حمى الإرهاب تجتاح أوروبا… أين «داعش» منه؟

تفجير بروكسيل
من فرنسا التي باتت تعيش تحت «حالة طوارئ» منذ أشهر إلى بلجيكا وصولا إلى ميونخ في ألمانيا، ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة الهجمات الارهابية على الاراضي الاوروبية فأصبح المشهد نفسه يتكرر وأصابع الإتهامات جاهزة وموجهة فورا إلى العرب والمسلمين لتتزامن هذه الهجمات مع فتح أوروبا حدودها للاجئين السوريين.

ويرى المراقبون أن هذه العمليات تقف ورائها داعش عن قصد وتخطيط سابق تصور وتصميم وذلك ليسود خطاب اليمين المتطرف بهدف تسهيل الأمور على داعش لاستقطاب المقاتلين في الشرق الأوسط لصفوفها وتشكيل بيئة حاضنة لها وجذب الشباب المسلم إلى التطرف، لذا فهذه الاعتداءات التي باتت تضرب قلب أوروبا وألمانيا تحديدا التي أخذت موقفا ايجابيا من اللاجئين مع بدء الأحداث السورية، هو دليل أن المطلوب أن يصبح الرأي العام في المانيا متجها نحو اليمين المتطرف ومعادي لاستقبال اللاجئين.

اقرأ أيضاً: هل جريمة ألمانيا فردية…ماذا يقول عرب ألمانيا؟

من وجهة نظر أخرى، هناك من يعتقد أن هذه الحوادث الأمنية طبيعية كانت ولا تزال موجودة في أوروبا وفي العالم الغربي إلا أن في الوقت الحاضر تتقصد الحكومات والاعلام الغربي تسليط الضوء على هذه الحوادث والعمليات الأمنية خصوصا عند معرفة أن منفذ الاعتداء من أصول عربية من قبل الرافضين لوجود اللاجئين في أوروبا.

منسق التحالف المدني الإسلامي في لبنان الدكتور أحمد الأيوبي رأى أن هناك ثلاث مسارات للعمليات الإرهابية المتتالية فياحمد الايوبي الغرب، المسار الأول يتمثل في إعلان داعش مسؤوليتها عن بعض الإعتداءات الإرهابية كباريس وغيرها بشكل واضح وصريح. وهذا المسار يأتي في إطار صراع الحضارات وفي ذلك يتلاقى اليمين المتطرف مع داعش من خلال التماهي بالأهداف بين الخصوم دون تحالف أو تخطيط عبر تغذية التطرف وصراع حضارات وعليه تبني داعش شعبيتها”.

وتابع المسار الثاني يتمثل “بالإختراق الأمني الذي تقوم بعض أجهزة المخابرات لخدمة التنظيمات الجهادية، والاختراق أمر سائد وواقعي نظرا لحاجة هذه التنظيمات مواد بشرية ولوجستية”. لافتا إلى أن “الإنتماء للجماعات الاسلامية يحتاج ما يقارب الخمس والست سنوات من الاختبارات الإجتماعية وغيرها ليصبح الشخص المنتسب عضوا في الجماعة، أما داعش فمجرد إعلان الفرد بيعته لها يصبح أحد أفرادها. وهذه الاختراقات الأمنية لخدمة الاستخبارات العالمية التي تعمل وفق سياسة فتح السواقي”.

أما المسار الثالث فقال الأيوبي إنه “يتمثل بهجوم ميونخ الهجين الذي نفذه الماني إيراني الأصل وهذا المسار يشمل الناس التي تتأثر بالجو السائد دون انتمائها لجماعات معينة وهذه الجماعات لا يمكن المرور عليها دون دراسة خلفيتها”. ولم يستبعد أن يقوم مؤيدو بشار الأسد بتنفيذ عمليات إرهابية لتشويه الثورة السورية.

وحول ما إذا كان التسليط على الأعمال الارهابية مؤخرا مقصود ضد الإسلام لصالح تغذية اليمين المتطرف في وقت قد تكون حوادث فردية عابرة كانت تحصل قبل موجة اللجوء علّق الأيوبي “لا شك أن الأحداث الإرهابية السابقة لم تكن بهذا الحجم من الانتظام والإتساع”.

إلى ذلك وصف الأيوبي داعش بأنها ” تهدف إلى كسب شرعيتها وشعبيتها من الوسط الإسلامي تحت شعار أنها تقود الحرب على المجتمع الغربي “الصليبي الكافر” بنظرهم. وأضاف ” مرحلة نشوء داعش والخلافة صاحبة الشرعية الإسلامية ووما صحبها من صراع الأديان والحضارات وكله اشتد تحت شعار المظلومية والعداء للغرب في إطار إثارة عواطف الإسلاميين انهم قادرون على ضرب الغرب في عقر دارهم، وهذا ما يشكل إفادة لداعش نظرا لردود فعل الغرب ضد المسلمين مما يزيدهم دافعا للثأر”.

تفجيري لبنان فرنسا

كما توقع الأيوبي أن “نشهد المزيد من الهجمات الإرهابية في الغرب لأن سياسة التصدي لهذه الظواهر خاطئة كسياسة أميركا مع ايران والارتكابات الايرانية في العراق وسوريا. فطالما السياسة الغربية بهذا الشكل نحن أمام معركة مفتوحة”.

وخلص الأيوبي إلى أنه “حتى لو تمّ القضاء على داعش سيظهر تنظيمات إرهابية أخرى لأن السبب الأساسي لم يعالج بطريقة صحيحة”.

الكاتب السياسي الدكتور محمد علي مقلّد رأى أن “لا داعش ولا حتى الحكومات الأوروبية وراء هذه الاعتداءات الإرهابية”. ولفتمحمد علي مقلد إلى أن “وجود حالة “فوران” للإرهاب في العالم أدّى إلى وقوع الهجمات والاعتدءات بشكل فردي لأن أثار الثورة السورية انعكست على المناخ العام في اوروبا”.

وأشار إلى أن “اليمين المتطرف ليس فكرا جديدا بل هو موجود لكنه الآن يستفيد من هذه الأجواء ففي فرنسا زادت وتيرتها منذ خمس سنوات وفي المانيا بتنا نشاهد الصليب المعكوف الهتلري وذلك لأن السمة العامة للارهاب أصبحت في هذا العصر يرتبط ارتباطا وثيقا بالإسلام”.

كذلك إستبعد مقلد أن يكون لداعش تنظيم عالمي بهذا الحجم، بل هو يستفيد من الموتورين في اوروبا، ورأى أن “هذه الظاهرة مرتبطة بمشاكل إقتصادية واجتماعية تعم العالم وهي موجودة في البلدان الإسلامية كون أسسها بعيدة عن أسس دولة القانون بمعناها الحقيقي”.

اقرأ أيضاً: قصة المذبوح في حلب لن تغفرها فبركات القاتل …و«جنوبية» توضح وتعتذر‏

وفي سؤلنا حول ما إذا كان الحل للقضاء على ظاهرة الإرهاب إن كان بالإصلاح الديني أو السياسي أجاب مقلد ان ” الحل سياسي قوامه دولة القانون “. وخلص إلى أن التخوف من انتشار ظاهرة الارهاب والاعتداءات وتوقع حدوث حرب عالمية ثالثة طرفاها الاسلام وباقي العالم المتحضر، هي مبالغات إما لتخويف من هذه الظاهرة إما لدعوة المسلمين إلى الأنتباه”.

 

السابق
بالصورة: سقوط عنصر لحزب الله في الزبداني
التالي
بالفيديو.. تمام سلام في القمة العربية: يجب إقامة مناطق للنازحين داخل سوريا