مملكة الدعم والتضحيات… محطات لن ينساها لبنان

السعودية

عددت الاسباب و الدعم واحد. نعم! الدعم واحد، لكن هناك اسئلة كثيرة، من اين يأتي الدعم إلى لبنان؟
لبنان منذ نعومة اظافره وهو الشقيق الأصغر للمملكة العربية السعودية، فلنسأل وبكل صراحة: من وقف بجانب لبنان حين كانت نيران الفتنة تحرق الأخضر واليابس منذ العام 1975 حتى اتفاق الطائف؟ وعندما كانت الدول العربية والغربية تنفذ اجنداتها ومصالحها في لبنان كانت للمملكة وجهة نظر أخرى. وبدأ الدعم للبنان الدولة والسيادة منذ استلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري دوره في الحكم اي عندما كان لبنان أنذاك تحت الوصاية السورية.

إقرأ أيضاً: هذا سرّ دمعة سعد الحريري عندما زار «المستقبل»!

المملكة العربية السعودية قدمت القروض والمشاريع الاستثمارية ونهضت لبنان من تحت الركام من باريس 2 و3 وصولاً إلى الهبة السعودية الأخيرة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية. نحو 70 مليار دولار هو مجموع ما قدمته المملكة للبنان منذ العام 1990 حتى اليوم، وذلك من خلال ضخ فائض الأموال السعودية في المصارف اللبنانية والإستثمار على مختلف الصعد، لكن هل سأل المواطن نفسه: ما المقابل؟ الاجابة: لا مقابل، وذلك بشهادة التاريخ وكل مسؤول مخضرم لا يحمل أجندة إيرانية غايتها تشويه الحقائق.

ولنسترجع بعض المحطات التي شهدت دعماً سعودياً للبنان:
منح مباشرة للخزينة اللبنانية بلغت قيمتها حتى آواخر العام 2010 نحو 1.2 مليار دولار، غير المنح لدعم الخزينة من خلال مؤتمر ستوكهولم في العام 2006 ومؤتمر “باريس – 3″، اضافة إلى منح تسديد الاقساط المدرسية للطلاب قُدّمت ما بين العامين 2006 و2009 وبلغ اجمالها 82 مليون دولار.

اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان وموجة العدوان الكلامي وعلى الرغم من الافتراءات والاتهامات الكاذبة للمملكة ردت السعودية باداع المزيد من الاموال وبالعملة الصعبة لعدم هبوط الليرة اللبنانية خلال الحرب، فضلاً عن المساعدات المالية والاحتياجية للعديد من القرى والبلدات الجنوبية التي تضررت خلال الحرب. وزادت المملكة “الخير بالخير” باستقبالها اللبنانيين وتأمين لهم فرص عمل ساعدت لبنان بالاستفادة من مدخول المغتربين لعائلاتهم، تحولت إلى مصدر لارادات الدولة بجانب السياحة في البلد. وبحسب مركز الدراسات الاقتصادية في غرفة التجارة والصناعة في لبنان بلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية عام 2014 نحو 377 مليون دولار وتصدرت السعودية المرتبة الاولى على لوائح الصادرات. حتى التقارير والصحف المختصة اثبتت ان التبادل التجاري (الايرادات والصادرات) بين لبنان و السعودية تصدر المراتب الاولى وجعلهما على علاقة اخوة ومتينة.

ولم تدعم المملكة لبنان في القطاع الاقتصادي فحسب، بل كان يكسب دعماً سياسياً متواصلاً من السعودية في كل الازمات التي شهدتها جمهوريتنا. وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود رحمه الله: “بيروت الرياض، والرياض بيروت”. فالسعودية سهرت على ايقاف الصراع الذي عاشه لبنان في فترة الحرب من خلال اتفاق الطائف الذي ضمن الامان والاستقرار بعد 15 سنة من الحرب بين ابنائه.
وعند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ظلت السعودية على نهجها في مساندة لبنان معنويا وسياسياً واقتصادياً فنجح الشعب اللبناني في تأمين مطلبه باقامة محكمة دولية تكشف منفذي جريمة اغتيال الحريري. وأكمل أبناء الملك المؤسس عبد العزيز الوصية بوقوفهم بجانب لبنان في كل الصعوبات والمراحل تحت قاعدة “لبنان بلدكم الثاني”.

الأهم من كل ذلك، أن السعودية لم يقتصر دعمها على الطائفة الاقرب لها فحسب أي الطائفة السنية، بل دعمت وساعدت الدولة اللبنانية التي تمثل ابناء الوطن بجميع مكوناته الطائفية والحزبية. حتى انها لم تتدخل بشؤونه الداخلية ومنها الشغور الرئاسي، مستندة على مبدأ “لا فيتو سعودياً على أحد” وأنها تدعم ما تقرره الدولة اللبنانية وحدها من دون تدخل السعودية بالقرار اللبناني، معبرة عن احترامها لسيادة لبنان واستقلاله.

إقرأ أيضاً: الخليج يعاقب «دولة حزب الله».. ونحن مواطنيها
وهنا تسأل الشريحة الاكبر من الشعب اللبناني: أليس حراماً أن نرمي كل هذه التضحيات السعودية والمساعدات للبنان من أجل تنفيذ البعض لاجندات لا تصب في مصلحة لبنان بشيء؟

(موقع 14 آذار)

السابق
كسوف شمسي نادر في إندونيسيا
التالي
دور الأحزاب السلبي في احباط العمل البلدي