كيف ستكون تداعيات «فضيحة النفايات» الجديدة؟!

عادت أزمة النفايات لتتصدر الاهتمامات أمس في ظل ملامح عاصفة المد والجزر في المعلومات المتناقضة التي ستحاصر المعنيين بالملف والحكومة في ظل نفي وزارة البيئة الاتحادية الروسية موافقتها على التخلص من النفايات اللبنانية على أراضي روسيا ووصفها للمراسلات الخاصة بالموافقة بانها وثائق مزورة.

صفقة النفايات ضائعة بين موسكو وبيروت

ترك هذا التطور ترددات صاخبة أمس نظراً الى تراكم الشكوك كي الألغاز التي تتحكم باستكمال مراحل عقد الاتفاق مع شركة “شينوك ” لنقل النفايات والتي باتت تدفع نحو اعادة ادراج الملف كلاً امام مجلس الوزراء.

فوال السفير الروسي الكسندر زاسبكين لـ”الجمهورية”: “بالنسبة الى الموقف الروسي نحن بالتأكيد نريد مساعدة لبنان في حل أزمة النفايات لكنّ الامور المتعلقة بالشركات والوثائق والمستندات يجب ان تكون تحت سقف القانون. الموضوع ليس سياسياً، بل هو موضوع يتعلّق بالشرعية الروسية والشرعية الدولية والمعاهدات المختصة. نحن في روسيا لدينا جهة مسؤولة هي وكالة الخدمة الفيدرالية لمراقبة البيئة وهي المعنية مباشرةً بهذه الملفات إنّما ليس لديّ لا معلومات ولا تفاصيل حول هذا الأمر.

والسفارة الروسية ليس لها علاقة بالموضوع ولا بالوثائق المزوّرة، لأنّ لدينا في روسيا وزارة مختصّة ولا أستطيع ان اضيف شيئاً ولن اشاركَ في ترويج هذا الأمر أو توسيع دائرة النقاش حوله أو تأكيده أو نفيه”. أضاف: “في روسيا معايير خاصة لِما يمكن أن تستورده من النفايات أو ترفضه، ولأي منطقة ممكن ولأيّ منطقة غير ممكن. أنا اطلعت على النظام الإداري الخاص بنا، هناك بنود عدة يجب احترام الاصول القانونية فيها، فالأمر ليس سهلاً للحصول على الموافقة. هناك خبَراء يدرسون هذا الأمر لجهة المصانع للمعالجة وفقَ المعايير المطلوبة وشركات النقل وكلّ المعطيات”.

وأوضحت مصادر مواكبة لمستجدات الملف لـ”المستقبل” أنّ المستندات التي قُدّمت للجانب اللبناني حول تأمين الموافقات الروسية الرسمية اللازمة لإتمام عملية الترحيل تخضع حالياً للترجمة والتدقيق بغية التأكد من مصداقيتها وإنجازها وفق الأصول القانونية لضمان إتمام العملية، مشيرةً من هذ المنطلق إلى أنّ الساعات القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتبيان الحقائق بعدما استمهلت الشركة البريطانية المعنيّة لإبراز وثائقها التي تؤكد صحة العقود والموافقات المبرمة مع الجانب الروسي.

كذلك، قال وزير الزراعة اكرم شهيب لـ”النهار” أمس: “الحمدلله البلد كله فضائح بفضائح وبعض وسائل الاعلام يفرح بهذا الامر“. ولفت الى ان الامر يتعلق بمجلس الانماء والاعمار والشركة المسجلة والدولة الروسية والمجلس سيوضح المسألة في الوقت المناسب. وأوضح ان الدائرة القانونية في مجلس الانماء والاعمار ” هي الجهة الرسمية المخولة التدقيق في كل الوثائق”.

تصدير النفاياتوشكّكت مصادر مواكبة لملف الترحيل بالتزوير، وقالت لـ”الجمهورية” إنّ الخبر نشرته جهة واحدة هي وكالة “تاس” الروسية التي نَقلت عن المسؤول الاعلامي في وزارة البيئة انّ الوثيقة التي جاءَتهم من السفارة اللبنانية في موسكو مزوّرة. إذا أردنا التدقيق بهذا الخبر، أوّلاً، سفارة لبنان في موسكو لا علاقة لها بالموضوع ولم يرسل لها أحد وثيقة، ولم يَطلب منها أحد تقديمَ وثيقة، وبالتالي ما هي الوثيقة التي يتحدّثون عنها؟ وزارة الخارجية في لبنان لم تدخل في موضوع الترحيل، وبالتالي من أدخَل سفارة لبنان في موسكو بهذا الملف؟. فالخبَر من أساسه يشوبه الغموض. ما هي هذه الوثيقة؟ وعمَّ تتحدّث؟ وما هو فحواها؟ ولم يَقل أحد إنّ الوثيقة التي أرسِلت الى وزير البيئة محمد المشنوق مزوّرة. ثانياً، من يتحدّث عن التزوير إنّما يهدف الى استعمال هذا التزوير، فكيف تزوّر ورقة من وزارة البيئة الروسية إذا كان ليس لها وجهة استعمال؟ وهذه علامة استفهام ثانية كبيرة؟ فالخبر يكتنفه الغموض.

إقرأ أيضاً: هكذا حوّلت الثنائية الشيعية مشروع الليطاني الى «مجرور الليطاني»!

واعتبرَت مصادر “الجمهورية” أنّ الخبر الذي نشرَته وكالة “تاس” هو خبر مقلِق، لأنّ الوكالة تابعة لجهة رسمية. وأبدت اعتقادها بأن لا تزوير حصَل لأنّ الورقة الموقّعة من وزير البيئة في روسيا تسلّمَها وزير البيئة في لبنان محمد المشنوق وكانت موقّعة وتحوّلت نسخة منها الى مجلس الإنماء والإعمار الذي رفضَ توقيعَها إلّا عند استلام النسخة الأصلية، الأمر الذي لم يحصل حتى الساعة، ما يَدفعنا الى التفكير بوجود مشكلةية داخلية مختلفة لأنّ الرسالة مرتبطة بشركة روسية ربّما يكون من بينها تغيير شركة “شينوك” التي أوكِلت إليها مهمّة ترحيل النفايات. ورأت أنّ قرار الترحيل تعرّضَ لهزّة لكنّه لم يقع، وبالتالي فإنّ الأمور ستتّضح في الساعات المقبلة، فإمّا يعالَج سريعاً بين الجهات المختصة في لبنان وروسيا وإمّا العودة إلى لغة المطامر.

وسيحضر الملف اليوم وفق “النهار” في اجتماع لجنة البيئة النيابية برئاسة النائب مروان حمادة في حضور الوزير شهيّب بصفته الوزير المكلف ملف ترحيل النفايات ومجلس الانماء والاعمار وأعضاء اللجنة. ولعل المفارقة الغريبة في هذا الشأن تمثلت في معلومات لمصادر لبنانية ليل أمس عن توقيع وزارة البيئة الروسية وثيقة الموافقة على عقد نقل النفايات خلافا لما أوردته وكالة “تاس” الروسية في هذا الصدد!

إقرأ أيضاً: تجاهل نصرالله للاستحقاق الرئاسي يثير انتقادات وتساؤلات

وقال متابعون لملف النفايات لـ”النهار” إنه في حال ثبوت تزوير المستند الروسي على ما أكدت وكالة “تاس” نقلاً عن المسؤولة الإعلامية في وزارة البيئة الروسية، سيكون ذلك أخلّالا بالشروط التي وضعها مجلس الوزراء في قراره المؤرخ 2016/12/29 وأحدها أن تقدم المستندات قبل 2016/1/29، ولا يستطيع مجلس الإنماء والإعمار تمديد المهلة كما لا يمكن إعادة استدراج العروض للترحيل من دون العودة إلى مجلس الوزراء.

السابق
تجاهل نصرالله للاستحقاق الرئاسي يثير انتقادات وتساؤلات
التالي
ريفي لـنصرالله: من تساعده إسرائيل ليقاتل ‫حركة أمل‬ في إقليم التفاح عليه ان يصمت ويخجل