مستشفى شبعا الى الحرية قريبا…

سقطت الاقنعة وكشف المستور... وبقيت تفاصيل هل يستحق مستشفى شبعا المحاصصة ؟

كل شيء يتم التحاصص عليه في لبنان والعرقوب ليس منطقة من أدغال الامازون انما تم تركيبه ضمن تركيبة نظام حزب الله بعد خروج الاحتلال السوري الرسمي من لبنان.

اقرأ أيضاً: فقط في لبنان…يمنع تشغيل مستشفى مجهزا بتجهيزات حديثة!‏

ومنذ سنة 2000 تحديدا وحزب الله يحاول جاهدا تطويع العرقوب وتركيعه او ترويضه بقيادة مسؤولي حزب الله في منطقة مرجعيون وحاصبي.

هذا العرقوب المتهم اصلا من حزب الله انه تم تحييده من القصف الاسرائيلي في حرب تموز.

هذا العرقوب الذي يشكل وصمة العار الابدية في جبين حزب الله ونظامه، كيف لا وارضه ومزارعه وتلاله وحدها الباقية تحت سنابك خيل الاعداء الصهاين.

هذا العرقوب هو مفتاح بقاء سلاح حزب الله شرعيا بوجود شبه دولة وشبه نظام مؤسسات وقانون في لبنان.

هذا العرقوب ان تحررت ارضه فلا داعي لوجود سلاح حزب الله المقاوم.

البداية كانت بانتخاب النائب السني في المنطقة بقرار سوري تحديدا عام 2000، ليتحول لاحقا الى قرار من حزب الله وحركة امل وحظي بهذه المكرمة السورية الاسدية ابن حزب البعث سابقا والناطق السني باسم حزب الله وحركة امل لاحقا في منطقة مرجعيون حاصبيا طبيب الاسنان قاسم هاشم.

لتبدأ بعدها مرحلة تطويع كل المناصب الرسمية السنية في القضاء لاحتوائها، حتى لو كان التفاهم على بعضها مع تيار المستقبل العاجز عن فصل القضاء عن زميله الاخر قضاء مرجعيون ذي الاغلبية الشيعية الكاسحة تصويتا وانتخابا.

وجاءت مكرمة الشيخ زايد بن خليفة رئيس دولة الامارات وولي عهده، ببناء احدث مستشفى في لبنان وفق ارقى المعايير الدولية في شبعا طبعا لاهداف خيرية وانسانية بحتة لا شك مطلقا فيها.

ولكن هذه المكرمة يجب ان يستفيد منها اصحاب المحاصصة وتقاسم المغانم على مستوى لبنان عامة وقضاء حاصبيا والعرقوب خاصة، ومن الطبيعي ان ترفض دولة الامارات العربية هذا المنطق فهي قامت بهذا المشروع الخيري الصحي بعيدا عن السياسة. وتم تجميد العمل بالمستشفى وتاجيل افتتاحه سنة اثر اخرى بمليون حجة وحجة، ولكن الحقيقة الوحيدة هي ان حزب الله ولمليون اعتبار سياسي اخر يفضل عدم فتح المستشفى. فهذا المشروع ليس ايرانيا، وعند افتتاحه لن يصفق له “جمهور المقاومة”.

هل كان يعلم هذه الحقيقة نائب المنطقة وكل مسؤوليها في البلديات والمخترة والاوقاف والافتا؟

نعم ولكن لم يتجرا اي احد منهم رفع الصوت بوجه حزب الله للقول له كفاك تعنتا وصلف، الى ان بدات مساعي وزير الصحة وائل ابو فاعور بتفعيل الوضع الصحي العام في لبنان وكانت مستشفى شبعا على جدول اعماله، وغاياته ليست غاية حزبية او سياسية.

فهو عمل بصدق واخلاص في هذه القضية ولكنه ايضا اصطدم بحزب الله، واتت قصة الشاب الشهيد شاكر جمال ماضي ورفيقه عمر عاطف صعبل تحرك الناس عفويا. فلأول مرة يشهد العرقوب انتفاضة كان لدم شاكر شعلتها المباركة فدخلت مستشفى شبعا في حوار حزب الله وتيار المستقبل الاسبوعي في عين التين، واستدرك الجميع حجم الغضب الشعبي الذي عمّ لبنان باسره وليس منطقة العرقوب وحدها وبدات الاتصالات والتحركات وسلسلة نشاطات صحفية واعلامية.

وائل أبو فاعور

وكما قلت الحقيقة عن دور الوزير ابو فاعور مشكورا، فهناك دور خاص طيب وجدير بالشكر والامتنان ترفع له القبعة، لكل من قائد الجيش ومدير عام الامن العام، اللذين ذلّلا كل الصعاب والعقبات سياسيا وامنيا لتسهيل فتح المستشفى أخيراً، الى ان وبعد طول انتظار ورفع الفيتو من حزب الله… ولكن الى حين!

بدوره، تولى السفير الاماراتي في لبنان الشامسي مواكبة جميع الاتصالات، وأحياناً بعيداً من الأضواء، لأنه يرغب في تحييد كبرى المؤسسات الصحية والإنسانية في الجنوب عن التجاذبات السياسية، لأن لا طائفة للخدمات الصحية التي يقدمها، وبالتالي تشمل جميع الذين هم في حاجة الى العلاج.

وقال الشامسي في مؤتمر صحفي أن هناك لجنة عليا هو أحد أعضائها، إضافة لوزير الصحة، ومدير مؤسسة خليفة بن زايد محمد الخوري للإشراف على إدارة المستشفى بالتنسيق مع جمعية المقاصد. إضافة الى وجود إدارة مشغّلة له، ومجلس إدارة يعيّنه مجلس الوزراء بناء لاقتراح وزير الصحة.

اقرأ أيضاً: العرقوب (4): لا مستشفيات ولا جامعات ولا فرص عمل

وإلى أن يصار إلى تعيين مجلس إدارة للمستشفى، ستقوم هيئة انتقالية بالإشراف على تشغيله، بالتعاون مع اللجنة العليا.

 

السابق
سماع أصوات قذائف ناتجة عن تدريبات للجيش شرقي بعلبك
التالي
حمى الأنترنت تتفاعل في العالم