ريما كرنبة: ليست محجبة ولا منقبة ونالت أعلى أصوات في عرسال…‏

عرسال هزمت الاعلام الذي يصوّرها على أنّها موطئ الإرهابيين، بأعلى نسبة مشاركة بالاقتراع في الانتخابات البلدية تخطت الـ 60% عاكسة ديمقراطية لم تشهدها العديد من البلدات التي خاضت معها المعترك الانتخابي.

كذلك هزمت الطبقة السياسية مرتين، أوّلها بأنّها أسقطت كل التآمرات عليها بوجهها الحضاري، ثانيها أنّها انتصرت على التحالف السياسي الذي أراد لمجلسها البلدي أن يستمر، فصوت الأهالي الذي اجتمع على التغيير تمكن في صناديق الاقتراع من قول كلمته، عكس إرادة البلدة وتطلعاتها.

في عرسال، المرأة هزمت كل المصطلحات الاصولية والتكفيرية، فمرشحة عضوية المجلس البلدي ريما كرنبة، امرأة دخلت المجلس البلدي بعرسال بأعلى نسبة أصوات، لتكسر قالب الذكورية، ولتصمت كل من اتهم هذه البلدة بالتطرف الديني والإرهاب..

بلدية عرسال
الانتخابات البلدية في عرسال

ريما ليست محجبة، ولا منقبة، سيدة عادية وناشطة اجتماعية منذ العام 1991، ضعف العمل البلدي والصورة المشوهة عن عرسال دفعاها لخوض هذه التجربة متسلحة بخبرتها في الإنماء وبثقتها بالمناخ العام المتعطش للحياة ولإعادة البلدة للخارطة اللبنانية، بعد ما لحقها من تهميش جرّاء الحملة التي سيقت ضدها لأعوام عدّة.

ريما كرنبة وفي حديث لـ”جنوبية” تقول “الذي دفعني للترشح هو الصورة السيئة المتعارفة عن عرسال، فعرسال الحقيقية هي الصورة التي شهدناها بالإنتخابات، هي الناس الراقية التي تريد السلم والعلاقات الجيدة مع المحيط والجوار”.
تضيف كرنبة ” عرسال تحملت كثيرًا إنّ بالاعلام أو بالسياسة حيث تمّ استغلال موقعها الجغرافي ولونها الطائفي الواحد”.

إقرأ أيضًا: حملة الممانعة تتجدد لـ«شيطنة» طرابلس وعرسال

وتؤكد أنّ الهدف الأوّل من ترشحها هو “المرأة وتغيير واقعها، إذ أنّ في المدينة نسبة كبيرة من المتعلمات بينما قلّة منهن من تأخذ موقع أساسي في التوظيفات، هذا الواقع الذكوري وتغييره هو الذي دفعني لأترشح”.
مشيرةً “كنت أريد أن أترشح منفردة، إلا أنني تخوّفت من إفشال دور المرأة فترشحت ضمن لائحة، وقد لاقت هذه الخطوة تشجيعًا ودعمًا من أبناء البلدة لأنّ الجميع يريد رؤية وجه عرسال الحضاري”.

وعن الصورة المسبقة المأخوذة عن عرسال وتوصيفها بالتطرف والإرهاب، تعلق كرنبة، “بواقع سكني ما بين بيروت وعرسال، أسمع الكثير عن بلدتي، وحينما أخبرهم أني من عرسال تكثر التساؤلات بدافع الفكرة المسبقة التي تحزن والاتهام الدائم، فأجيبهم (أنا من عرسال المجروحة دائمًا)”.

إقرأ أيضًا: انقلاب عرسال: لا «ابو عجينة» ولا «ابو طاقية»

ريما كرنبة، تقرأ في فوزها وبالنتيجة التي حققتها صفعة لكل من يحاول دعشنة عرسال، وتؤكد”انتخاب أهالي عرسال لإمرأة بهذه الكثافة هو انعكاس لديمقراطية وحضارة هذه البلدة ورقيها، كما أن نسبة الاقتراع عمومًا والبلدية التي جاءت كما يريدها الأهالي لا الطبقة السياسية هي تأكيد لإرادة التغيير”.

لا تخفي الفائزة بعضوية المجلس البلدي صعوبة الواقع، فالبلدة ينقصها الكثير على مستوى الإنماء، والوضع مزري والحمل ثقيل لا سيما ما يحملّه الواقع السوري من عبء عليها، وتقول “سوف نعمل ما بوسعنا وسنعمل بكل طاقتنا لأجلها ولأجل إعادة عرسال لبوصلة الإنماء”.

السابق
اللاجئون الفلسطينيون من سورية: كفاكم تضييقاً علينا
التالي
عن نوّاب الأسد المفترضين‏