إيلي باسيل والـ OTV.. ما أبرع «الردح» متلفزًا!

من يجرؤ على انتقاد الناشط الفني ايلي باسيل وبرنامجه "The Gossip Show" فليتقدم ليلقى نصيبه من الشتائم والكلمات السوقية.

فمنذ أسبوع رد باسيل على انتقادات برنامج “منّا وجر” له بجملة: “ما برد على طانطتيت، والي عاوز مني شعرة يجي ياخدها باروكا”، لكن حصة صحيفة “النهار” التي انتقدت برنامجه كانت كبيرة يوم أمس، فجمّع باسيل معجمه المتخم بالشتائم، وحضّرت الراقصة الينور الضحكة، وبدأ “الردح” بكلمات أقل ما يقال عنها سفيهة ومبتذلة ووضيعة لا تليق بالقناة ولا بالمشاهد.

“أطلب الرايتنغ ولو بالردح”، فمن الواضح أن قناة الـ OTV تحاول إثارة الجدل في المجتمع اللبناني والعربي، فكرست لباسيل مساحة أسبوعية ليسلط معجمه المثقل بالشتائم والكلمات السوقية والنابية والسفيهة على الفنانين والاعلاميين والسياسيين بأساليب غريبة وخارجة عن المعتاد والمألوف، بالتعاون مع الراقصة الينور زغيب وقطته “ديفا”، آملة بتحقيق نوع من الإثارة الفارغة التي تجذب المشاهد دون الالتزام بمعايير برامج “النقد الفني” التي تحتاج الى ديناميكية وحنكة وخبرة طويلة لمقاربة المواضيع دون الوقوع بفخ التجريح الشخصي والابتذال، ودون اختراق القواعد والأصول الأخلاقية والادبية المتعارف عليها والتي حددتها القوانين الإعلامية.

ايلي باسيل مقدم برنامج the gossip show
ايلي باسيل مقدم برنامج the gossip show

يبدأ الثنائي باسيل زغيب الحلقة بفقرة الـ”Fashion” المخصصة لانتقاد ملابس الفنانين التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع كل صورة فنان هاشتاغات واهية وقصة فضائحية هدية مجانية للمشاهد.

“شيلها من وجي غيرو” بهذه العبارة يقلبان الثنائي الصور على الشاشة. وإن حاولت الينور مناقشة باسيل برأيه يأتي الرد مباشرة: “إخرسي يا بنت فتحي وفهمي” لترد بدورها ضاحكة: “جبلي هدية لصير إفهم”.

إقرأ أيضًا: من «لول» الدعارة إلى «The Gossip Show» الجنس.. طلعت ريحة شاشة الليمونة!‏

وما هي إلا دقائق حتى تبدأ فقرة “توتي فروتي” وهي فقرة مليئة بالسكوبات الفضائحية عن الاعلاميين والسياسيين والفنانين، الى جانب “الردح” لأي سكوب تصرف لا يعجب الثنائي. يفتح باسيل ملفاته الفنية، قُبل، تكذيب، نفي، وغيرها.. وبين الفصحى والعاميّة، والخلط بين اللهجة اللبنانية والمصرية، وبعض الكلمات الانجليزية، يضيّع المشاهد وقته عبثًا في البحث عن فكرة وهدف الفقرة. يتبادلان الثنائي الادوار أحيانا فتتهكم زغيب ويضحك باسيل، وتبقى القطة “ديفا” نائمة في حضن باسيل وتحلم بأن يكون الذي يحصل على الهواء حُلما.

أما الفقرة الثالثة فهي “appetizers” وهي مخصصة للتجريح الشخصي والدخول في حياة الفنانين وانتقاد تصريحاتهم بسخرية وتذكيرهم بماضيهم عبر فضائح قاموا بها لا دليلاً لها سوى أن الذي يقولها “شحرور الصحافة“. فيتم وصفهم بجميع العبارات الوضيعة والمبتذلة. فبنبرة عالية وصراخ وحماسة فارغة مرفقة بضحكة الراقصة الينور.

تنتهي الفقرة بجملة: “جبتلك “سي دي” فضيحة لسياسي بالصوت والصورة احضري، وبس تحضري اطلبي وراه واعزميه”.

إقرأ أيضًا: منافسة «أكبر صدر» مستمرة…برعاية مجلة نادين!!‎

في ظل الانحطاط الاعلامي والثقافي على الشاشات اللبنانية لا بد من طرح العديد من الأسئلة على الـ OTV وغيرها من الشاشات، هل هذا البرنامج المبني على الثرثرة السخيفة والسكوبات الفضائحية يمثل صورة القناة أو المشاهد اللبناني والعربي؟.. وكيف لبرنامج يحتوي على عبارات نابية وفضائح جنسية يُعرض دون تحذيرات مسبقة للجمهور؟.. وهل من بروتوكول خاص لشحرور الصحافة ليشتم محاورته على الهواء قبل ضحاياه دون حسيب أو رقيب؟!.. وإن اعتقدت القنوات اللبنانية والعربية أن البرامج الفضائحية ستنجح، فعلينا القول: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.

السابق
توريث الزعامة… سر الانقلاب الجنبلاطي الجديد؟‏
التالي
ريفي لجبران باسيل: في سجلكم 7 ايار… والسنة لا يحتاجونكم