بعلبك (1998 – 2016): هل ينتصر الإنماء على سلاح حزب الله مجددًا؟!

بعلبك، المنكوبة والمضطهدة، صورة سوداوية لا تتفق لا والقلعة ولا الآثار الرومانية، بعلبك الفقر، تجارة الحشيش، سطوة السلاح البطالة واللعب على الوتر المذهبي على قاعدة الحرمان..

#بدنا_بحر_ببعلبك، هي صرخة “فكاهية” أطلقها شباب المدينة في مرحلة الحراك المدني ليختصروا واقعهم، “بدنا بحر” لأنّ بعلبك لا إنماء بها ولا فرص عمل ولأنّ مدينة الشمس منعوا عنها إشراقة الشمس.
حزب الله وحلفاؤه، وسراياه، حاصروا مدينة بعلبك، حوّلوا شبابها أو لمقاتلين أو لخارجين عن القانون، وجعلوا من المدينة المنارة أرضًا مهمشة حجبت عن الخارطة اللبنانية، في العام 1998 شهدت بعلبك نهضة، صوت جديد اخترقها وإرادة التغيير فرضت بصمتها بالانتخابات البلدية ليمنى حزب الله بهزيمة ساحقة.
“بعلبك مدينتي” ما زالت هي نفسها بعد 18 عامًا، والاضطهادات السابقة لم تمنع رئيس البلدية السابق المحامي غالب ياغي من إعادة تشكيل لائحته مجددًا، اليوم تمّ الإعلان عنها رسميًا لتواجه خصمًا لديه من المال والواقع السياسي والسلاح ما يجعل أيّ منافسة معه في معادلة صعبة.

فكيف ستواجه “بعلبك مدينتي”، الهيمنة الحزبية، وبأيّة وسيلة سوف يواجه الإنمائيون سلطة السلاح؟

موقع “جنوبية” وبعد إعلان اللائحة والتي تضمنت 21 اسمًا، كان له اتصالاً مع المحامي غالب ياغي، الذي أشار أنّه “على الرغم من واقع البلدة وما تعانيه من سيطرة إلا أنّ هناك قوى فاعلة في المدينة ولها موقف مختلف عن موقف البلدية الحالي ومن هذا المنطلق أعلنوا اللائحة حتى لا يستمر هذا الوضع الشاذ في بعلبك”، وأضاف أنّهم “لا يملكون السلاح وإنّما الكلمة ومحبة الناس”.

بعلبك

وعن الفرق بين الانتخابات اليوم وانتخابات 2010 والأحداث التي واكبتها من انسحاب وضغوط، أكدّ ياغي أنّ “هناك فرق واسع وهناك صرخة وصوت يقول (كفى)، هذا الصوت الذي لم يكن ظاهرًا في العام 2010 ارتفع اليوم نتيجة التجارب المريرة التي دفعت المواطنين للمطالبة بالتغيير”.
وفيما يتعلق بتكرار الضغوطات التي مورست سابقًا اليوم، أشار أنّ “هناك ضغوطات وهناك محاولات ولكن هذه المرة الوضع مختلف جدًا فهم ترشحوا نزولاً عند رغبة الناس والحاجة للإنماء وضبط الفلتان الأمني الذي عزل بعلبك عن محيطها اللبناني”.

وعن توزع اللائحة بين السنة والشيعة، أوضح لنا ياغي أنّ “الأسماء المطروحة بينها 11 عضوًا من الشيعة و 8 من السنة، فيما ترك بها مقعدًا واحدًا للعائلات في حال أرادت ان تطرح مرشحًا”.
وفيما يتعلق بالمعلومات المتداولة انّ الارتكاز بهذه الدورة سوف يتكل على الثقل السني بعد الانسحاب الشيعي نتيجة الضغط، نفى هذا الأمر جملة وتفصيلاً مؤكدًا أنّ “الصرخة الشيعية أكثر صخبًا من الصرخة السنية ومشيرًا إلى أنّ نتائج الانتخابات سوف تظهر ذلك”.

إقرأ أيضًا: الثنائية الشيعية تختنق في «بعلبك – الهرمل»

وعن الأسباب التي سوف تجعل الناس تؤيدهم، أكد أنّهم “لا يتوقعون أن تؤيدهم الناس فقط وإنّما أن يفوزوا فهم يخوضون هذا الاستحقاق للفوز”.
وإن كانوا قد تعرضوا لضغوطات هذه الدورة، أشار لوجودها حيث أنّ “إحدى المرشحات حاولوا إغراءها بتعيينها بالجامعة، وكذلك حاولوا الضغط على مرشح من الطائفية السنية إلا أنّهم فشلوا بالحالتين”، لافتًا إلى أنّ هذه المرة الأولى في بعلبك التي يتم بها طرح اسم سيدتين في لائحة.
وعن النتيجة التي ينتظرونها أشار أنّهم “يتوقعون أن تكون النتيجة الفوز باللائحة كاملة وأنّهم لا يملكون لا المال السياسي ولا الطرف السياسي وإنّما يخوضون المعركة بجهدهم الشخصي لأجل المدينة”.

إقرأ أيضًا: أهالي بعلبك يردون على حزب الله ويشكلون بلدية «بعلبك بالقلب»

وفي إجابة عن سؤال، إن كانت قوى الأمر الواقع سوف تسمح لهم بالعمل بعد الفوز وبالتحرك لأجل المدينة، استشهد ياغي “بمعركة 1998 حيث كان الظرف مشابهًا لليوم واستطاعوا أن يحققوا نجاحًا”
وعن الخطوط العريضة لبرنامجهم، أكد أنّه “برنامج إنمائي يهدف لتحويل بعلبك لمدينة سياحية لتكون مصدر رزق لأهالي بعلبك وإعادتها لخارطة السياحة العالمية، وأنّهم يؤمنون بالعمل وبخلاص المدينة ونهضتها”، خاتمًا أنّ “أهل بعلبك حتى هذه اللحظة قد حسموا القرار وانّهم سوف يدعمون (بعلبك مدينتي).”
فهل تعود بعلبك للشمس بعد سطوة السلاح، الانتخابات البلدية ونتائجها هي من سوف تحدد لبعلبك مستقبلها.

السابق
حماس تدين بشدة «المجازر الدموية» في حلب
التالي
موقع إيراني يطالب الصدر بترك السياسة.. ويسأل: ماذا يريد؟