أحدهم سيخلف المرشد في ايران (3): روحاني فتى رفسنجاني المدلّل… الأوفر حظّاً

لم يعد سرا أن صحة مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي تتجه نحو مزيد من الاعتلال، وعليه تعكف دوائر صنع القرار المتمثلة بتنظيم الحرس الثوري بالمشاركة مع رجال دين مقربين من هذه المؤسسة، على دراسة ملفات الشخصيات المحتملة لخلافته، رغم أن هذه المهمة هي جزء من وظيفة البيروقراطية الدينية التي يمثلها مجلس خبراء القيادة. ويجري قادة هذا التنظيم مشاورات ونقاشات بعضها سري وبعضها الآخر تم تسريبه، ويتداولون أسماء عدد من الشخصيات الدينية والسياسية المعروفة تحضيرا لساعة الصفر. لكن حتى الآن، لا يمكن اعتبار ما رشح من معلومات جديا أو نهائيا أو حتى دقيقا.

6- هاشمي رفسنجاني

حظوظ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني الخارج لتوه من انتصار ساحق في انتخابات مجلس الخبراء، لخلافة خامنئي تلامس الصفر تقريبا. لأن الجهتين اللتين تختاران اسم الخلفية، واللتين تحضران لهذا الاستحقاق أي البيروقراطية الدينية الحاكمة والحرس الثوري، يكنان له عداوة لا توصف. رفسنجاني عمليا هو خارج مؤسسة الحرس الثوري، أو خارج حساباتها بالمطلق، لا تعتني هذه المؤسسة بوجوده ولا تحسب له حسابا وهو كذلك، العداوة بينهما غير مستترة، كذلك بالنسبة لرجال الدين الذين يشكلون جسم السلطة الدينية المهيمنة على مراكز الحكم، غضافة إلى أن مونته على المؤسسات الكبرى في البلاد تكاد تكون معدومة، ولشد ما انحدر تأثيره وحضوره تم استبعاده من ترشيحات رئاسة الجمهورية دون خوف من أي ردة فعل. أعداؤه يتهمونه علانية في وسائل الاعلام بالفساد الأخلاقي ويحملونه مسؤولية فتنة الانتخابات العام 2009، وأي فتنة من هذا النوع قد تحدث في المستقبل.

اقرأ أيضاً: أحدهم سيخلف المرشد في إيران(1): بين الخميني الحفيد والخامنئي الإبن

رغم ذلك إلا أن رفسنجاني مؤسسة بحد ذاته، جريء وعنيد وصلب، يحظى بنفوذ خفي في البلاد، لا يمكن نكرانه ولا تجاوزه، وبواسطة هذا النفوذ تمكن من إيصال أهم شخصيتين في إيران إلى أعلى منصبين رسميين: تعيين خامنئي مرشدا وانتخاب روحاني رئيسا.

7- حسن روحاني

رئيس الجمهورية والسلطة التنفيذية وصانع الانتصار النووي، المعتدل، المتحالف مع الإصلاحيين، فتى رفسنجاني المدلل، صديق الرئيس الأسبق محمد خاتمي، والوحيد الذي استطاع بلا ضجيج خرق صفوف المحافظين واستمالة عدد مؤثر منهم إلى معسكره تحت مسمى المحافظين المعتدلين. منفتح على جميع التيارات السياسية وتربطه علاقة وثيقه برئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي، وله وتاريخ طويل من العمل الاستشاري في مجلس الامن القومي والملف النووي قبل فوزه برائاسة الجمهورية.

ثالث الفائزين في انتخابات مجلس خبراء القيادة عن دائرة طهران بعد رفسنجاني ومحمد إمامي كاشاني، له مؤيدون غير فاعلين بالمعنى المؤثر في تنظيم الحرس الثوري، لكن رغم ذلك فالتنظيم يعترف بدوره الريادي في انتزاع الانتصار النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل الجمهورية الإسلامية، التي يعود معظمها بالنفع على مؤسسة الحرس. لكنه لا يملك علاقة طيبة بالسلطة الدينية الحاكمة. قربه من رفسنجاني وخاتمي، ليس في صالحه، ويسبب له الكثير من الانتقادات والإدانات. معروف عن روحاني أنه يحافظ على صداقاته ويدافع عنها بشراسة، ويبتعد عن التمثل بأعدائه.

مجلس خبراء القيادة
مجلس خبراء القيادة

ووفق هذه التصنيفات، وفي حال عدم حصول حدث ما في إيران عقب موت السيد علي خامنئي، وفي حال تم انتقال السلطة إلى المرشد الجديد بسلاسة ودون حصول ما يعكر الأجواء، فإن أكثر الأسماء حظوظا للخلافة هم: حسن روحاني، مجتبى خامنئي، محمد تقي مصباح يزدي وصادق لاريجاني. هؤلاء الأربعة هم أقوى المرشحين وأكثرهم قربا من صانعي القرار، بل هم من يصنعونه أحيانا أو يشاركون في صنعه في أحيان أخرى.

اقرأ أيضاً: أحدهم سيخلف المرشد في ايران (2): المرشحون المحافظون وتناقض المصالح

هؤلاء الأربعة فقط هم من يستطيع إعلان رحيل خامنئي، وبعد يوم واحد من رحيله بإمكانهم الإيعاز إلى الخبراء الـ88 الفائزين بعضوية مجلس الخبراء الجديد، بالاجتماع لاختيار المرشد، أو ليملوا عليهم إعلان اسم القائد الجديد الذي “تدخلت السماء باختياره”، بالتوازي مع وزارة الاستخبارات والحرس الثوري.

السابق
نتائج قرعة دوري ابطال أوروبا 2015-2016 (دور الـ 8)
التالي
الشيخ ياسر عودة يهاجم من يسب الصحابة من غلاة الشيعة؟