توريث الزعامة… سر الانقلاب الجنبلاطي الجديد؟‏

بعد أن ورث الزعامة عن أبيه كمال جنبلاط الذي اغتيل عام 1977 ، قرّر زعيم المختارة الحالي وليد جنبلاط إلباس العباءة السياسية لإبنه تيمور على حياته، ولكن قبل التسلم والتسليم، عمد البيك الى الانقلاب على ماضيه السياسي الموسوم بالفساد المالي بحسب تصاريحه.

لم تكن الإطلالة التلفزيونية لزعيم المختارة اول من أمس كما سابقاتها، فهي جاءت بعد سلسلة من المواقف المثيرة للجدل والتي اعتاد اللبنانيون على تصفحها بشكل شبه يومي على الحساب الرسمي لوليد جنبلاط من على موقع «تويتر»، الصفحة الرسمية التي تحوّلت في الآونة الأخيرة الى تغريدات تكشف الفساد والفاسدين في «جمهورية الموز» حسب تعبيره، استكمل مواقفه المثيرة على الشاشة بعد أن غاب عنها طويلاً بسبب انشغاله باختيار الصور والتعبيرات في تغريداته.

استفاض البيك في الحديث عن الفساد والهدر وسرقة الناس..محاولاً الظهور بصورة اليائس والنادم الذي اختار أن يستقيل من البرلمان اللبناني للخروج تدريجيًا من الحياة السياسية وصولاً إلى الإعتكاف.

للوهلة الأولى يمكن التصفيق لجرأة جنبلاط ووضوحه مع الناس وخياره بالتنحي والخروج من مستنقع الفساد، ولكن في المقلب الآخر وزراء جنبلاط ونوابه يواظبون في احتلال مراكزهم الرفيعة في الدولة، والزعيم المقبل يتحضر ليرث امبراطورية المختارة وليتوج زعيمًا خلفا لأبيه وجدّه في الشوف.

وهذا ما أكّده الكاتب سياسي جوني منير الذي قال في حديث لـ«جنوبية» أنه « منذ 4 سنوات قرر النائب وليد جنبلاط الاستقالة وتحضير ابنه تيمور ليخلفه في زعامة الجبل، لأنّ جنبلاط كان يعتبر أنّ الرجال في عائلته لا يعيشون كثيرًا، ولكن عدم انسجام تيمور وهروبه المتكرر الى فرنسا وعدم حماسته لتولي الزعامة، جعل جنبلاط يتريث عن قراره آنذاك».

جوني منير

وأضاف «خيار الاستقالة عاد منذ حوالي السنة والنصف عندما تأقلم تيمور بدوره الجديد خصوصًا بعد تغيير الطاقم السياسي القديم الذي كان داخل البيت الجنبلاطي وأصبح الوزير وائل أبو فاعور أقرب المقربين الى جنبلاط الأب والابن، ولكن عودة الأب مجددًا عن الاستقالة أو تأجيلها يعود إلى طلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال لجنبلاط أنّه لا يستطيع إجراء انتخابات فرعية في الشوف خصوصًا أنّ الأحزاب حينها كانوا يجهزون لتأجيل الانتخابات لدواع أمنية بحسب ما أعلنوا.

إقرأ أيضًا: جنبلاط يخلط الأوراق: سوليدير جريمة كبيرة.. ولا بد من تسوية تريح حزب الله

أمّا اليوم فالأمور تغيرت البلد يتحضر لاجراء انتخابات فرعية في جزين وانتخابات بلدية في كافة المناطق اللبنانية، لذا قرّر جنبلاط تقديم استقالته في أول جلسة تشريعية ليفسح المجال أمام أبنه لتولي منصب النيابي مكانه».

وعن حديث جنبلاط عن الفساد الذي هو شريك فيه قال منير «هو ظاهريًا فقط، وهدفه هو تعبيد الطريق خالية من الفساد أمام تيمور الذي سيلبس العباءة السياسية قريبًا إعلاميًا وأمام المؤيدين، الذين يعلمون أنّ الفساد وصل الى داخل البيت الجنبلاطي لذا كل ما يقوم به جنبلاط قبل توريث إبنه هو محاولة تنظيف للحزب».

إقرأ أيضًا: جنبلاط يستعد لـ«تكويعة» جديدة نحو حزب الله والسبب…البلديات!

وختم منير «أنّ جنبلاط لو كان ينتمي إلى طائفة ثانية وليس إلى بلد آخر وتحدث عن تورطه بالفساد وتقلباته في المواقف، لكان انتهى منذ زمن، ولكن نراه يتحدث بصراحة مطلقة وبدون خوف على قاعدته الشعبية لأنّه يعرف تمامًا أنّه مهما تقلّب وأخطأ فإنّه سيبقى زعيم الجبل».

هكذا اذن، قرر زعيم الجبل فجأة فضح الفاسدين الذي تقاسم معهم الجبنة على مدى سنوات، واعلن قراره الذي لا رجوع عنه بالاستقالة، وقلب الطاولة على الحلفاء قبل الخصوم، ومن دون أن ينسى تغيير مواقفه مرّة جديدة بالانقلاب على مواقف سابقة كان قد اطلقها، كل هذه المقدمات تهدف فقط لتسليم الأمانة والزعامة إلى ابنه الذي يبدو أنّه بات جاهزًا لاستكمال المسيرة.

السابق
صحيفة عبرية تنشر تفاصيل الكشف عن منفذي عمليات قادمة من خلال تحليل حساب الفيسبوك
التالي
إيلي باسيل والـ OTV.. ما أبرع «الردح» متلفزًا!