حملة الممانعة تتجدد لـ«شيطنة» طرابلس وعرسال

يتفق إعلام الممانعة بكافة وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة على "شيطنة" طرابلس، كما "عرسال"، فيبحثون عن الذرائع التي تلحق بهاتين المدينتين صفة الداعشية..

المشترك بين طرابلس وعرسال هي الهوية السنية المعتدلة، والتعاطف مع الثورة السورية ثورة الشعب ضد مظلمة نظام استقطب مرتزقة العرب والفرس والغرب لقتل المدنيين نساءً كانوا أم رجالاً أم أطفالاً أم حتى عجزة.
من ناحية ثانية فإنّ مصالح كل من هذه الدكاكين الإعلامية في تحويل المناطق السنية الشمالية والبقاعية “الحدودية” إلى بؤر أمنية تتقاطع مع ايديولوجيا الممانعة ومع مخططها بالخط الحدودي.

إقرأ أيضًا: فن ونحت وابداع وافلام وثائقية في عرسال..

آخر أفلام الدكانة المرئية لوسائل الممانعة للإنتاج الإرهابي، كان تقريرًا مصوّرًا أعد تحت عنوان “شبكةٍ إرهابيةٍ في منطقتي المنكوبين في طرابلس” عرض يوم أمس، واتهم كل من منطقة المنكوبين بطرابلس ومنطقة وادي نحلة في جرود عرسال بأنّهما تتضمنان خلايا إرهابية تقوم بتجنيد قاصرين تحت عنوان مدرسة دينية تُدار من الرقّة و وظيفتها إعداد الإرهابيين.
هذا التقرير الذي تضمّن الكثير من التعبئة ضد طرابلس وعرسال على حدّ سواء، استدعى ردًّا من الدكتور الشيخ محمد إبراهيم إمام وخطيب مسجد النور في المنكوبين ورئيس لجنة أهالي المعتقلين الإسلاميين‬، إذ أصدر بيانًا أوضح به أنّه ليس غريبًا ولا جديدًا على قناة الجديد مثل هذه التقارير المفبركة والبعيدة عن الحقيقة.
كذلك أشار في بيانه إلى عدة مغالطات وردت في التقرير المصور، وتساءل من أين أتت الجديد بهذه المعلومات المفلقة والخاطئة التي تهدف إلى تهويل الأمور وتضخيم ملفات الإرهاب لأمر يبيت لشباب المسلمين وللمناطق المناصرة لثورة الشام.

هذه الحلقة من التخطيطات المريبة التي تُحاك لأهل الشمال وعرسال، استتبعها اليوم الصحافي في جريدة الأخبار رضوان مرتضى، في مقالة نشرت له تحت عنوان “توقيف شبكة لتجنيد قاصرين وانتحاريين: خلايا نائمة لاستقبال جنود «الدولة الإسلامية»”.
بهذا المقال أشار مرتضى بحسب معلومات أوردها أنّ عناصر الشبكة يتسترون بغطاء مدرسة دينية في إحدى مناطق الشمال، وتحدث عن الموقوف “بكر” كاشفًا ارتباطه بتفجيرات الضاحية وموضحًا أنّ البيعة تمّت في مسجد في منطقة المنكوبين بطرابلس، وأنّه كُلّف بتجنيد قاصرين لتأليف خلايا نائمة للتحضير لقدوم تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى لبنان.
المقال أيضًا أشار إلى أحد الموقوفين الذي كان يتردد إلى مسجد التقوى للصلاة خلف الشيخ سالم الرافعي، مشيراً إلى أنّه كان متعاطفاً مع «الثورة السورية» في بدايتها، وأنّ الشيخ الرافعي كان يحثّهم على الانضمام إلى «الجبهة» للجهاد في صفوفها.

داغش

في ظلّ هذه الحملة ضد أهل الشمال كان لموقع جنوبية اتصالاً مع رئيس لجنة أهالي المعتقلين الإسلاميين‬ الشيخ محمد إبراهيم خطيب مسجد النور في المنكوبين، الذي تفاجأ كيف اعتمد هذا الإعلام على الأجهزة الأمنية وكيف له ان ينشر كل هذه المغالطات.
وأكد الشيخ أنّه “لا يوجد في المنكوبين لا مدرسة ولا غيرها، بل تمنى لو أنّ الدولة تخصص هذه المنطقة بمدرسة أو تعمل على تزفيت طرقاتها أقله”
وفي سؤاله إن كانت القوى الأمنية قد حققت معهم أو استوضحت منهم، قال: “أنّ أحدًا لم يسألهم وهؤلاء العناصر الذين تمّ القبض عليهم ليسوا معروفين في المنطقة”، وأضاف أنّ هناك مغالطات عديدة منها “وادي النحلة وضعوها بعرسال، أسامة عنتر يصلي بالتقوى وضعوه من المصلين بالنحلة”
وتساءل الشيخ عن أسباب هذه “اللفة” التي لا هدف لها سوى لصق صفة الإرهاب بالمدينة، وأشار إلى أنّ هذه المجموعة عناصرها لا يعرفون بعضهم البعض وأنّهم تحت الضرب قد اعترفوا أنّهم مترابطين”
وعن الخطوة القانونية التي يمكن أن يأخذوها ضد وسائل الإعلام هذه، قال” أنّهم يفكرون حاليًا برفع دعوى قضائية على قناة الجديد، ويقومون بزيارة السياسيين لوضعهم بصورة الأحداث المستجدة”.
أما فيما يتعلق بواقع التطرف بطرابلس وهذا الارتباط بين الدعشنة والمدينة، أشار الشيخ “أنّ المعاملة السيئة بالسجون والتعذيب والذل و وضع الشباب في زنزانات تحوي القتلة وكبار المجرمين هو ما يحوّلهم إلى قنابل مؤقته..”
وأردف أنّهم قد زاروا صباح اليوم الرئيس نجيب ميقاتي واضعين اياه في واقع السجون و واقع التطورات التي تترصد بالمدينة، كذلك هم بصدد زيارة كل من النائب محمد كبارة ووزير العدل أشرف ريفي.

إقرأ أيضًا: صرخة طرابلسية: هذا ما صنعه «حافظ الأسد» في مدينتي؟

وعرض لنا الشيخ نموذجًا من الانتهاكات التي يتعرض لها السجين، وهي شكوى أم أخبرها ابنها أنّه تحت وطأة ثلاث ساعات من الضرب والتعذيب اعترف بأنّه على معرفة بشخص لا يعرفه بتاتاً، ولفت الشيخ إلى أنّ المستغرب هو ربط الأحداث بالعام 2010 وأنّهم مدانون منذ حينها،مع أنّ معظم الشباب هم دون العشرين عاماً “16 – 18″، ليتساءل: هل هم مدانون من عمر 13 سنة؟

إذًا، طرابلس في الواجهة من جديد كما عرسال، وبالتالي على القوى الأمنية التحرك وكشف ما جاء بهذا التقارير، فإن كانت فبركات إعلامية فلا بدّ من المحاسبة وأما إن صحّت يبقى السؤال، هل يتحمل الواقع اللبناني فتح هذه الملفات بهذه الطريقة التعبوية ضد منطقة سنية؟
السؤال برسم المعنيين..

السابق
جثث لقتلى حزب الله والحرس الثوري في اليمن..
التالي
مهزلة تكريم ليال عبود: ما علاقة وزارة الثقافة بالعري والاثارة ؟!