بعد حملات «مسيحية».. الراعي للمشنوق: نحبُكَ وكلامُكَ وثيقة وطنية رائعة يجب توزيعها

لم نسمع عن حقوق المسيحيين وعن اغتصاب مناصبهم، ولم يتجمهر الإعلام لقضية كما فعل في قصّة النافعة، فتحوّل تعيين موظف في هيئة إدارة السير والمركبات بالدكوانة، شرق بيروت، إلى ملف حاول البعض جعله قضية طائفة بأكلمها، لا لسبب سوى أنّ وزير الداخلية نهاد مشنوق هو الإسم المعني.. اليوم رأس الكنيسة المسيحية في لبنان والشرق يغازل المشنوق ويقول له: نحن نحبك، وكلامك وثيقة وطنية رائعة نوافق عليها ويجب توزيعها".

الهجوم المسيحي على الوزير نهاد مشنوق لم يتوقف هنا، بل امتد إلى السجال الذي تمثل بـ”العقدة المسيحية” داخل مجلس الوزراء، التي صرّح عنها علنًا داخل الحكومة الوزير جبران باسيل، الوزراء، ما استفز وزير الداخلية طالبًا شطب العبارات الطائفية من المحضر ومحذرًّا من مخاطر الاسترسال بهكذا داء لم يعتبره عقدة لقائلة وإنّما مرض.

إقرأ أيضًا: المشنوق لباسيل في مجلس الوزراء: الطائفية ليست عقدة بل مرض خطير

مسألة الموظف، يضاف إليها عقدة جبران باسيل المسيحية ومن خلفه التيار الوطني الحر، ومع الحرب الإعلامية المشددة ضد وزير الداخلية، أصبحت الصورة التي يحاول البعض ترسيخها لبنانيًا وكأنّ المشنوق في خط ومسيحيو لبنان في خطٍّ آخر.
هذه الصورة المشوّهة بفعل الفتنة، والخطابات الإعلامية المعبأة بالمذهبية، دحضت اليوم، فها هو الوزير يطلّ من قلب جعيتا خلال افتتاح مبنى القصر البلدي ليؤكد أمام رأس الكنيسة المسيحية، على خيار الدولة التي هي “صخرة اللبنانيين لأي دين ولأي مذهب، وليعتبر أنّ محاسبة الفساد في قوى الأمن الداخلي مدعاة فخر واعتزاز”.

كلمة المشنوق لم تغفل عن موضوع التوطين فرفع السقف والصوت وقال بحضور البطريك الراعي: “التوطين يهددني، أنا المسلم، لو كان واقعا، بمثل ما يهدد المسيحي”

وزير الداخلية نهاد المشنوق
وزير الداخلية نهاد المشنوق

ورأى انه “مثلما هناك فزاعة التوطين هناك فزاعة الحضور المسيحي في الدولة، وخرافة الرئيس الأقوى في طائفته”، كما ثمّن “إصرار بكركي وسيدها على إضافة “بموجب الدستور” على الدعوة إلى “إنتخاب رئيس للجمهورية بموجب الدستور”.
ولفت المشنوق إلى أن “نظامنا السياسي قائم على أن لبنان بلد تعددي، وهو ما يجب أن ينعكس على سلطات الدولة جميعًا”. وجدد الدعوة إلى “ألا يبالغ المسيحيون في التعبير عن المظلومية، بما يجعل من موظف في وزارة عنوانا للوجود المسيحي في بلد أو في المنطقة، كما رجا ألا يبالغ المسلمون في القفز فوق موجبات الحد الطبيعي الذي يشعر المسيحيين بشراكة عادلة”.
وأشار المشنوق إلى أنّ هناك “فجوة بين جاذبية الخطاب الوطني وبين واقع النظام السياسي التعددي التحاصصي”، كما نبّه “أنّ الشعارات شبه التقسيمية وعناوين الفدرالية المذهبية، لا تستقيم هي الاخرى مع النظام السياسي اللبناني”. ودعا إلى “انتخاب رئيس بمواصفات الكنيسة المارونية التي طالبت برئيس “يلملم الشمل وينتخب وفقا لسيرته بناء على ماضيه وحاضره ومستقبله”.

إقرأ أيضًا: عنصرية الإعلام المسيحي: إستنفار لـ«موظف» وتعتيم على إتجار ببشر.. لأنهم «مسلمون»

كلمة المشنوق لاقت استحسانًا من البطريرك الراعي الذي فضح سخافة “ولدنات” ما جرى في النافعة و”خفّة” ما جرى في مجلس الوزراء، من محاولات الإصطياد في مياه الطائفية، كما أغلق كل الزواريب الفتنوية التي سمعناها مؤخرًا ولا سيما في مجلس الوزراء.
فالبطريرك لم يثنِ فقط على كلمة الوزير نهاد المشنوق وإنّما قال بالحرف الواحد”بأنّها “وثيقة وطنية رائعة” يوافق على مضمونها كاملاً كما يدعو لتوزيعها “لما تضمنته من أسس وقيم وطنية”.
كما عمد الراعي إلى تهنئة المشنوق على تمسّكه بإجراء الانتخابات البلدية “التي تكرّس الديمقراطية وتشجع مجلس النواب أن ينتخب رئيسا للجمهورية”.
وقال متوجّهاً له: “نحن نحبّك”.

السابق
مؤتمر «دور العرب الشيعة في مواجهة المخططات التآمرية»‏
التالي
الـ «ب52»في قطر …وأوباما قرّر توجيه الضربة النهائية لداعش