حان الوقت لإقفال طريق حلب أمام الشباب اللبناني؟!…

سأقول اليوم ما أقوله دائما بالعلن وما يقوله بعض ذوي الشهداء والناس بالهمس، أنا إبن عائلة ترعرعت وتربت على نهج المقاومة نهج موسى الصدر قاومنا الاحتلال الاسرائيلي ووقفنا ضد الظلم في كل المراحل ومستعدون لمقاومة أي اعتداء على وطننا، أنا شخص متعصب للبنانيتي وأحب عروبتي الأصيلة، مع سوريا في مواجهة أي تطرف تحت أي مسمى كان، عندما انتقد او اعارض حزب ما أو تيار ما او دولة فأنتقدهم كنهج أراه غير مناسب وفيه ظلم وليس كأفراد او أشخاص هم غالبا ما يكونوا وقودا لمشاريع كبرى…

يقال أن اللبنانيين المنتسبين لحزب الله الذين يقاتلون في سوريا تجاوز عددهم 10.000 مقاتل تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما, ينتشرون على معظم الأراضي السورية ساهموا بخبراتهم القتالية ووفاء حسهم اللبناني الى صمود “النظام” في سوريا وعدم سقوط الدولة بيد المتطرفين والمتشددين، هؤلاء يقاتلون تحت مسمى محور المقاومة والممانعة التي كانت تقوده ايران قبل دخول روسيا حليفة اسرائيل الحرب لتتولى دفة القيادة وادارة معركة مشاريعها من قاعدة حميميم الآمنة…
منذ دخول الحزب سوريا سقط حوالي 2500 شاب لبناني منتسبين له وتعرض الآلاف لإعاقات جسدية دائمة وتم أسر البعض والمعركة لا تزال طويلة جدا فحتى نهايتها التي ستكون سياسية والتي لم يخرج منها احد منتصر في الوقائع والكل ايضا منتصر بروباغانديا، لحين ذلك الوقت سيعاني لبنان خللا على كل المستويات الاجتماعية والامنية والسياسية والاقتصادية، وايضا سأترك تفاصيل الآثار السلبية المتدحرجة على مجتمعنا لوقت آخر….
الضاحية الجنوبية ومعظم قرى الجنوب والبقاع يستقبلوا يوميا شهداء سقطوا على الارض السورية، منهم من سقط لعدم معرفتهم بجغرافيا الأرض وطبيعتها ومنهم غدرا وخيانة ومنهم من ينتظر….
يقال ان مشروع ومصير “محور المقاومة والممانعة” في المنطقة هو واحد ولكن اذا دخلنا في تفاصيل العديد والعتاد لكل دولة مقارنة مع نسب عدد مقاتليهم في سوريا وارقام الشهداء نجد ان المقاتلين اللبنانيين هم اكثر من يتحمل تبعات هذه الحرب ونتائجها بين دول محور الممانعة الذين يملكون جيوشا وامكانيات ضخمة مقارنة مع لبنان وعدد شبابه المنتسب….
الشهداء هم أبناء وطني واقربائي وجيراني واصدقائي، نعم ربما يتوفاهم الله في حادث ما في وطنهم كما يروج البعض لتبرير المشاركة واقناع الاهالي، ولكن سقوط العدد الكبير منهم في ارض المعركة يجعلني شخصيا ان لا اكون مع هذه المعركة او مع اي معركة او قضية مصطنعة تستنزف شبابنا وتزجهم في حروب عالمية او بالوكالة نكون نحن وقودها ورأس حربتها، فإلى متى؟…
في كل منزل صورة معلقة لشاب وبحوزة كل ام صورة لفلذة كبدها وعلى جدران شوارعنا تنتشر صور الشهداء الذين ضاقت الارض بجثامينهم، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي تبريكات ونعي لا يثمن ولا يغني من جوع، فما يكتب من شعارات حماسية على صفحات الفيسبوك وغيرها لا مكان له بين أضلع الأمهات، فمهما قالوا في العلن وعلى وسائل الاعلام الا انهم يقولون الكثير في السر وفي قلبهم تبقى لوعة الفراق والحسرة، لا تغركم خطابات حماسية تبرد قلوبهم لساعات فساعات ليلة الوحشة طويلة وسكة معالم الدموع اصبحت واضحة وستتضح اكثر يوما بعد يوم على وجوههم والحسرة تختلج بين ضلوعهم وانكسار ظهورهم. انهم فلذة اكبادهن ونور عيونهن اتعرفون ماذا يعني؟؟ من فقد عزيزا وحبيبا يدرك ماذا اقول…

إقرأ أيضاً: قصة مؤثرة.. حلب تبكي طبيب اطفالها الذي رفض الهرب
اليوم وكل يوم يصل شباب من وطني في توابيت خشبية في اسبوع كل واحد يتحدث مسؤول عن صمود وانتصارات محور المقاومة وعن الاستكبار العالمي والامبريالية وعن ابو علي بوتين، يقدم التهاني والتبريكات للأم المفجوعة والأب المكسور والأخت الملوعة والزوجة التي تأرملت وتيتم ابناؤها ويبشرهم انه لو سقط كل يوم شهداء فنحن مستمرون في معركتنا ثم ينصرف هذا الى مائدة افطار ثمار بحرية ونرجيلة عجمية، أبناؤه في جامعات أميركية ونساؤهم في مسابح ونوادي رياضية، فليرسل هذا المسؤول وذاك ابناءه الى أرياف حلب وتلالها المكشوفة ام ان طريقها كتب فقط على الفقراء؟
إنتهى زمن سمفونية اسقاط النظام وثبت كل فريق قواعده فمن يسقط اليوم يسقط بدل ضائع لان اللعبة في سوريا اصبحت كلعبة الشطرنج حجارتها شباب مندفع منهم من آمن بقضية ومنهم من ضاقت به سبل الحياة…

إقرأ أيضاً: حلب تصرخ «وا معتصماه»
بدأت بمقدمة واضحة وسأنهي بالتالي اليوم قد يخونني البعض أو يتهمني أو يشتمني ولكن سأبقى أقول ما يمليه علي حسي الوطني وديني والحمدالله وطنيتي تتبلور من خلال اتهامي من قبل أحرار الشام بأنني عميل “حزب اللات” ويجب قتلي واتهم من قبل حزب الله ومناصريهم بأنني تيار مستقبل واحيانا شيعة سفارة….
أقول ما قاله عالم الاجتماع الايراني د.علي شريعتي:””ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺗﻮﻗﻊ ﺃﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﺸﺘﻢ ﺛﻢ ﺗُﺨﻮﻥ ﺛﻢ ﺗُﻜﻔﺮ، ﻟﻜﻦ ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ…
هداهم الله سبيل طريق الحق ورحم الله كل شهيد يدافع عن الوطن وشافى الجرحى والهم ذويهم الصبر….
(الجزء 1-رأي خاص)

السابق
انفجار في مدينة اللاذقية.. ومقتل العقيد «محمود خلوف»
التالي
إيران تذكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن