هذا هو الوجه الحقيقي لضاحيتنا الجنوبية…

الضاحية الجنوبية
ما لا يعلمه البعض أن صوت الإنتقاد أخذ مجراه داخل أحياء الضاحية الجنوبية واللافت أن كثير من الناس بدأ يحمّل الثنائية الشيعية مسؤولية تردي الاوضاع الإقتصادية والمعيشية والعجز عن تنفيذ مشاريع تنموية. هل هذا انطلاقة لبداية فجر جديد لهذه المنطقة. ربما..

ماذا سنقول للعالم عن الضاحية. الضاحية التي تجلد يومياً وبشكل مستمر من قبل الثنائية الشيعية (أمل – حزب الله) المسيطرة على أغلب مفترقاتها شوارعها من الشياح مروراً إلى بئر العبد وصولاً إلى حارة حريك والرويس وأحياء برج البراجنة والمعمورة.. مشاركاً بجلدها أيضاً بعض الإعلام الوطني منه والدولي. فهي بحسب توصيف البعض “معقل حزب الله” الذي تورط في سوريا حتى أخمص قدميه لكنها أيضاً مسكن مواطنين عاديين لديهم همومهم وأحزانهم وأفراحهم وأتراحهم وتطالعاتهم ومستقبلهم.

اقرأ أيضاً: مين هيّ ضاحية بيروت الجنوبية وشو تاريخها؟ (1)

الضاحية تحمل نفساً جميلاً وروحا لا تختلج إلا بذوات أبنائها. نحن ندرك ماهية الجميل في ازقة الضاحية ومعالم وخفايا أبنيتها لأننا تربينا بها منذ الصغر وعشنا الطفولة هنا.

ماذا نقول عن مطعم الفَّوال الأشهر في حارة حريك.. وصاحب أشهى صحن فول وحمص في حارة حريك.. هل نقول للعالم أن شارع بئر العبد الأسبوع الماضي كان على موعد مع إفتتاحية لمحال “بيع الألبسة” فملأت الموسيقى كامل الشارع على مسمع ومرآى حزب الله وتفاعل المارة مع الأسلوب الجديد لجذب المستهلكين متناغمين مع الألحان.

يقولون أن الضاحية هي ساحة لإنتشارعناصر حزب الله المدججين بالسلاح ولعصيان أمر الدولة.. وهي الأرض التي يجتمع بداخلها الشبان ـ القراصنةـ المتفلتون من القانون. ما لا يعلمه البعض أن ضاحيتنا تحوي عشرات المدارس والمعاهد وبعضها يغرد خارج سرب التعليم الديني والإلتزام الفكري المتشدد ومبدأ “فصل الصبيان عن البنات”.

سوق الضاحية

إستطاع السكان التكيُّف مع الأجواء السياسية وباتوا قادرين على التمييز بين الولاء السياسي والتبَّعِية العقائدية.. فما زلنا نرى “زفة العروس” يرافقها قرع الطبول والدف وزغاريد النساء والصبايا. لا نريد اقناع احد ان الكثير من شبان “الضاحية” لم يشاركوا في المعارك الحربية في سوريا ولم يحملوا السلاح طيلة حياتهم ولا أن “نُبَيِض طنجرة الضاحية” أمام الناس أو أن نعرض السير الذاتية لكل فرد من سكان ضاحية أمام العلن من أجل إثبات كم بينهم من الطيبين. ولن نُصَدر صورا ونوثق الأفلام لإحصاء النساء السافرات و”منهم بيلبسوا شورت والحفر كمان.. وبيجتازوا حواجز حزب الله دون إزعاج أو توجيه دعوة لتستير أنفسهم”.

لقد تمكن حزب الله من تبديل طبيعة السكان لكنه بقيَّ عاجزا عن تبديل مكامن أرواحهم وحبهم للكثير من التفاصيل النابضة في الحياة.

اقرأ أيضاً: من هي ضاحية بيروت الجنوبية وشو تاريخها؟ (2)

سكان الضاحية هم من فرضوا على حزب الله تغيير قوانينه وجعله أكثر مرونة وألزموه بقبول صوت الموسيقى الصارخ من داخل سياراتهم وأنجزوا مشاريع إقتصادية حسنت صورة الضاحية المنمطة كإنشائهم للمقاهي خصوصاً عند الخط المتاخم للمناطق المسيحية جاذبين بذلك الزوار من مختلف الطوائف.

 

السابق
ثلاثة آلاف دعوة إلى مهرجان البيال.. وجعجع وفرنجية لن يحضرا
التالي
حراك مسيحي على خط عون – فرنجية