دماء حسين في صناديق اقتراع برج البراجنة.. فتّش عن الدولة!‏

لم يبرد بعد جثمان "بيتي"، ابنة ال 8 سنوات، ولم تدفن رصاصة الغضب التي أسقطت برأسها، فجريمة بيتي أنّها قد خرجت أمام منزلها فيما تمرّ جنازة لا تكتمل طقوسها إلا بالسلاح والفلتان وإحراق السماء برصاص الجهل والغباء.

من رأس بيتي لصدر حسين الرصاصة واحدة، ومن جبيل لبرج البراجنة سلاح متفلت لا طائفة له، يقول لنا في كل مناسبة و واقعة “سوف أقتلكم”.

مشهدية السلاح والرصاص لم تعد ذات غربة عن المناخ اللبناني غير المنضبط لا أمنيًا ولا سياسيًا، ولكن أصبح القدر وحده من يتطلف بنا.
مؤخرًا وفي تشييع قيادي حزب الله مصطفى بدر الدين اشتعلت الضاحية رصاصًا، لم يلتفت أحد لهذه الظاهرة حتى وسائل الإعلام التي نقلت وقائعه في صمت، فالرصاص في ثقافتنا لا يدان إلا بعد أن يقتل.

حسين، لم يسقط في عين السكة ضحية تشييع، وإنّما ضحية صناديق اقتراع ومنافسة بلدية، وابتهاج بمقعد لن يحقق لا إنماء ولا تنمية، طالما أنّ المحدلة نفسها وممثليها هم أنفسهم.

نتائج الانتخابات البلدية في برج البراجنة أعلنت أمس بدماء حسين أحمد العرب ابن الـ15 عامًا، وبرصاصة اخترقت صدره. بين الحياة والموت كانت الكيدية البلدية تشتعل رصاصًا في الضاحية فاستنفرت البلدة بين الأحزاب والمستقلين وشهدت ليلًا متوترًا.

حسين لم يمت، لم يلقَ مصير بيتي، ولا مصير الطفل الفلسطيني الهارب من اليرموك والذي سبق وقتل برصاص التشييع، ولا مصير كثر غيره ما كانوا إلا ضحية رصاصة طائشة من سلاح متفلت في وطن لا أمن فيه.

إقرأ ايضًا: ثلاثون طلقة… وطلقة!
مصادر طبية تؤكد أنّ وضع الفتى مستقر، ووسائل الإعلام تتنافس بدورها في تناقل الخبر وكأن المشكلة فردية وليست اجتماعية.

كلّ هذا وتتفاخر وزارة الداخلية، بأنّ كل شيء على ما يرام، والأمن مضبوط ولاسيما بلديًا، فيما السلاح وكما يبدو خارج قاعدة الأمن، والرصاص الذي نسمعه في كل مناسبة وبكل صندوقة أصبح مشرّعًا.

اطلاق الرصاص

السيد حسن نصرالله، سبق وحرّم اطلاق الرصاص، إذ أكد في أكثر من مناسبة “أنه لن يسامح أي شخص يقوم بإطلاق النار في الهواء، فهو كأنه اطلق النار على عباءته عمامته، والله بينه وبين هؤلاء يوم القيامة”.
إلا أنّ جمهور الحزب لم يبدِ التزامًا كاملاً بما حرمه السيد فالعناصر غير المنضبطة ما زالت على سجيتها، فيما سائر الأحزاب تتعامل وهذه الظاهرة وكأنّها أقرب منها للممارسة الصحية، فتغيب الإدانة والمُدان.

إقرأ أيضًا: ليست الرصاصة الطائشة من قتلت «بيتي»
لنتساءل هنا، متى ستحذو الأطراف السياسية والدينية جمعاء حذو السيد، ومتى ستضبط القوى الأمنية هذه الظاهرة، من الشمال للجنوب.

الرصاص الطائش، ليس قضية حزبية ولا قضية طائفية ولا مناطقية، هو قضية أطفال يسقطون تباعًا من شمال لبنان لجنوبه، إرضاءً لمخيلة بعض المرضى ممن لا يجيدون الفرح والحزن والابتهاج إلا بصوت الموت وبالرصاص الذي يفجع.

السابق
فوز لوائح عدة في بلدات وقرى إقليم الخروب
التالي
هل سيسمح «حزب الله» بإجراء فحص لإثبات وفاة بدر الدين؟