم فالحوار التركي الإيراني قد ينتج تفاهمات تحل أزمات المنطقة.

هكذ، أنهى وفد المستقبل زيارة تركية استمرت ليومين، التقى خلالها كبار المسؤولين الأتراك، وهدفت أولا إلى تهنئة القيادة التركية بفشل الإنقلاب وبانتصار الديمقراطية والحريات وحزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة بانتخابات شعبية شفافة. وبرأي الوفد، فإن هذه الزيارة تأتي في سياقها الطبيعي نتيجة العلاقات المميزة بين تيار المستقبل وحزب العدالة والتنمية منذ ما يزيد عن 5 سنوات.

وفي ختام الزيارة وجه تيار المستقبل دعوة لحزب العدالة والتنمية لحضور مؤتمر التيار العام في تشرين الاول المقبل.

(المدن)

السابق
النيابة العامة تنتصر لقضية منال عاصي
التالي
جنبلاط: النظام السوري وحلفاؤه مسؤولون عن التقسيم والأتراك والعرب ينفذون أجندتهم