هكذا يحاول حزب الله كتم أصوات معارضيه

كن مع الحزب ولا تبالي هي جمهورية الموز المحكومة بسلاح الدويلة، والخاضعة لأجندته ولإيديولوجيته العابرة للحدود والمهددة للوحدة الوطنية وسيادة الدولة..

حزب الله الذي لا يترك وسيلة إلا ويقمع بها معارضيه، فمقاومة الممانعة لا تقبل الإنتقاد ولا الديمقراطية، لتصبح المعادلة السائدة عارض “الحزب الإلهي” وتحوّل إلى خائن وموساد وربما داعشي وإرهابي، فعلى هوى الحزب أنت مسيّر وفي القوانين اللبنانية تنفذ شرائع “حمورابي الحزب لا الدولة”.

إقرأ أيضًا: هل سيدفع حزب الله ثمن تطهير ايران من الارهاب؟

حتى إذا أراد الحزب تسويق تهمة لك، استطاع وبإيماءة منه للقضاء العسكري تحويلك لعميل ومتهم، فيما يُخرج الحزب نفسه العملاء الحقيقيين من زنزانات “فايف ستار” “أطهر من الطهارة”.

سياسة القمع التي انتهجها الحزب في المرحلة الماضية، أصبحت مكشوفة أمام الضغط اللبناني الشعبي المعارض لحزب الله، والذي نجحت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني في تظهيره في تحويل الصوت الفردي إلى صوتٍ جماعي فعّال قادر على التغيير.

الحزب لا يستطيع أن يسوّق تهمة العمالة لكل هؤلاء الإعلاميين والناشطين، وبعد أن فشلت محاولات كمّ الأفواه إن من خلال تهمة “شيعة السفارة” أو من خلال الدعوى القضائية التي رفعها وخسرها أمام الإعلامية ديما صادق، اتهامه الأخير لموقع “جنوبية” بالتعامل مع الإسرائيلين وبأنّ الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي هو المسؤول المباشر عن مواد الموقع.

وكذلك سقطت “بالسخرية والتنكيت” التهمة التي سوّقها لناشطي السوشيال ميديا المعارضين له ولسياسته الإيرانية حيث قال زعيم حزب الله وبكل وضوح في إحدى خطاباته الأخيرة بأنّ الموساد هو من يوجه هؤلاء المغردين.

أمن حزب الله في الضاحية
أمن حزب الله في الضاحية

فشل الحزب في هذه النواحي وعدم قدرته على الضغط وعلى منع المعارضين إن من البيئة الشيعية أو السنية واللبنانية من الإنتقاد العلني، دفعه للتضييق عليهم إما عبر حواجزه الأمنية غير الشرعية، أو بإعلانه حرباً على لقمة العيش وعلى الجمعيات التي تعمل على توظيفهم.

وفي هذا الملف، ملف تعدّيات حزب الله على اللبنانيين (سنة وشيعة) وعلى حريتهم وحقوقهم نتوقف عند عدة نقاط.

الأولى، وهو ما كتبه “أحمد عصمت عثمان” في النهار، تحت عنوان “إلى قيادة «حزب الله»: «بأي حق يحقق معي عناصركم»؟”، سارداً و واصفاً التعديات التي تقوم بها دويلة حزب الله.

أما الثانية، فهي استحداث تكليف شرعي في محاربة أرزاق المعارضين له من البيئات الخاضعة لأحكام دويلته، هذا التكليف الذي أدان بموجبه الحزب أحد المعارضين حسبما أبلغتنا مصادر مؤكدة مخيرة إياه بين التوقف عن انتقاد الحزب وبين لقمة عيشه.

النقطة الثالثة، هي التهديدات غير المباشرة التي تأتي “بثوب النصيحة” والتي يرسلها الحزب عبر وسطاء مقربين من شخص المعارض الذي يريد لجم صوته.

إرهاب الحزب لا يتوقف عند هذا الحد، وإنّما قد يصل “لفركة أذن” أو لـ “تعليمة” على أملاك من يريد إصماته ومنعه من القول “حزب الله .. أخطأ، حزب الله .. لا يمثلني”.

إقرأ أيضًا: الانسحاب الروسي يقرّب خيار انسحاب «حزب الله» من سوريا؟

إذاً، نستنتج من كل ما سلف أنّ لبنان هو مساحة يحكمها حزب الله، هذا الحزب الذي جوّع أهالي مضايا بالحصار ينتهج السياسة نفسها مع من لا يقولون له “لبيك”، ولكن لو خرج السيد يوم أمس ورأى الثوار يهتفون ضد “بشاره” من ساحة الشهداء لأدرك أن الثورة ضد الظلم وضد الاستبداد والالغاء لن تموت لا جوعاً ولا ترهيباً ولا بإتهامات بالية.

السابق
نصر الله يطلّ الإثنين ليعلن الجهوزية للحرب!
التالي
بوتين يقرر ونحن نحتار..