هل «القاع» كانت ممراً ام هدفاً لتفجير الارهابيين؟

القاع
عاد مسلسل التفجيرات الانتحارية الى لبنان ليضرب فجر اليوم بلدة القاع البقاعية على الحدود اللبنانية – السورية ، ما أدى إلى وقوع 6 شهداء و15 جريحًا. فهل كانت بلدة "القاع" هدف الانتحاريين؟ أو أنها كانت ممر الهم لتنفيذ جريمنهم في العمق اللبناني؟

قبل بزوغ الشمس، استيقظ أهالي بلدة القاع على صوت دوي تفجيرات متتالية أسفرت عن سقوط ستة شهداء وخمسة عشر جريحا.

اقرأ أيضاً: تفاصيل التفجيرات الاربعة التي وقعت فجر اليوم في القاع

هذا العدد كان مرشحا للازدياد لولا أن الصدفة شاءت أن تكشف مجموعة من الارهابيين كانت تهم بالقيام بعميلة ارهابية في المنطقة أو في جوراها وكانت تخطط للتسلل إلى العمق اللبناني والتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية تودي بحياة الكثيرين من الأبرياء إلا أن الصدفة دفعت بالقاع أن تدفع الثمن وان تفدي بنفسها الوطن كله.
هذه القرية المسيحية حماها التنوع الطائفي، فقد كانت عائلة المواطن طلال مقلد حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم تتناول طعام السحور وتتحضر للصيام، فشعر احد افرادها بحركة غريبة في المحيط، فخرج احد الابناء لاستكشاف الأمر، حيث وجد شخص غريب في حديقة منزله، وعندما سأله عن هويته عرّف عن نفسه أنه من مخابرات الجيش. إلا أن مقلّد لم يصدقه سيما أن لهجته كانت غريبة وبعد سجال قام أحد افراد العائلة بإشهار السلاح واطلاق النار في الهواء والطلب منه التوقف، فأقدم على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه، وذلك أمام منزل آل مقلد الذي يبتعد أمتاراً عن نقطة الجمارك اللبنانية و50 متراً عن كنيسة مار الياس. وعلى الفور هرع الاهالي إلى المكان، وعندها فجر الانتحاري نفسه بين الجموع موقعا إصابات وتوالت بعدها التفجيرات .
فهل كانت بلدة “القاع” هدف الانتحاريين؟ أو أنها كانت ممرا لهؤلاء الارهابيين لتنفيذ جريمتهم في العمق اللبناني؟
مصدر أمني أكّد لـ”جنوبية” أن ” بلدة القاع لم تكن الهدف الفعلي للانتحارييين الاربعة، وهناك عدة سيناريوهات الأول يفيد، عن احتمالٍ استهداف حافلتين تقلان عسكريين في الجيش في هذا التوقيت، والاحتمال الثاني أن يكون الهدف إحد مراكز الجيش في المنطقة وجوارها، أما الثالث أن البلدة كانت محطة للانتحاريين للانتقال إلى منطقة أخرى في الداخل”.

القاع

وعن نجاح محاولة التسلل، أشار المصدر الأمني أن ” الأمن المستتب في الداخل اللبناني وأن الأجهزة الأمنية بكامل جهوزيتها لكن رغم كل التشديدات الأمنية إلا أن الخروقات الامنية واردة في أي لحظة”.

بدوره اكّد مسشتار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن “الصدفة شاءت أن تدفع بلدة القاع الثمنوهبي قاطيشا عوضا عن مجازر أخرى كانت ممكن أن تقع في مكان آخر في الداخل اللبناني”.

وأضاف “المكان وتوقيت العمل الارهابي يرجحان فرضية أن الانتحاريين اكتُشِف أمرهم فجأة فقاموا بتفجير أنفسهم خصوصا أن التفجيرات وقعت الرابعة فجرا وهو لا يعد وقت الذروة بالنسبة لتجمع الناس”.

مشيرا أن “الواضح أنها كانت عملية تسلل لأحد المناطق اللبنانية فلو ان الهدف فعلا بلدة القاع (ذات الاغلبية المسيحية) لكان الارهابيين تقصدوا التفجير أمس (الأحد) في الكنيسة”.

كذلك لفت قاطيشا أن مسلسل التفجيرات لم يتوقف لكن القوى الأمنية في الفترة الأخيرة اكتشفت العديد من الخلايا النائمة قبل أن تنفذ مخططاتها “. وتابع “لا نستطيع القول أن العمل الارهابي اليوم هو بداية أو نهاية للسناريوهات الارهابية”.

وخلص قاطيشا بالإشارة إلى “ضرورة التفات الدولة اللبنانية وتنظيم مخيمات النازحين السوريين المنتشرة عشوائيا والتي تمثل ملجئا لهؤلاء الرهابيين”.

وأضاف “الخلاف السياسي يغذي هذه العمليات الإرهابية بشكل أو بآخر”.

أما النائب عن كتلة الحزب القومي السوري مروان فارس فقد دان التفجيرات الارهابية التي استهدفت منطقة القاع، وقال لـ “جنوبية” “يبدو أن ذراع الارهاب تمتد وأصبحت تطال كافة المناطق اللبنانية وفي العالم العربي فكما طالت منطقة برج البراجنةمروان فارس اليوم استهدفت قرية مسيحية”. وأضاف “لا فرق بين االمسيحيين والاسلام بالنسبة للارهاب لذا علينا أن نبقى صامدين في وجه القوى الاجرامية والارهابية”.

اقرأ أيضاً: من يحمي لبنان يا سيد حسن؟

وفي بيان لها، أوضحت قيادة الجيش تفاصيل العملية الانتحارية الرباعية في بيان لها، جاء فيه: “عند الساعة 4:20 من فجر اليوم، أقدم أحد الإرهابيين داخل بلدة القاع على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور، ما أدّى إلى استشهاد عددٍ من المواطنين، وجرح عدد آخر بينهم أربعة عسكريين، كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل”. وفرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول المحلة المستهدفة وباشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثاً عن مشبوهين، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث.

السابق
من ذاكرة الحرب: إنّه رصاص العدو.. من سيكون الشهيد الأوّل بيننا!
التالي
لا أنزع قيداً مذهبياً لأضع آخر