هذا سرّ دمعة سعد الحريري عندما زار «المستقبل»!

سعد الحريري
عاد الرئيس سعد الحريري الى لبنان الشهر الفائت وأحيى ذكرى استشهاد والده، وقال أنّه باقٍ في لبنان، ليقوم يوم أول أمس بزيارة مفاجئة لمبنى المستقبل، الحريري الذي فاجأ موظفيه لم يكن بكل تأكيد يتوقع ردة الفعل العاطفية هذه ممن لم تصرف منذ أكثر من عام معاشاتهم، بإستثناء مرة أو مرتين...

هؤلاء من أرسلوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل إلى الحريري، ومنهم من طالب السيدة نازك بالتدخل الشخصي لحلّ أزمتهم، هم ليسوا بميسوري الأحوال فلكل منهم مستحقات عليه أن يؤديها عند آخر كل شهر، ولكل منهم عائلة وأقساط مدرسية و واجبات إلزامية، ولكل منهم أعباء متعددة ومسؤوليات.

الأزمة المالية التي حلّت على الحريري تحمّل وزرها موظفو الإعلام الأزرق أكثر من غيرهم، وإن قال بعضهم أنّ المشكلة ليست فقط بالأزمة وإنّما بالفساد الإداري.

إقرأ أيضاً: لنا دموع سعد الحريري ولكم دماء حسن نصر الله

لم يتخلّ موظفو المستقبل عن قناعتهم مع عديد من المراهنات، وعلى الرغم ممّا حملوه في الشهور الماضية من عتب على الرئيس سعد الحريري، إلا أنّ “كرامة الشهيد” ومدرسته ونهجه كانت بالنسبة إليهم “قداسة” فإستمروا بأعمالهم مع كل الذي شهدته وتشهده القناة وإعلامها من أوضاع متردية ومن تراجع ملحوظ في نسب المشاهدة وفي التواجد على ساحة المنافسة.

عاد الحريري، وقال أنّه باقٍ في لبنان، ليقوم يوم أول أمس بزيارة مفاجئة لمبنى المستقبل، الحريري الذي فاجأ موظفيه لم يكن بكل تأكيد يتوقع ردة الفعل هذه، وقبل أن نزايد على المواقف وعلى الزيارة التي تأخرت أكثر من أسبوعين، لنضع عدة أسئلة قيد النقاش:

أي موظف يستمر بعمله “عام” دون أي تغطية مالية؟ أيّ موظف يتابع مهامه بضميرية لأكثر من عام فيما ديونه تتراكم؟ أيّ موظف يظل متمسكاً بوجوديته في مؤسسة بدأت بالإفلاس ومهدّدة بالإغلاق؟

وماذا كان يتوقع الحريري عند الزيارة غير العتب، والجفاء، ولعلّه كان محرجاً أنّ هؤلاء لم يتخلوا عنه فيما هو بنظر الآخرين تخلى عنهم!

الحريري بالطبع لم يقطع الأموال عنهم “بمزاجه” وإنّما بسبب أزمة مالية فرضت ثقلها عليه، ممّا لا شكّ أنّه يحمل همومهم وأنّ هذا التأخر في زيارتهم هو لحرج في موقفه، إلا أنّ التزامهم معه فرض ذهابه إليهم لتكن الصورة غير ما توقعه “هو” وغير ما توقعه الجميع.

بأصوات فرحة بالحب، بالعناق، هكذا استقبلوه، استقبلوا صديقاً وعزيزاً لا رئيساً لهم بجعبته الأموال.

موظفو المستقبل لا شيء كان يجبرهم على الالتزام به، ولا سلطة مالية بينهم وبين الحريري، بمواقفهم أثبتوا أنّ مدرسة الحريري أكبر من الأموال وأنّ العلاقة بين سعد ومحبيه أكبر من رواتب متأخرة!

الرئيس الحريري مع موظفي المستقبل
الرئيس الحريري مع موظفي المستقبل

لا ألوم الرئيس الحريري على “دمعته” وهو من رأى مؤخراً الإنشقاق والإعتراض والإنقلاب في صفوف عدد من الاحزاب السياسية في لبنان، هذه الصورة للوفاء المتجرد من أيّ مال، الوفاء لزعيم تأخر عن منحهم مستحقاتهم، لا بد وأن يقابل بدمعة، ليست لضعف وإنّما لتقدير ولأنّ المشهدية أكبر من التوصيف.

إقرأ أيضاً: سعد الحريري.. هو حضنٌ أولاً

موظفو المستقبل، صدق الحريري أنتم أوفياء، وممّا لا شكّ به انه هو يبادلكم الوفاء، دمعته واحتضانكم له صورة “نموذجية”، فالزعامات ليست بالأموال ولا بالسلاح ولا بالإرهاب، الحريري الإنسان العفوي الذي مرّ بضائقة مالية كان وما زال زعيما لموظفيه المديونين.

وهذا إن دلّ، فدلالته أنّ من يتشدّق بالقول ان زعامة الحريري هي بسبب المال السياسي هو واهم وكاذب…المال السياسي والسلاح السياسي في الجهة المقابلة!

انتقدوا كما شئتم واسخروا من دمعته كما أردتم، ولكن ما حصل في مبنى المستقبل هو”مثال” وعرس وفاء، شاء من شاء وأبى من أبى.

السابق
جولة للكتيبة الفرنسية من الغجر الى مرتفعات كفرشوبا بمواكبة الجيش
التالي
«الحريري » بق البحصةلـCNN: هناك قرار اقليمي بتسليم لبنان لحزب الله!