بمناسبة أول نيسان: اللبنانيون يعيشون كذبة كبيرة!

كذبة أول من نيسان
يوم كذبة أول نيسان هو احتفال في العديد من الدول. يوم أول نيسان اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.

ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن أصل “كذبة نيسان” تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من نيسان بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة نيسان”. وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

اقرأ أيضاً: هل تصبح كذبة أوّل نيسان حقيقة وتطيح بالاغتراب اللبناني؟!

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من نيسان كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا نيسان وأصبحت عادة المزاح مع ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنكلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة نيسان.

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.

وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون ‏الوسطى إذ أن شهر نيسان في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول نيسان لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.

كذبة اول نيسان

ولكن “عنّا بلبنان” لا نحتاج إلى يوم “أول نيسان” لكي يكون الكذب مباحاً للجميع، إذ أنه متجذّر فينا منذ خمسين عاماً، ففي بلدنا لبنان “كلّو بيكذب على الشعب”، فنحن عايشين على الكذب والخداع من قبل سياسييّنا على مدار السنة. ناهيك عن الكذبة الكبيرة التي صعقنا بها صاحب جريدة السفير الأستاذ طلال سلمان، والذي على مدار أسبوعين أو أكثر أبكى عيون الجميع على فراق صحيفته، حيث كان من المقرر “إغلاق” الجريدة في أول نيسان، ليتبين، بالرغم من أبيات الشعر والنثر والحنين التي نُشرت بحق هذه الجريدة أنها كذبة كبيرة.

وأمّا الكذبة الكبيرة في حياة اللبنانيين فهي هذا الطاقم السياسي البالي والذي هو بحكم المتسلط علينا منذ زمن بعيد، ناهيك على السمسرات والسرقات والصفقات، والتمديد والوعيد دون حسيب أو رقيب، فضلاً عن أنّهم أصبحوا “سلطة أمر واقع” يديرون هذه البلد كيفما داروا، ويشعلون الفتن بلحمنا الحيّ في سبيل مآربهم الطمعية والسلطوية، فهم كذبتنا الكبرى نأمل أن تنتهي كما ينتهي أول يوم من نيسان.

فمن كذبة “اتفاق معراب” والذي بتنا نصدّقه بعد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد ميشال عون، وقبلها ترشيح الرئيس سعد الحريري لسليمان فرنجية ما زلنا دون رئيس للجمهورية، وما زلنا في دوامة هذه الحكومة “التعبانة”، وهذا المجلس النيابي الممدّد غصب عنّا. والجدير ذكره، أن الشعب اللبناني تعوّد على هذه الحالة، فربما لو انتخبوا رئيساً للجمهورية في أيام الخوالي القادمة سينتفض اللبنانيون وقد يستنكرون انتخاب رئيس، لأنهم بصراحة غير مهتمين في أن لبنان بلا رئيس منذ مدة.

اقرأ أيضاً: الحرب في سوريا على الطريقة الروسية .. حزب الله هو الخاسر

أما الكذبة الأمنية والتي جلبت على لبنان الدمار والتوتر الأمني، والتفجيرات، وانهيار الاقتصاد والسياحة فهي غرق حزب الله في مستنقع السوري بحجة الدفاع عن المقامات هناك، وطوراً بحجّة “نحن رايحين لعندهن قبل ما يجوا لعنّا”، ليتبين بعد ذلك أنها مصالح إقليمياً ودولياً تحتّم على حزب الله المشاركة في هذه الحرب الهشّة، وأنه لا يمكن أن يتحقق شيء في سوريا من أمور إلا بموافقة أبائنا الروحيين “أميركا وروسيا”. فماذا جلبنا على لبنان..

 

السابق
هل تصبح كذبة أوّل نيسان حقيقة وتطيح بالاغتراب اللبناني؟!
التالي
الأسد: الانتخابات الرئاسية المباشرة أفضل من انتخاب رئيس من خلال البرلمان