تستمر حال المراوحة المأزومة في علاقة لبنان بالدول العربية وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي في ضوء مواقف التصعيد التي يدأب نصرالله على اطلاقها، وآخرها كان أمس.
وأحدث خطاب نصرالله، في أسبوع أحد قادة الحزب الذي سقط في سوريا علي أحمد فياض (علاء البوسنة)، صدمة في الأوساط السياسية اللبنانية والدبلوماسية الأجنبية لجهة كشفه عن دور لكوادر الحزب وقيادييه في عمليات قتالية وتدريبية سواء في البوسنة أو العراق، فضلاً عن سوريا. وذلك، بعد مرور أيام على تصنيف مجلس التعاون الخليجي وأغلبية وزراء الداخلية العرب “حزب الله” منظمة إرهابية.
– أعاد شرح وتشريح الأسباب التي دفعت الحزب إلى المساهمة في التصدي لـ”داعش” خارج الحدود اللبنانية.
– أشار إلى أنها مزيج من اعتبارات أخلاقية وسياسية ودينية وقومية، عابرة للاصطفافات الطائفية والمذهبية.
– كرر بأنه ليس مطلوبا من الأنظمة العربية المعادية سوى أن تترك المقاومة وشأنها، قائلا: حلوا عنها..
– آثر التركيز على الجانب المليء من الكوب، بعدما استفز هذا القرار جانبا واسعا من الشارع العربي، ودفعه إلى التحرك احتجاجا واستنكارا، حتى كاد السحر ينقلب على الساحر.
– توقف عند دلالات رد الفعل الشعبي المتضامن مع الحزب والمقاومة في العديد من الدول العربية، وفي طليعتها تونس.
– استنتج بأن هذا التضامن يعطي إشارة إلى المكانة التي لا تزال تحظى بها المقاومة عند الشعوب العربية، كما ينطوي على رسالة لإسرائيل مفادها أنها ستبقى العدو.
– لم يفت أن يشكر وزير الداخلية نهاد المشنوق على موقفه، لافتا الانتباه إلى أنه التزم بالسقف الرسمي الحكومي، قائلا: كثّر الله خيره وزير داخلية لبنان.
– خصَّ تونس بجرعة إضافية من الشكر قياسا إلى حجم الاعتراض الذي أبدته أوساطها على تصنيف الحزب منظمة إرهابية.
– رد على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اعتبر أن الهِبَة العسكرية للجيش أُلغيت حتى لا يصل السلاح إلى “حزب الله”، مؤكدا أن هذه الذريعة واهية، مشددا على انه لم يحصل منذ اتفاق الطائف أن أخذ الحزب بندقية أو رصاصة تعود إلى الجيش.
– ربط الغضب السعودي على الحزب بفشل المملكة في سوريا واليمن والبحرين ولبنان، مؤكدا أنها تخوض معركة خاسرة.
إقرأ أيضاً: الخليج يعاقب «دولة حزب الله».. ونحن مواطنيها
الرياض مصممة على وقف الهبة
وعلى الأرجح، أن إمكانيّة عودة الرياض عن قرارها وقف الهبات لن يحصل قريباً، بعدما أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أنّ الجيش السعودي “سيتسلّم أسلحة فرنسية تمّ طلبُها في الأصل من أجل لبنان”. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية إنّ فرنسا “نجحت في مفاوضاتها مع القيادة السعودية بالحفاظ على الهبة عبر استكمال تصنيع الأسلحة الفرنسية المقررة أصلاً للجيش اللبناني وأنّ استعادتها لمصلحة الجيش السعودي أفضل بكثير من تجميد الصفقة أو إلغائها ووقف تنفيذ مراحل التصنيع المتبقّية منها في السنوات الثلاث المقبلة”.
إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب يخوّنون «جنوبية»
إنعكاس كلام نصرالله على الجهود اللبنانية
إلى ذلك، تخوّفَ المراقبون وفق “الجمهورية” من أن ينعكس كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سلباً على مسعى رئيس الحكومة تمّام سلام لتصحيح الخلل في العلاقة مع السعودية وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل قرارها وقفَ الهبات.